نيويورك - دفع تفجير تبناه تنظيم الدولة الاسلامية في قطار أنفاق مزدحم يوم الجمعة في العاصمة البريطانية لندن المسؤولين في نيويورك إلى تعزيز الأمن في شبكات قطار الأنفاق وشبكات السكك الحديدية الرئيسية وفي المطارات ومواقع أخرى من المدينة. وقالت هيئة ميتروبوليتان للنقل إنها تراقب عن كثب التحقيقات في الانفجار الذي أسفر عن إصابة 29 شخصا على الأقل في محطة وست لندن بمترو الأنفاق. وتشغل الهيئة خطوط السكك الحديدية في نيويورك ولونغ آيلاند ومترو نورث للسكك الحديدية. وقال المتحدث كيفين أورتيز إن الهيئة ستوسع عملية فحص حقائب المسافرين كما ستنشر دوريات شرطة إضافية في كل من خطي لونغ آيلاند ومترو نورث وفي محطتي غراند سنترال في مانهاتن وبنسلفانيا للسكك الحديدية وذلك "من قبيل زيادة الحذر". وأضاف أن مسؤولي الهيئة يتشاورون مع شرطة نيويورك من أجل تعزيز الأمن في شبكة مترو الأنفاق. وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو في بيان إنه أمر السلطات بتعزيز الأمن في المطارات والجسور والأنفاق وأماكن حساسة أخرى على امتداد الولاية. وأضاف كومو "بالنيابة عن جميع سكان نيويورك، أدين بأشد العبارات الممكنة العمل الإرهابي الواضح الذي وقع في لندن اليوم". وقالت شرطة نيويورك إنها على تواصل مع مسؤولي إنفاذ القانون في لندن وإنها نشرت المزيد من رجال الشرطة في شبكات النقل في المدينة، بعضهم يحمل أسلحة ثقيلة، كما نشرت كلابا مدربة على الكشف عن المتفجرات. وفي الطرف الآخر من البلاد، قالت شرطة لوس أنجليس في بيان إنها عززت من تواجدها في شبكات قطار الأنفاق وشبكات السكك الحديدية وخطوط الحافلات وذلك ردا على هجوم لندن. وأعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الجمعة رفع مستوى الانذار الارهابي في البلاد الى الدرجة القصوى ونشر جنود في مواقع محددة. وقالت ماي ان الحكومة رفعت مستوى الانذار من "خطير" الى "حرج"، الامر الذي يعني ان وقوع اعتداء بات "وشيكا". واضافت في بيان مسجل بثه التلفزيون، إن عسكريين سيحلون محل عناصر الشرطة في تولي "مهام الحراسة في مواقع محددة لا يسمح بدخول الجمهور إليها". وتابعت إن "الناس سترى شرطة مسلحة في شبكات النقل وفي الشوارع، لتقديم مزيد من الحماية"، مشيرة الى ان "هذه هي الخطوة المناسبة والمعقولة التي ستمنح طمأنة وحماية إضافية فيما تتقدم التحقيقات". واعلن تنظيم الدولة الاسلامية مساء الجمعة مسؤوليته عن الاعتداء عبر تطبيق تلغرام، مشيرا الى ان "تفجير العبوة الناسفة بمترو أنفاق في لندن نفذته مفرزة تابعة للدولة الإسلامية". ووقع الاعتداء وهو الخامس خلال ستة اشهر بلندن، نحو الساعة 08:20 (07:20 تغ) في محطة بارسونز غرين الواقعة بحي في جنوب غرب العاصمة البريطانية، وعلى الاثر بدأ رجال الامن حملة مطاردة. وقال قائد وحدة مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية مارك رولي امام صحافيين "لقد وقع انفجار" مرده "برأينا الى تفجير عبوة ناسفة يدوية الصنع"، بعد ان كان المسؤول في مكافحة الارهاب نيل باسو اشار الى عمل "ارهابي". وصرح عمدة لندن صادق خان لاذاعة "ال بي سي" ان عملية "مطاردة جارية" للعثور على مرتكب او مرتكبي الهجوم. واوضحت الشرطة ان وحدة مكافحة الارهاب ستتولى "اجراء تحقيقات سريعة لتحديد هوية الجناة"، واضافت انه "لم يتم القبض على اي شخص بعد". وفي حصيلة جديدة، أفادت الخدمات الطبية أن 29 شخصا اصيبوا بجروح احدهم في حال الخطر. وقال رولي انهم يتلقون العلاج في المستشفيات "غالبيتهم" بسبب الحروق. وقالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي اثر اجتماع طارئ للحكومة "كان القصد من العبوة الناسفة التسبب في اضرار كبيرة" ووصفت الامر بانه عمل "جبان". ويأتي الاعتداء في اجواء من التهديد الارهابي في بريطانيا بعد موجة اعتداءات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في الاشهر الاخيرة. وروى تشارلي كريفن الذي كان يتوجه الى المترو عند وقوع الاعتداء "كان هناك دوي عنيف"، مضيفا "نستقل المترو كل صباح للتوجه الى العمل، لم نكن نتخيل ابدا ان يحصل هذا الامر هنا". وقال بيتر كرولي انه رأى "كرة من اللهب" ونشر على تويتر صورا تظهر جبينه مصابا بحروق. ذعر اظهرت صور على تويتر ما يمكن ان يكون العبوة الناسفة اليدوية الصنع وهو مصدر الانفجار وهو غردل ابيض مشتعل في كيس تجميد داخل عربة لقطار انفاق قرب بوابة الية وقد خرجت منه اسلاك كهربائية. وقال هانز ميشالز استاذ الهندسة الكيميائية في امبريال كوليج في لندن في بيان ان "الانفجار لم ينجح الا جزئيا" على الارجح مضيفا "يبدو ان قسما كبيرا من الغردل لم يشتعل ولم يصب الضحايا بحروق مميتة". وقال لويس هاثر (21 عاما) الذي كان متوجها الى عمله انه شاهد وسط الفوضى "اناسا يصرخون ويندفعون الى السلالم". واصيب بجرح في ساقه في التدافع قبل ان يتمكن من الخروج الى الشارع متحدثا عن "اناس يبكون ورائحة بلاستيك محترق". وضربت قوات الامن صباحا طوقا في محيط المحطة ونصبت حزاما امنيا ونشرت امنيين مسلحين ببنادق هجومية. كما هرعت اجهزة الاسعاف والاطفاء الى المكان حيث جلس سكان لم يتمكنوا من الوصول الى عملهم على الارصفة يتابعون الاخبار على هواتفهم في حين قدم تجار في محيط المحطة الشاي والقهوة لهم. حقيرون بعيد الاعتداء ندد عمدة لندن بـ"اشخاص حقيرين يحاولون استخدام الارهاب للمساس بنا وتدمير نمط عيشنا" مؤكدا "لن نسمح ابدا بترهيبنا او هزمنا من الارهاب". من جهته، اشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى ارهابيين "فاشلين" رصدتهم الشرطة البريطانية قبل الاعتداء. وكتب في تغريدة "هجوم جديد في لندن ينفذه ارهابي فاشل. انهم مجانين كانت تراقبهم الشرطة البريطانية". واثار هذا التصريح غضب تيريزا ماي التي نددت بتصريحات "لا تساعد ابدا". ولا يذكر محضر محادثة هاتفية بين ترامب وماي في بيان وزعه البيت الأبيض ومقر رئاسة الوزراء البريطانية اي نوع من الجدل. واكد البيان "ان الرئيس ملتزم بمواصلة العمل بشكل وثيق مع المملكة المتحدة لوقف الهجمات على الابرياء في انحاء العالم ومحاربة التطرف". ويأتي الاعتداء بعد سلسلة هجمات في بريطانيا غالبيتها جهادية. وفي آذار/مارس 2017 بلندن استخدم مهاجم عربة لصدم مارين على جسر ويستمنستر قبل ان يطعن شرطيا ما ادى الى سقوط خمسة قتلى. وفي حزيران/يونيو صدم مهاجمون بشاحنة صغيرة مارة على جسر لندن قبل طعن العديدين في حي بورو ماركت ما خلف ثمانية قتلى. وفي ايار/مايو فجر انتحاري نفسه عند مدخل حفل في مانشستر (شمال) موقعا 12 قتيلا. وفي حزيران/يونيو استهدف اعتداء آخر مصلين في مسجد فينسبوري بارك بلندن نفذه رجل هجم على المصلين موقعا قتيلا وعشرة جرحى.
مشاركة :