البيت الابيض يطالب أكراد العراق بالتخلي عن الاستفتاء "المستفز"

  • 9/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - طالب البيت الابيض الجمعة اقليم كردستان العراق بالتخلي عن مشروع تنظيم استفتاء على الانفصال في 25 ايلول/سبتمبر الجاري، معتبرا ان اجراء هذا الاستفتاء سيكون خطوة "استفزازية" و"مزعزعة للاستقرار". وأعربت دول إقليمية عدة، كتركيا وإيران، عن قلقها من عملية التصويت هذه، معتبرة أنها تغذي الطموحات الانفصالية للاقليات الكردية على أراضيها. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان اجراء الاستفتاء سيقوض الجهود الرامية للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية وكذلك الجهود الرامية "لارساء الاستقرار في المناطق المحررة" من التنظيم الجهادي. واضاف البيان الذي صدر بعيد مصادقة برلمان الاقليم الكردي على اجراء الاستفتاء في 25 الجاري "ندعو حكومة الاقليم الكردي الى التخلي عن الاستفتاء والبدء بحوار جدي ومتواصل مع بغداد، وهو حوار لطالما كانت الولايات المتحدة مستعدة للمساهمة في تسهيل حصوله". وصادق برلمان كردستان العراق الجمعة، كما كان متوقعا، على إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم الشمالي في موعده المقرر في 25 أيلول/سبتمبر. وصوّت برلمان الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991، مساء الجمعة بشبه إجماع النواب الحاضرين، على إجراء الاستفتاء حول استقلال الإقليم الذي ترفضه بغداد مؤكدة ان تنظيم الاستفتاء اجراء غير دستوري. وفي أول جلسة للبرلمان بعد تعليق جلساته منذ عامين أيدت الأغلبية الكاسحة من النواب خطة الاستفتاء. وانعقد البرلمان في أربيل عاصمة الإقليم بشمال العراق. وكانت تلك أول جلسة للبرلمان منذ تعليق انعقاده قبل نحو عامين رغم حضور 68 نائبا فقط من أصل 111 بسبب مقاطعة حركة المعارضة الرئيسية كوران. وقال النائب أوميد خوشناو المنتمي للحزب الديمقراطي عقب التصويت "نحن ننتظر منذ أكثر من مئة عام" إقامة دولة. وفي وقت سابق قال خوشناو أمام البرلمان "لا يوجد سبيل آخر لضمان عدم تكرار الإبادة الجماعية" في إشارة إلى اضطهاد صدام حسين للأكراد وطردهم من بعض المناطق منها كركوك. وارتدى بعض النواب العلم الكردي ونهضوا للتصفيق وترديد النشيد الوطني بعد إقرار التصويت. ولقي القرار الذي اتخذه البرلمان العراقي في بغداد في وقت سابق من الأسبوع الجاري برفض الاستفتاء اعتراضا من نواب برلمان كردستان. وقالت النائبة المنتمية للتركمان منى قهوجي "نرفض قبول قرار البرلمان العراقي غير القانوني". وقالت قهوجي إنها أدلت بصوتها لصالح إجراء الاستفتاء مؤكدة أن التركمان يحظون بالحماية في كردستان على عكس باقي أنحاء العراق. رفض وقال البرزاني الجمعة إنه لن يؤجل الاستفتاء رغم مطالبات ملحة من الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى تخشى أن يصرف التوتر بين بغداد واربيل الانتباه عن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يزال يحتل مساحات من العراق وسوريا. وقال البرزاني في تجمع بإقليم كردستان إنه لم يسمع اقتراحا يمكن أن يكون بديلا للاستفتاء وذلك في إشارة إلى محادثات عقدت مع مبعوثين من أميركا ودول غربية في أربيل هذا الأسبوع. وتعارض الحكومة المركزية في بغداد الخطة وكذلك إيران وتركيا خشية أن تتسبب إقامة دولة كردية مستقلة في إثارة النزعة الانفصالية وسط الأكراد في البلدين. وقاطعت كوران وهي حركة المعارضة الرئيسية للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه البرزاني جلسة البرلمان في اربيل. وكان خلاف بين الحركة والحزب سببا في تعليق جلسات البرلمان في عام 2015. وقال برزو مجيد رئيس الكتلة البرلمانية لحركة كوران في مؤتمر صحفي في نفس موعد انعقاد جلسة البرلمان إن "أولئك المجتمعين في البرلمان اليوم يظنون أنها جلسة قانونية لكنها ليست كذلك". وحضر الجلسة نواب من الاتحاد الوطني الكردستاني ليكتمل النصاب المطلوب. والاتحاد الوطني غريم قديم للحزب الديمقراطي لكنه يؤيد الاستفتاء. وهددت جماعات مسلحة شيعية مدعومة من إيران بطرد القوات الكردية من منطقة كركوك الغنية بالنفط المقرر أن تشارك في الاستفتاء. ويعيش في كركوك عدد كبير من العرب والتركمان وهي خارج الحدود الرسمية لإقليم كردستان لكن الأكراد يزعمون أنها جزء من الإقليم. وسيطرت قوات البشمركة الكردية على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها بعدما انهار الجيش العراقي أمام الدولة الإسلامية في عام 2014. وحال تحرك الأكراد دون سقوط حقول كركوك النفطية في أيدي الدولة الإسلامية.

مشاركة :