أكد الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالنبي، صلى الله عليه وسلم، أن جميع السعوديين يرفضون دعوات الفوضى والمظاهرات كالتي سماها أهلها ثورة حنين وحراك 21 أبريل وحراك 15 سبتمبر وغيرها، بل يمقتها السعوديون ويزدرونها لأنها حماقة وجهل وشرّ. وقال الشايع: كيف لا تكون شراً وجهلاً وهي مصادمة للنصوص الصريحة من القرآن والسُّنة، قال الله سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران: 103]، وقال الله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال: 46]، وقال تعالى وتقدَّس: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء: 59]. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة". رواه البخاري ومسلم. وأضاف: كيف لا تكون تلك الدعوات مرفوضة ممقوتة لدى السعوديين وهي دعوات للفوضى وتبديل الأمن بالخوف والاستقرار بالاضطراب؟!، وهي الدول التي جربت تلك الطرق بالمظاهرات وما يسمى الحراك، نشاهد عواقبها وما جرَّته عليها من الخسائر والكوارث والويلات، فهل يقبل عاقل تلك الدعوات وهذه ثمراتها المرة ماثلة أمامهم؟! وتابع: ما أعظم الشريعة الإسلامية حين جعلت هذه الدعوات أمراً محسوماً لا يقبل مهادنة بأي صورة من الصور، بل الحزم الشديد الذي يستأصل هذه الدعوات وأهلها، مهما كان وصف أصحابها، كما روى مسلم عن عرفجة الأشجعي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أتاكم وأمركم جميعٌ على رَجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم؛ فاقتلوه". وفي رواية قال عليه الصلاة والسلام: "فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان". قال النووي: فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام، أو أراد تفريق كلمة المسلمين ونحو ذلك، وينهى عن ذلك فإن لم ينته قوتل، وإن لم يندفع شره إلا بقتله فقتل كان هدراً. وقوله: "يريد أن يشق عصاكم" معناه: يفرق جماعتكم كما تفرق العصاة المشقوقة، وهو عبارة عن اختلاف الكلمة وتنافر النفوس. وزاد: كيف تكون دعوات الخارجين المسمِّين أنفسَهم معارضين مقبولةً أو ذاتَ وزن وهم أشخاص لا قيمة لهم في ميزان الشرع ولا ميزان العقل، فقد حكم عليهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالجهل والضلال؛ حيث قال: "من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". رواه مسلم. قال الإمام النووي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "لا حجة له"؛ أي: لا حجة له في فعله ولا عذر له ينفعه. ومضى يقول: كما أنهم لا قدر لهم في ميزان العقل؛ لأنهم ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات رخيصة في أيدي حكومات ومخابرات تخطط للشر والكيد والمكر، ثم تلفظهم باعتبارهم خونة لم يُخلصوا لوطنهم ولا لمجتمعهم. فعاشوا مشردين عابثين، بلا أهداف سامية ولا منجزات شريفة. وأردف: كيف لا تكون دعواتهم ملؤها الجهل والشر والفساد وهم مفارقون للجماعة مُستحقون للوعيد الذي نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ قال: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث؛ النَّفْس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة". رواه البخاري ومسلم. وواصل: مهما يكن فتلك الدعوات الآثمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بالمظاهرات أو الاعتصامات أو ما يسمى الحراك أو غيرها من المسميات، ومهما تزخرفت بالأقوال والادعاءات؛ ما هي إلا حلقة من حلقات التآمر ضد بلادنا، تقف وراءها دول ومخابراتها، مجاورة لنا أو بعيدة، وإن كان الناطقون باسم تلك الدعوات يزعمون الانتساب إلينا أو إلى بلادنا، فهم مجهّلون ومتسترون، والوطن منهم ومن إجرامهم براء. واختتم: كان موقف المواطنين مخيباً لظنونهم في دعواتهم السابقة حنين و21 أبريل وغيرها. وهذا يدل على جهلهم بما يتمتع به أبناء هذه البلاد من صدق الولاء وخالص الوفاء لوطنهم وقيادته، وما تلك الدعوات الآثمة إلا غثاء محله العالم الافتراضي في الإنترنت، ولا محل لها على أرض الواقع في بلادنا العزيزة بدينها وقيادتها وشعبها، والله المسؤول سبحانه أن يحفظ علينا إيماننا وأمننا واستقرارنا، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وأركان حكومته لما فيه خير البلاد والعباد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
مشاركة :