حذرت «المفوضية العليا لحقوق الإنسان» في العراق أمس من ظهور توترات أمنية في المناطق المتنازع عليها، لافتة إلى خطورة استمرار التصعيد في شأن استفتاء كردستان. وأكدت «كتلة التغيير» في البرلمان الاتحادي أن وضع حقوق الإنسان في الإقليم «في اسوأ حالاته». وذكر الناطق باسم المفوضية، علي البياتي، في بيان صحافي أن «المفوضية العليا لحقوق الإنسان لديها تخوف من وقوع مواجهات مسلحة محتملة بين الأطراف المختلفة في شأن موضوع الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، خصوصاً مع ورود معلومات عن ارتفاع وتيرة التحشيد الأمني في تلك المناطق التي ما زال بعضها حواضن للجماعات الإرهابية أو واقعة بالقرب منها». وأضاف أن «المفوضية قلقة على أوضاع المدنيين في المناطق المتنازع عليها وخاصة المختلطة منها بسبب استمرار التصعيد في شأن موضوع الاستفتاء في إقليم كردستان» ولفت الى انه «في حال حدوث صدامات سيذهب ضحيته المدنيون الأبرياء ومن جميع الأطراف من دون استثناء». وقال البياتي أن «المفوضية تحذر من خطورة استمرار التصعيد في شأن الأزمة الحالية الخاصة بإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان وتدعو جميع الأطراف المختلفة في تأييدها أو رفضها للاستفتاء الى انتهاج الحكمة والعودة الى الدستور في حل الخلافات من أجل تجنيب المدنيين أية كارثة انسانية قد تحدث في حال استمرار التصعيد العسكري الذي ينذر ببداية لحرب أهلية لا تحمد عقباها». الى ذلك، أكدت النائب سروة عبدالواحد، رئيسة «كتلة التغيير الكردية» في البرلمان العراقي الاتحادي خلال محاضرة لها في «معهد ويستمنستر» في ولاية فرجينيا الأميركية انه «بعد 26 عاماً من الحكم الذاتي، فإن الإقليم يعاني من مشكلات عدة ولا نعلم حتى هذه اللحظة أين تذهب واردات النفط والمقدرة بمليون برميل يومياً، إضافة الى أن برلمان الإقليم معطل منذ عامين وهذا كله بسبب الحزب الحاكم الذي يحكم بقبضة من حديد وهو من يتحكم بالبلد». وأشارت الى انه «ليست لدينا مؤسسات وطنية في كردستان، فكل المؤسسات تابعة لأحزاب، ونسعى الى ترسيخ الديموقراطية في كردستان فنحن لا نعلم شيئاً عن العلاقات الخارجية لكردستان ولماذا هناك علاقات متوترة مع بغداد وايضاً عائدات النفط». وكشفت أن «وضع حقوق الإنسان في إقليم كردستان هو في أسوأ حالاته لوجود اعتقالات لصحافيين وتكميم للأفواه وغيرها». واعتبرت «الوضع في بغداد أفضل من كردستان في ما يخص الحريات» وطالبت بـ «تأجيل الاستفتاء في كردستان» مشيرة الى انه «ليست بغداد وحدها ترفض الاستفتاء، لكن هناك دولاً عدة منها الولايات المتحدة ترفض الاستفتاء أيضاً». واعتبرت عبدالواحد أن «الوضع الحالي خطير جداً، كون المادة 140 يجب أن تحل قبل إجراء الاستفتاء ويجب سؤال كل الأطياف في المناطق المتنازع عليها بهذا الاستفتاء». وحذرت من أن «الحزب الحاكم سيفتح الباب للإيرانيين والأتراك للتدخل في كردستان وستكون هناك حرب خطيرة». وزادت «الإقليم سيتحول الى ساحة حرب بين إيران وتركيا والشعب الكردي في خطر».
مشاركة :