يعلم الجميع القاعدة القديمة: "لا تدعهم يرونك تبكي". ولكن اليوم، هناك بعض القواعد الجديدة التي تتيح للنساء والرجال المجال لإظهار بعض المشاعر. شيريل ساندبرغ اعترفت بأنها بكيت في مكان العمل من قبل (في مقر فيسبوك! حيث تشغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات!). ووفقا لكتاب آن كريمر "الأمر شخصي دائماً: التعامل مع العواطف في مكان العمل الجديد"، هذا الأمر ليس من غير المألوف. وهناك عدد أكبر بكثير من النساء اللواتي اعترفن بالبكاء في مكان العمل - 41 في المائة من النساء اللاتي شملهن الاستقصاء مقابل 9 في المائة من الرجال الذين شملهم الاستقصاء. تقول كريمر: "بكي أشخاص من جميع مستويات الإدارة.. الاعتقاد بأنه إذا بكيت في مكان العمل فلن تصل إلى أعلى المرتبات – هو ببساطة اعتقاد غير صحيح." في بعض الأحيان يتعلق الأمر بالعمل، وأحياناً أخرى يكون الموضوع شخصياً، وفي بعض المرات يحدث دون سبب محدد – وليس هناك ما يمكنك فعله سوى الانتظار حتى تمر تلك الفترة. وفيما يلي بعض النصائح حول كيفية إظهار العواطف في مكان العمل، دون أن تفقد احترام أقرانك: لا تُنكر قد نرغب في التظاهر بأن البكاء لم يحدث أبداً، ولكن إذا لم تكن منفتحاً حول الأمر وتناقشه مع زملائك، فبإمكانهم تفسير ذلك حسبما يشاؤون كأمر أكثر خطورة أو إثارة للقلق. يقول جيفري سانشيز-بوركس، الأستاذ في إدارة المؤسسات في جامعة ميشيغان: "مجرد بضع كلمات يمكن أن تعطي شخصاً ما، ما يكفي من السياق ليقول: حسناً، الأمر لا يتعلق بي. إنه لا يتعلق بذلك الموضوع." عندما توفي زوج الصحفية كاتي هوكينز-غار في وقت سابق من هذا العام، أخذت إجازة لمدة ثلاثة أشهر قبل أن تعود إلى وظيفتها في "Pounter" (هوكينز-جار كان تعمل سابقاً لدى CNN). وعندما عادت، كان لديها خطة حول البكاء في مكان العمل، إلى جانب مع مشبك ملابس يعلن بفخر أنها تنتمي إلى "فريق أنا أبكي". نصائح هوكينز-غار للبكاء في العمل: ارتداء ماسكارا العيون المقاومة للماء. إبقاء المناديل في متناول اليد. والأهم من ذلك، التحدث مع مديرك حول ما يجري. "أنا منفتحة جداً حول الأمر. (أقول) ’هذا ما أشعر به اليوم.‘ أصبح لدي محادثات أكثر إنتاجية مع مديري وزملائي الآخرين لأنهم متعاطفون مع وضعي." حدد مكاناً ما الكثير من الناس يتفقون على أن الانفجار بكاءً أمام أشخاص آخرين - في اجتماع، في مكتب المدير، في مكتبك - هو السيناريو الأقل مثالية. تقول هوكينز-غار: "لن يفيد أي شخص أن تجلس في مكتبك وأنت تجهش بالبكاء على مكتبك، أليس كذلك؟ العثور على مكان ما، سواء كان ذلك في الحمام أو المشي السريع حول المبنى أو حتى (في مكتب) زميل موثوق به يمكن أن تتحدث معه وتروّح عن نفسك." الفكرة هنا ليست محاولة إخفاء البكاء، ولكن عوضاً عن ذلك أن تأخذ استراحة. الابتعاد قليلاً عن محيطك الحالي يمكن أي يعطيك مجالاً للتنفس (ونعم، ربما للبكاء). فكر بما يدور في بالك يقول سانشيز-بوركس إن "البكاء يمثل معلومات عاطفية". انتبه لما تمثله دموعك. بعد البكاء، خذ بعض الوقت لتفكر في ذاتك. اسأل نفسك عما دفعك للبكاء. هل أنت متوتر؟ جائع؟ مرهق؟ طفح الكيل؟ يقول سانشيز-بورك: "إذا شعر شخص ما بمثل هذه المشاعر القوية، فهناك شيء يحتاج إلى معالجته". وإذا كان البكاء لا يتوقف؟ ربما حان الوقت لمعرفة القاسم المشترك الذي يظل يزعجك. تقول كريمر: "إذا عدت إلى البيت كل يوم وبكيت، فإن افتراضي هو أنك لست في الوظيفة المناسبة. (البكاء) فرصة للتراجع خطوة إلى الوراء وقول ’أنا بائس بشكل واضح، لماذا أشعر بأنني محاصر؟ لماذا لا يسمعني أحد؟" كن منفتحاً عندما كانت هوكينز-غار تدير فريقها الخاص في العمل، قالت إنها كانت تولي اهتماماً خاصاً إذا بكي موظف. وعلمت أن ذلك كان إشارة إلى وجود شيء آخر يؤثر عليه أو عليها. وعندما تشعر هي بالحاجة إلى البكاء، قالت إنها استخدمت ذلك كفرصة لإجراء محادثة أكبر. وأضافت: "أنا معجبة كبيرة بفكرة أن هناك قوة في الضعف، وإذا كنت تظهر فريقك: ’أنا إنسان وهذا ما يحدث معي‘، فأنت تقول لهم إنك تثق بهم بتلك المعلومات."
مشاركة :