وصف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية الشراكة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية بأنها وثيقة جداً. وقال سعادته، في حوار مع صحيفة «لوتون» السويسرية، إن دولة قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية في الخارج، ومركز قيادة التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش»، كما أن البلدين يعملان معاً في مجالات الأمن، ومكافحة الإرهاب، والدفاع، والاقتصاد.أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الدرس الذي تعلمته دولة قطر من الحصار الجائر هو تقليل اعتمادها على جيرانها المباشرين، مشيراً إلى انفتاحها تجارياً على العديد من الدول. وقال «إن دول الحصار تتهمنا بنشر أكاذيب حول المكالمة الهاتفية التي جرت بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وولي العهد السعودي، وهذا أمر غير مقبول»، موضحاً أن أزمة الحصار لم تكن متوقعة، ولم تكن هناك أية مؤشرات على وقوعها، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية كانت قبل بضعة أيام فقط من بدء الأزمة حليفاً قوياً جداً لدولة قطر.. مضيفاً أن كل ما حدث مدبر لتبرير الحصار، والأمر يتعلق بمجموعة من البلدان التي لا يمكن التنبؤ بأعمالها. واعتبر سعادة وزير الخارجية أن اتفاق دول مجلس التعاون أمر ضروري، لضمان عدم تعريض أمن الخليج للخطر، بالرغم من اختلاف وجهات نظرها بشأن عدد من القضايا. كما أوضح سعادته أن دول الحصار لا ترغب في تبادل عقلاني للحجج «بل تريد أن تضعنا تحت الوصاية»، مضيفاً أننا دولة ذات سيادة، ولدينا نفس الحقوق التي تنعم بها المملكة العربية السعودية، بغض النظر عن حجم دولتنا أو قوتها». ورداً على سؤال حول العلاقات مع إيران، أكد سعادته أن دولة قطر ظلت تدافع منذ البداية عن فكرة تجاوز الخلافات مع إيران عن طريق الحوار، وليس المواجهة. من جهة أخرى، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية إن الشعوب العربية ثارت ضد الديكتاتوريات، «وكان علينا أن نتحرك عندما بدأت هذه الديكتاتوريات في قتل شعوبها».. موضحاً أن دولة قطر حاولت مساعدة هذه الأنظمة، على إجراء بعض الإصلاحات، «لكن عندما فشلت هذه المحاولات، وشرع الديكتاتوريون في قتل شعوبهم، كان علينا أن نختار معسكرنا»، مضيفاً «إننا اخترنا الشعوب». وشدد سعادة وزير الخارجية على أن شعوب تلك الدول هي التي أشعلت ثورات الربيع العربي وليس قطر.. مضيفاً أن «تلك الشعوب تستحق التقدير على هذا الإنجاز». كما أشار سعادته إلى أن شعوب بلدان الربيع العربي كانت تؤمن بإمكانية التوصل إلى حلول سلمية، ولم يكن هناك إرهاب في تلك الفترة، موضحاً أن العنف بدأ عندما تعرضت هذه الشعوب لوحشية الأنظمة، كما لفت إلى أن التنظيمات الإرهابية استفادت من هذا الوضع في تعزيز قواتها. وحول علاقات قطر مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، قال سعادة وزير الخارجية «إن الدول التي تتهمنا بدعم ما يصفونها بحركة إرهابية هي ذات الدول التي تدعم حماس»، مشيراً إلى أن أية مساعدة لشعب غزة هي موضع ترحيب، لأن سكان القطاع بحاجة ماسة لها. وأوضح سعادته أن لدى دولة قطر، مع بلدان عدة، غرفة عمليات مشتركة تعمل لصالح مجموعات معتدلة في سوريا، قائلاً «ما زلنا نؤمن بواقعية الآمال التي وُضعت في الجيش السوري الحر، أو إعادة تنظيم القوات المعتدلة». كما أشار إلى أن هناك التزاماً دولياً في هذا الصدد، لكن جزءاً من المجتمع الدولي يركز الآن على الكفاح ضد تنظيم «داعش»، ولم يعد يتحدث عن نظام بشار الأسد الذي قتل أكثر من 500 ألف شخص. ورأى سعادة وزير الخارجية أن حل مسألة «إدلب» يكمن في إعادة تكوين المعارضة المعتدلة، وتزويدها بمزيد من الإمكانيات، مضيفاً أن عدم دعم المعارضة المعتدلة هو ما يسمح بالتحديد لـ«جبهة النصرة» بتعزيز نفوذها.وزير الخارجيةمحمد بن عبد الرحمن وتيلرسون أكدا دعم الدوحة وواشنطن للحوار;
مشاركة :