لا لرفع الصوت بل “الحجة بالحجة” !‎

  • 8/10/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعتقد أننا من أكثر الشعوب ترديداً، وحفظاً عن ظهر قلب للحكمة المشهورة الذي تقول الإختلاف في الرأي لايفسد للود قضية، ولكن للأسف معرفتنا وفهمنا لهذه الحكمة لاتتجاوز سوى ترديدها قبل أي نقاش أو مناظرة، وفي نهاية التحاور تحدث أمور لاتمت للود المزعوم والإحترام بأي صلة، أقلها الإتهام بالزندقة وحز الرؤوس ورميها للكلاب كما قال أحدهم مؤخراً لمجرد أن أحدهم خالف رأيه، الذي بكل تأكيد يقبل الأخذ والرد، ولكن يبدو أن ثقافة إن لم تكن معي فأن ضدي، هي السائدة على كل حوارتنا مهما تصنعنا بغير ذلك . حقيقة لا أعلم ماهو السبب في أن إختلافاتنا حول أي قضية لاتنتهي -غالباً- إلا بشتائم وخصومة بين الطرفين المتحاورين، ويشهد على هذا المناظرات التليفزيونية -إن جازت تسميتها بالمناظرات- أو ساحات تويتر، والتي وصل من خلالها الإختلاف في الأراء الى إنشاء الهاشتاقات للنيل من الأراء المخالفة، والتي لاذنب لأصحابها إلا لمجرد أنهم خالفوا الرأي السائد، وكأن أراءهم وأفكارهم هي أمر منزل من السماء لانقاش ولاجدال فيها . لايخفى على أحد منكم، أنه من الأمور الطبيعية التي تحدث عند طرح قضية ما -ونظراً لـلإختلاف بين البشر في وعيهم وثقافتهم وتجاربهم في الحياة- أن يكون لكل أحدٍ منا رأيه الخاص به، تشكل حسب إجتهاده، وبغض النظر عن مدى صحته من عدمها، إلا أنه يجب علينا إحترام هذا الرأي مهما كان مخالفاً، والخلاف والإختلاف هي على الفكرة ذاتها، بعيداً عن شخصتة الموضوع أو الدخول في مهاترات مع صاحبها، واللالتزام بالموضوعية قدر الإمكان بعيداً عن التطرف وفرض الرأي الخاص وتعميمه لكي يكون هو الصحيح وربما في الواقع هو غير ذلك . لنتفق بانه ليس هناك على وجه هذه الارض رجل يعرف كل شيء عن مختلف العلوم، ولايوجد هناك من يقول بأنه أعلم الناس مهما بلغ من العلم والمعرفة بشتى أنواعها، لذلك دعونا نقبل الأراء المخالفة مهما تأكدنا ببعدها عن الواقع والمنطقية، فـالأراء بكثرتها وتعددها تتيح لنا فرصة اختيار ماهو الأصح منها، والرأي المخالف لرأيك لايموت برفع الصوت أو بالإسفاف والتقليل منه، بل بمقارعة الحجة بالحجة .

مشاركة :