حذرت تركيا من أن الاستفتاء المزمع في 25 الشهر الجاري على استقلال إقليم كردستان العراق، سيكون له ثمن، وسيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. ورحبت برفض البرلمان العراقي له.وقال نائب رئيس الوزراء الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ، في تصريحات أمس، إن إصرار إدارة إقليم كردستان على إجراء استفتاء الانفصال عن العراق سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. واعتبر أن الخطوة التي يصر عليها الإقليم الكردي في شمال العراق «سيكون لها ثمن»، وأن «النتيجة التي سيتمخض عنها ستكون الفوضى وانعدام الاستقرار وظهور مشكلات أمنية وأزمات لا تقدرها إدارة الإقليم جيداً في الوقت الحالي».وسبق أن حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من أن الاستفتاء «سيؤدي إلى حرب أهلية في العراق ويزيد من أزمات المنطقة وعدم استقرارها». وزار بغداد وأربيل خلال أغسطس (آب) الماضي في مسعى لمنع إجراء الاستفتاء، وحض رئيس الإقليم مسعود بارزاني على التراجع عنه، إلا أن بارزاني تعهد بالمضي قدماً في إجراء الاستفتاء باعتباره «حقاً طبيعياً للأكراد».وكانت أنقرة رفضت قرار مجلس محافظة كركوك بشمولها في الاستفتاء. واعتبرت القرار «انتهاكاً خطيراً لدستور العراق»، لافتة إلى اتخاذه وسط مقاطعة الكتلتين العربية والتركمانية في مجلس محافظة كركوك. ووصفت القرار بأنه «حلقة جديدة في مسلسل الأخطاء».ورحبت وزارة الخارجية التركية، أمس، بقرار البرلمان العراقي رفض الاستفتاء، محذرة من الإصرار على إتمامه. وكان البرلمان العراقي قد دعا رئيس الوزراء إلى «اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية؛ ردا على خطوة إجراء الاستفتاء». وأعربت عن قلقها تجاه موقف قيادة إقليم كردستان وإصرارها على الاستفتاء، وبياناتها ذات النبرة المؤججة للمشاعر على نحو متزايد. ورأت أن «هذا الإصرار سيكون له ثمن بالتأكيد... ونحن ندعوهم إلى التصرف بتعقل والتخلي عن هذا المسار الخاطئ على الفور».وتخشى تركيا التي تضم العدد الأكبر من الأكراد في المنطقة، من أن يشجع تأييد استقلال كردستان العراق في الاستفتاء، الأكراد فيها، على تصعيد مطالبهم بالحكم الذاتي في جنوب شرقي البلاد، والنزعة الانفصالية لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور.وكان زعيم المعارضة القومية في تركيا دولت بهشلي، قد قال في أغسطس الماضي، إن أنقرة ستعتبر الاستفتاء في كردستان «سببا لشن حرب إذا ما دعت الضرورة». لكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عبر عن رفض حكومته لهذا التحذير. وأقامت أنقرة علاقات وثيقة مع إدارة مسعود بارزاني، استندت إلى الروابط القوية في مجال الطاقة والاقتصاد، إضافة إلى شكوك الجانبين حيال جماعات كردية أخرى والحكومة المركزية العراقية.وترفض إيران والنظام السوري الاستفتاء أيضاً، إذ تخشيان أن يذكي النزعة الانفصالية لدى الأكراد على أراضيهما، وأعلنت أنقرة وطهران تمسكهما بوحدة أراضي العراق. كما أبدت واشنطن من جانبها اعتراضا عليه؛ حيث تخشى القوى الغربية أن يشعل الاستفتاء نزاعاً مع الحكومة المركزية في بغداد، ويحول الانتباه عن الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
مشاركة :