وزير الخارجية الباكستاني خواجة محمد آصف يؤكد أن الولايات المتحدة سلمت طالبان خلال السنوات الماضية 40 بالمئة من الأراضي الأفغانية.العرب  [نُشر في 2017/09/15، العدد: 10752، ص(5)]فشل سياسات واشنطن وخيارات في استئصال تنظيم طالبان أنقرة – شنّ وزير الخارجية الباكستاني خواجة محمد آصف هجوما حادّا تجاه السياسيات الأميركية، وذلك ردا على اتهامات واشنطن لإسلام آباد بتوفيرها مجالا لانتشار تنظيم طالبان على أراضيها خاصة في المناطق القبلية الواقعة على حدود أفغانستان. وقال آصف، في تصريحات صحافية إن “طالبان ليس بحاجة إلى ملاذ آمن في باكستان، لأن الولايات المتحدة سلمته خلال السنوات الماضية 40 بالمئة من الأراضي الأفغانية”. وأضاف آصف “الأميركيون هم من وفّروا ملاذا آمنا لطالبان” وليست باكستان. وحملت تصريحات الوزير الباكستاني تعريضا واضحا بفشل السياسات والخيارات واشنطن المعتمدة منذ غزو أفغانستان العام 2001 في استئصال تنظيم طالبان الذي واصل شنّ هجماته على القوات الأميركية والحكومية في البلاد. وإثر انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما وسّع التنظيم المتشدد نطاق ضرباته ضد حكومة كابول، ما أدى إلى تكبيدها خسائر فادحة فضلا عن خسارتها السيطرة على البعض من الأقاليم والمناطق. وتأتي تصريحات الوزير الباكستاني التي أدلى بها على هامش زيارة رسمية إلى أنقرة في سياق الرد على اتهامات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسلام آباد نهاية أغسطس الماضي والتي وجّه خلالها خطابا شديد اللهجة إلى إسلام آباد بسبب ما أسماه توفير ملاذ آمن لتنظيم طالبان، وهو ما رفضته إسلام آباد وطالبت الرئيس الأميركي بالتخلي عن هذه التهمة. وكان الرئيس الأميركي قد أعلن خلال شهر أغسطس الماضي عن استراتيجيته الجديدة تجاه أفغانستان والتي تقضي بتعزيز الوجود العسكري الأميركي بهدف القضاء على الإرهاب. وطالب ترامب خلال خطابه باكستان بإبداء المزيد من التعاون ودعم إستراتيجيته العسكرية. واعتبر آصف أن السياسة التي أعلن عنها ترامب دفعت باكستان إلى التوجه نحو جيران وأصدقاء في المنطقة من أجل تطوير مواقف مشتركة معها، ومن أجل التأكيد على ضرورة حل الصراع سلميّا وليس عسكريّا. وتشير مصادر مطلعة إلى أن الحكومة التركية عبّرت عن تفاعلها نحو تحقيق تقارب مع باكستان بهدف طرح مبادرة إقليمية جديدة بشان الوضع في أفغانستان. وشدّد الوزير الباكستاني على التوافق الحاصل في الموقف بين أنقرة وإسلام آباد وخاصة التأكيد على أهمية إيجاد حل سياسي يضمن إنهاء الأزمة الأفغانية وتحقيق الاستقرار.