لجان أصدقاء المرضى في المناطق.. «الورد لا يكفي»!

  • 8/10/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني بعض المرضى في المستشفيات من عدم توفر الأسرّة الطبية، مما يجعل القطاع الصحي الحكومي يتصرف لمن تستدعي حالاتهم بالعلاج في القطاع الخاص، وتشهد المستشفيات الحكومية زحاماً كبيراً يتطلب تدخل لجان من خارج المستشفيات تعمل بشكل متطوع بالتنسيق مع إدارة المستشفى. وتُشير الإحصاءات في "مستشفى القطيف المركزي" -مثلاً- إلى أن المستشفى الذي تمتد مساحة خدماته إلى الحدود مع الكويت يوجد بداخله (600) ألف ملف طبي، منها (340) ألف ملف نشط، ويستخدم لمراجعات مستمرة، و(90) ألف ملف غير نشط، والباقي لمراجعات محتملة، مما يستدعي التدخل وتقديم المساعدات من قبل بعض اللجان ك"لجنة أصدقاء المرضى". وأكد أعضاء في "لجنة أصدقاء المرضى" على أن اللجنة تقدم الدعم المباشر وغير المباشر للمرضى المنومين في مستشفيات المنطقة الشرقية، ك"مستشفى الملك فهد الجامعي" التابع ل"جامعة الدمام"، حيث تبرعت له ب(750) ألف ريال خلال شهر رمضان المبارك، إلاّ أن المرضى مازلوا يقولون: "الورد لا يكفي"، متطلعين إلى تطوير يشعر به المريض بشكل مباشر، خاصةً أنه المعني بجميع الخدمات التي تقدمها اللجنة، مؤكدين على أهمية أن تخطو لجنة أصدقاء المرضى - بدأت زيارات ميدانية لهم في المستشفيات الحكومية- خطوات متقدمة يستفيد منها المرضى الذين يستدعي التدخل مساندتهم للحصول على علاج ناجع ومكلف، أو نقلهم للعلاج خارج المملكة. وتمنى المرضى عدم اقتصار أعمال اللجنة على تقديم الهدايا التي تدخل فعلاً السرور على قلب المريض، مؤكدين على أن هناك أدواراً عدة يمكن أن تلعبها اللجنة، مثل المساعدة في زراعة كبد أو أي عضو يحتاجه الجسم، كما يمكن التخفيف عنهم مادياً عبر توفير الأموال لزراعة أعضاء تنقذ حياة المريض. تبرع مالي وقال "م.نجيب السيهاتي" -عضو لجنة أصدقاء المرضى بالمنطقة الشرقية-: إن اللجنة تقدم خدمات مباشرة وأخرى غير مباشرة، ف"المباشرة تكون الخدمة فيها منعكسة على المريض، مضيفاً أن اللجنة اشترت "كراسي" لكبار السن، مؤكداً على أنه شخصياً يتبرع بالدم مرة في العام، مبيناً أنهم في اللجنة يحاولون تقديم ما يخدم المريض ويريحه من الناحية العملية، وكل مساعداتهم تأتي بشكل مدروس، ويستمدونها من متطلبات الصحة التي ترفع لهم قائمة من المساعدات التي تحتاجها، وذلك من باب التنسيق. وأوضحت "فاطمة محمد" -مريضة- أن لجنة أصدقاء المرضى بالمنطقة الشرقية تعمل على زيارة المريض، فيشعر براحة نفسية جراء اللطف الذي تقدمه له، بيد أن تقديم الخدمة قد يكون أفضل من الناحية العملية من الهدية التي تخفف نفسياً عليه، مضيفةً أن هناك بعض المرضى المنومين بحاجة ماسة للمساعدة، مبينةً أن بعض المرضى يحتاج إلى الدم، وهي مسألة في متناول الجميع، وبعضهم يحتاج لأعضاء قد لا تتوفر إلاّ بالمال من قبل متبرع، وقد لا يكون المريض قادراً على توفير المبلغ، مُشددةً على أهمية التبرع المالي لصالح المستشفيات، كشراء الأجهزة الطبية الجديدة والحديثة. المطلوب: توفير أسرة.. تواصل تقني.. شراء أجهزة.. تأمين النقل لمستشفيات أفضل جدولة ودراسة ورأى مهتمون بشؤون المرضى أنه من الضروري تقديم خدمات لمساعدة المرضى على الحصول على أعضاء داخل أو خارج المملكة. وأكد "محمد العوامي" -مهتم بشؤون المرضى- على أن التدخل في هذه المسألة مهم جداً للمريض، إذ ربما أنه لا يتمكن من توفير المال لشراء كبد أو كلى لزراعتها له. وشدّد "السيهاتي" على أن مسألة زراعة الأعضاء لم تطرح على الطاولة في الاجتماعات، مضيفاً أن المساعدات تأتي بناءً على جدولة ودراسة، مبيناً أن المساعدات التي تقدمها الدولة بالنسبة للمحتاجين لزراعة الأعضاء موجودة، إلاّ أنه لم تطرح علينا وجود حاجة طبية ملحة في هذا الجانب، مرحباً بكل الأفكار، مشيراً إلى أن التطوير مستمر والأفكار القابلة للتحقيق لا بأس بدراستها، ذاكراً أن عمل اللجنة العام الحالي كان مطوراً عن العام الماضي، متطلعاً إلى تقديم الأفضل في الفترة القادمة، وسيشعر المريض براحة نفسية وبجودة في مستوى الخدمة التي نقدمها له. عمل خيري وأوضح "السيهاتي" أن الجهات المعنية إن طلبت من اللجنة المساعدة في جانب زراعة الأعضاء لن يتردد الأعضاء في المساهمة في حصول المريض على متبرع أو دعمه بالطرق المناسبة، مضيفاً أن خلال زيارة اللجنة ل"مستشفى القطيف المركزي" تم التبرع بجهاز طبي، حيث يأتي ذلك في إطار الواجب وحب الوطن، مبيناً أنه قدمت اللجنة دعماً للمستشفى تمثل في جهاز سيتم توفيره في قسم المختبر، لافتاً إلى أنهم ملتزمون بسياسة العمل الخيري، ودعم جميع الجهات خاصةً في الجوانب الصحية، ذاكراً أن الزيارة تدخل على نفوس المرضى السرور عبر تقديم الهدايا والوقوف معهم، داعياً الله أن يشافيهم ويعافيهم، وللطواقم الطبية التوفيق المستمر، مشيراً إلى أن ذلك يأتي ضمن الاهتمام الإنساني الذي تُركز عليه اللجنة. تطور ملحوظ وتحدث "أحمد الرميح" -عضو لجنة أصدقاء المرضى- قائلاً: إن هناك خدمات مباشرة يستفيد منها المريض، منها شراء حافلة طبية بتكلفة تجاوزت المليون ريال، وتُعد عيادة متنقلة للتبرع بالدم، إذ تأتي الحافلة للمتبرعين في موقعهم بدلاً من توجههم للمستشفى، مما يشجع التبرع وتوفير دم للمرضى، مضيفاً أن الفترة المقبلة سيتم التركيز فيها على ذوي المرضى الذين يأتون من مناطق بعيدة، وتأتي هذه الخدمة بسبب توفر الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية، مبيناً أن الوضع الطبي لم يصل للمستوى المطلوب، إذ لا يزال هناك معاناة في إيجاد سرير، بيد أن الوضع يتطور كخدمات طبية، والحال الآن أفضل من السابق، مشيراً إلى أن أي عمل لابد أن يكون له تطوير، خاصةً إذا جاء المقترح من مرضى أو من ذويهم، فاللجنة ما وُضعت إلاّ لخدمة المرضى، مؤكداً على أنهم يعملون دراسة باستمرار كيفية تأدية الخدمة وغرضها، وليس لدينا مانع في التطوير والانفتاح على الأفكار كافة. وعن زراعة الأعضاء ونظرة اللجنة لها أوضح أن لها إجراءات ولها فحوصات خاصة، والدولة تقدم الخدمات المهمة لهذه الشريحة من المرضى" ذاكراً أن لا خلفية له كعضو لجنة بهذه الترتيبات في الوقت الحالي. مساعدات فاعلة واتفق "د.كامل العباد" -مدير مستشفى القطيف المركزي- مع "السيهاتي و"الرميح"، مضيفاً أنه من خلال موقعه الطبي لمس أن عمل لجنة أصدقاء المرضى يخفف كثيراً عن المرضى من جميع النواحي، كما أنه يقدم المساعدات الفاعلة للمستشفيات بما فيها "مستشفى القطيف المركزي"، مبيناً أن دور اللجنة ليس مقتصراً على الورود أو الهدايا البسيطة التي تشعر المريض بالاهتمام، بل توجد تبرعات سخية جداً، تتمثل في شراء أجهزة تخص المريض، وبعضها يستفيد منها مباشرة، لافتاً إلى أنه تبرعت اللجنة لصالح الطب المنزلي، واشترت كراسي متحركة، ومركز أكسجين، وأشياء مهمة أخرى، ووصلت التبرعات إلى نحو (400) ألف ريال، وهذا بلاشك يحسن من وضع المرضى في المستشفى، مشيراً إلى أن عمل اللجنة في العام الحالي أفضل من الأعوام الماضية، مقدماً شكره لأعضاء اللجنة على جهودهم المبذولة.

مشاركة :