أثار منح الموسيقار وعازف العود العراقي نصير شمة، درجة الدكتوراة، عن رسالته التي قدمها للحصول على درجة الماجيستير، جدلًا كبيرًا، بعد جلسة المناقشة التي استضافها المجلس الأعلى للثقافة، الخميس. واستضاف المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع، الخميس، مناقشة الرسالة العلمية المقدمة من الفنان وعازف العود العراقى الكبير نصير شمة، والتى تحمل عنوان «الأسلوبية موسيقيًا»، والتي قدمها إلى الجامعة العربية المفتوحة بشمال أمريكا، وأُقيمت المناقشة بمقر المجلس، بحضور ممثل عن الجامعة. وضمّت اللجنة العلمية الدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، والدكتور الناقد صلاح فضل، والدكتور زين نصار، ويشرف على الرسالة الدكتور حسين الأنصارى. وانطلق الجدل حول منح الفنان العراقي درجة الدكتوراة عن رسالة قدمها للحصول على درجة الماجيستير فقط. وقال الناقد الأدبي د. صلاح فضل، رئيس اللجنة العلمية التي ناقشت رسالة الماجيستير، إن الفنان نصير شمة اعتمد على كتابه «علم الأسلوب مبادئه وإجراءاته» الصادر عام 1983، ولهذا مُثّل د. صلاح فضل في اللجنة العلمية لمناقشة الرسالة من الناحية المنهجية التي اعتمدت على منهج كتابه السابق. وأوضح «فضل» في تصريحات لـ «المصري لايت»، إن «اللجنة العلمية التي ناقشت الرسالة، بعد قراءتها، رأت أنها ذات قيمة علمية حقيقية تتجاوز دور رسائل الماجيستير العادية، فارتأت منح الباحث درجة الدكتوراة بعد درجة الماجيستير»، مُشيرًا إلى أنه تقليد متبع في جامعات عالميّة مثل جامعة السوربون الفرنسية، وجامعة مدريد الإسبانية، وأيضًا الجامعة العربية المفتوحة بشمال أمريكا، والتي منحت «شمّة» درجة الدكتوراة. وقال د. صلاح فضل، إن اللجنة استشارت ممثل الجامعة والمشرف على الرسالة، د. حسين الأنصاري، والذي أكد أن لوائح الجامعة تسمح بذلك، ثُم اتصل برئيس الجامعة تليفونيًا ليخبره بقرار اللجنة، وهو ما رحب به. وأضاف «فضل» أن هذا التقليد ليس معمولًا به في الجامعات المصرية والعربية، لكنه معتمد في جامعات عالمية، أنه إذا رأت اللجنة العلمية في الرسالة المقدمة إضافة حقيقية للمعرفة، يحق لها منح المتقدم الدكتوراة بعد درجة الماجيستير. وقال د. حاتم ربيع، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، لـ«المصري اليوم»، إن المجلس هو جهة استضافة فقط، وإنه لا يمكن رفض استضافة مناقشة رسالة ماجيستير لفنان كبير مثل نصير شمة، ولجنة علمية تضم أسماء مثل الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، والدكتور صلاح فضل أستاذ النقد الأدبي، والدكتور زين نصار أستاذ النقد الفني، والدكتور حسين الأنصاري، المشرف على الرسالة. وأوضح «ربيع»، الأستاذ المساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن هذا التقليد غير معمول به في الجامعات المصريّة، وفي الجامعات الأوروبية التي تعامل معها، مؤكدًا على أن المجلس استضاف المناقشة فقط، كون الجامعة العربية المفتوحة لشمال أمريكا، ليس لها أي مقر في مصر. على الجانب الآخر، أكد الموسيقار الكبير نصير شمة، في بيان، سعادته بمثوله أمام لجنه مناقشة رسالة الماجستير الأسلوبية موسيقا التي نوقشت أمس الخميس بالمجلس الأعلى للثقافة، خاصه وأنها تضم في أعضائها قامات علمية وفنية كبيرة في حجم رئيس اللجنة الدكتور صلاح فضل عميد معهد النقد الأدبي الأسبق، وفي حجم فنانه وعالمة مثل الدكتورة إيناس عبدالدايم، والأستاذ الدكتور زين نصار ومشرف الرسالة الأستاذ الدكتور حسين الأنصاري، على حد تعبيره. وأضاف: «أنه لشرف لأي فنان مهما بلغ حجمه أن يقف أمام لجنة بهذا الحجم، وهو بمثابه تكريم آخر بعيدا عن مناقشة الرسالة». وأشار «نصير» إلى أن «سفره المتكرر جعل إعداده للرسالة يستغرق سنوات من الجهد الكبير والبحث العميق، إلى أن انتهيت منها وتقدمت بها إلى الجامعة العربية لشمال أمريكا، والتي رأت أن الرسالة تستحق المناقشة في مصر والتي فيها أحد أعمدة الأسلوبية، وهو الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل». وأضاف «شمه» أنه «اثناء إستعراض الرسالة وشرحها، تعانق الود والاحترام بيني وبين اللجنة والتقدير لانحيازهم للجدية والإضافة والموضوعية بعيدًا عن الصداقة الطويلة التي تربطني بهم، ولذا كانت استجابتي لكل ملحوظاتهم في الرسالة بكل حب، واكتملت سعادتي آخر جلسة النقاش عندما اقترح الدكتور صلاح فضل تصعيد رساله الماجستير إلى دكتوراة لأهميتها من وجه نظر اللجنة، ضاربا بذلك أمثلة سابقة في بعض الجامعات الأجنبية والمصرية في سنوات سابقة، فقام مشرف الرسالة الدكتور حسين الأنصاري ممثل الجامعة في اللجنة بالاتصال برئيس الجامعة لإبلاغه باقتراح رئيس اللجنة، وعبرت الجامعة عن سعادتها البالغة بذلك وإلى أن يحدث ذلك بمنحي الدكتوراة، فإن مناقشة لجنة بهذا الحجم رسالة الماجستير بمثابة دكتوراة ووسام سيظل على صدري، مادام قلبي ينبض». ووجه الموسيقار نصير شمة الشكر لوزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة برئاسه الدكتور حاتم ربيع، لاستضافتهم مناقشة الرسالة.
مشاركة :