لم تقنع «المدينة» بعبارة جاهزية المباني التعليمية، التي أعلنت عنها وزارة التعليم منذ أيام، بل آثرت أن تقف -ميدانيا- على الصورة وتسجل صورًا متباينة للمتعطلة والمتعثرة والمترنحة بفعل الإهمال ليس هذا فقط، بل تساءل عدد من التربويين وأولياء الأمور عن سلبيات المباني التعليمية ومناحي القصور فيها وتراجع مستوى الصيانة ولماذا وصلت إلى هذه الصورة، وكان وزير التعليم قد بادر عبر حسابه الشخصي في «تويتر» قبل موعد انطلاق العام الدراسي الجديد بأربعة أيام بإعلانه عن جاهزية عالية لمؤسسات التعليم فيما رصدت عين المواطن والكاميرا أيضًا غياب هذه الجاهزية.. فماذا قال المعلمون والتربويون وأولياء الأمور؟مشرفون: حصر المباني المستأجرة وتحويلها تدريجيا إلى مبان حكوميةالمشرف التربوي سابقًا عبد الله العويبدى قال: إن المباني الحكومية بحاجة إلى العديد منها الصالات الرياضية المفروشة والمكان الجيد للمقصف المدرسي وإعداد المكان المناسب لمزاولة النشاط المدرسي والمسرح المجهز كذلك المكان المناسب للفسح المدرسية خاصة للصفوف الأولية، كذلك الملاعب المعدة إعداد جيد لمزاولة الرياضة بشكل جيد وبين العويبدي أن أسباب تهالك المباني هو عدم التنفيذ الجيد من البداية والشيء الآخر عدم الاهتمام بالصيانة الدورية، وسوء الاستخدام من العاملين في المدرسة كذلك عدم توعية الطلاب بضرورة المحافظة على الأثاث، وقال أحد المشرفين التربويين، فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك بعض القصور في الخدمات إضافة إلى إهمال الصيانة، التي تلازم بعض مدارس تعليم البنين والبنات على مستوى المملكة رغم الخطابات العديدة والمتوالية، التي يوجها بعض مديري ومديرات المدارس إلى مرجعهم لتصحيح الوضع، إلا أنه للأسف البعض لا تكون هناك أي استجابة مما يؤثر على سير العملية التربوية في بعض تلك المدارسوقال المشرف والمعلم ومدير تجهيزات المدارس سابقا عبدالله صالح عدوان: إنه من المفترض إعادة تنظيم المناقصات الخاصة في صيانة المباني وبين أن أغلب ما يواجه التعليم في تجهيز المباني هي مع المقاولين دون المستوى، وبالتالي تتحول إلى مسار متعثر أو إنشاء مبنى غير صالح قد يكون نتيجة ضعف المواصفات، التي تقدمها وزارة التعليم، بالإضافة إلى ضعف تصنيف المقاول كذلك إلى عدم رصد ميزانية تلبي طلبات بعض المناطق من قبل وزارة التعليم لإداراتها.الدفاع المدني: توفير متطلبات السلامة للحد من الحوادث المدرسيةنائب المتحدث الرسمي ومدير إدارة العلاقات والإعلام بمديرية الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة، الرائد رائد عودة الأحمدي، أن مديرية الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة، ومن خلال إدارة التوعية الوقائية تقوم مع بداية العام الدراسي الجديد إلى التذكير بالإجراءات والتدابير الوقائية، التي تضمن سلامة الطلاب أثناء تواجدهم بالمدرسة بهدف الحفاظ على سلامتهم وعدم تعرضهم للحوادث والأخطار.وقال إن من الأمور الضرورية للحد من الحوادث المدرسية توفير متطلبات السلامة العامة ومنها إجراء الصيانة الدورية واللازمة لكل مرافق المدرسة وأهمها سلامة التمديدات والأحمال الكهربائية وتوفير الطفايات اليدوية، إضافة إلى توفير أجهزة الإنذار والإطفاء مع توفير مخارج للطوارئ وعدم إغلاقها حتى يتسنى الاستفادة منها في الظروف الطارئة ويرافق ذلك تدريب لأبنائنا الطلبة على طرق الإخلاء السليم حال وقوع حادث حقيقي مع تكوين فريق دفاع ذاتي، وكذلك توفير صناديق للإسعافات الأولية مع الأخذ في الاعتبار بتجنب التخزين العشوائي.هندسة السلامة: تحليل المخاطر وتقييمها البداية الحقيقية لتفعيل السلامةقال المهندس سلطان بن محمد الدبلحي، نائب رئيس مجلس هندسة السلامة بالهيئة السعودية للمهندسين: يعود أبناؤنا الأسبوع القادم إلى المدارس وكلنا أمل في أن تكون بداية خير ومرحلة جديدة في حياتهم مليئة بالتفوق والنجاح.وأوضح الدبلحي إن السلامة الحقيقية تقوم على تحليل المخاطر وتقييمها قبل حدوثها ومن ثم اتخاذ ما يلزم للحد من هذه المخاطر المتوقعة باتخاذ الحلول والإجراءات المناسبة.أبرز ملاحظات «المدينة»• تردي البيئة التعليمية.• تراجع في مستوى الصيانة المقدمة.• افتقار المدارس لأبجديات السلامة.أبرز الحلول :• حصر المدارس التي بحاجة إلى إعادة هيكلة.• تحويل المستأجرة تدريجيًا إلى مبانٍ حكومية.• إعادة النظر في تخصيص آلية صرف ميزانية التعليم .• تخصيص مبلغ مالي سنوي لكل مدرسة حسب احتياجها.• إعادة تنظيم المناقصات الخاصة في صيانة المباني.ملامح الاستعداد - وفقا للوزارةالانتهاء من عقود الصيانة والنظافة في المدارس 40 إدارة تعليمية.وصول الدفعة الأولى من أجهزة التكييف 5000 مكيف.الانتهاء من تجهيز جميع المدارس الجديدة 487 مدرسة.أولياء أمور: إعادة هيكلة مباني المدارس لتصبح بيئة تعليمية ممتعةوصف بعض أولياء الأمور تلك البداية بـ»العشوائية»، نظرا لسوء التقدير لأهمية الصيانة –خاصة وسائل السلامة والكهرباء وبعض المدارس رديئة، وطالب عدد منهم بتحسين البيئة المدرسة، وذلك بإعادة هيكلة مباني المدارس لتصبح بيئة تعليمية ممتعة للطلاب بكل مرافقها وإعداد صيانة دورية لها حتى تصبح تلك المباني جاذبة للمعلم والطالب، وقال أحد أولياء الأمور محمد عياش أكثر شيء يتغير في المدرسة المعلمون والطاقم الإداري، أما المبنى والأثاث فهي متهالكة في بعض المدارس وخاصة، التي تحتضنها الأحياء القديمة، وقال إن بعض تلك المدارس لم يتم إجراء صيانة لها وهي غير مؤهلة، مؤكدًا أن بعضها تعاني من تصدعات وتشققات من داخل المدارس وخارجها.وأكملت ولية أمر أريج الشمري عندما يتذمر ابني من ساحة المدرسة الصغيرة والمتكسرة، التي تمنعه من اللعب مع أصدقائه، ولا أعلم كيف أحثه على تحمل الإضاءة الضعيفة، التي تحول بينه وبين ما يكتبه معلمه، ناهيك عن معاناته مع أثاث الفصول الدراسية الصلبة، التي قد يعاني منها الطلاب وتفتقد لتركيزهم أثناء تعليمهم وأكمل هاني السهلي قال: إن ما يتم تقديمه من مبالغ سخية من قبل الدولة لخدمة التعليم لا يشاهد بشكل ملموس في بعض المدارس الحكومية نتيجة تردي البيئة التعليمية المقدمة لأبناء هذا الوطن.وشدد على وزارة التعليم تشكيل لجان قبل بدء العام الدراسي لمتابعة هيكلة المباني التعليمية وتوفير متطلبات الطلاب والطالبات حتى تكون بيئة تعليمية جاذبة سواء لطالب أو للمعلم.. وقال أحمد الغنام إن الخيار الأمثل لحل هذه القضية، التي أرقت وزارة التعليم لعقود من الزمن، هي خصخصة قطاع التعليم أو إنشاء مكتب استشاريا حكوميا يتم دعمه من نفس المخصص السنوي للوزارة، متخصص في تصميم وإنشاء المدارس الحكومية وصيانتها، حتى تتفرغ الوزارة للشؤون التعليمية بعيدًا عن عقود الإنشاء والصيانة.العيسى: جاهزية عالية لمؤسسات التعليم لبدء العام الدراسيمن جانبه قال وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى عبر حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنه بحسب التقارير الميدانية وتقرير اللجنة المركزية أعلن عن جاهزية عالية لمؤسسات التعليم لبدء العام الدراسي الأحد القادم وبين أن هناك جهودا كبيرة بذلت خلال الأسابيع الماضية في الجامعات وعلى مستوى مدارس وإدارات التعليم وعلى مستوى الوزارة للاستعداد لعام دراسي ناجح، مقدمًا اعتذارة عن أي قصور قد يحصل نتيجة ضخامة النظام التعليمي وتنوع مستوياته وكثرة تفاصيله مرحبًا بالنقد البناء، الذي يبحث عن المصلحة العامة.العصيمي: أنهينا عقود الصيانة لأكثر من 40 إدارة تعليمية ونتابع البقيّةقال المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم مبارك العصيمي إن لدى الوزارة تصور حيال هذه المباني وبين أن هناك تصورا واضحا، حيث أنهت الوزارة عقود الصيانة والنظافة لهذا لأكثر من 40 إدارة تعليمية وتجري متابعة استكمال الباقي من إدارات التعليم وأشار إلى أن عدد المدارس في المملكة بنين وبنات 36948 مدرسة بالإضافة إلى بعض المنشأت المدرسية التي تحتضن بداخلها أكثر من مدرسة كالمجمعات ومدارس التربية الخاصة ونحوه.
مشاركة :