أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، أن المملكة العربية السعودية حكومةً بقيادتها الرشيدة تعتز بالتواصل البنّاء والشراكة الإيجابية مع المسلمين في شتى بقاع الأرض عامة، وفي أمريكا اللاتينية خاصة؛ بهدف خدمة الإسلام والدعوة الإسلامية وترسيخ المنهج الوسطيّ المعتدل. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية عبدالرحمن بن غنام الغنام، بالنيابة، في حفل افتتاح المؤتمر الدولي الـ 30 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، اليوم، بساوباولو البرازيلية، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية البرازيل الاتحادية هشام سلطان بن ظافر القحطاني، والمستشار الخاص لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الزيد، وعدد من السفراء والعلماء والدعاة ضيوف المؤتمر من البرازيل ومن خارجها. ونوّه "آل الشيخ" بأن المملكة دأبت على دعم وتعزيز المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل، الذي يجمع بين المحافظة على الأصالة والثوابت الشرعية، ويعزز من حسن التعامل مع الآخرين مسلمين وغير مسلمين، مهما اختلفت المذاهب والأديان، في سبيل التعاون على البر والتقوى والتفاعل الإيجابي في خدمة أمن المجتمعات واستقرارها وتعايشها وإحلال السلام فيها، ومواجهة كل المخاطر التي من شأنها تشويه صورة الإسلام السمحة، أو إثارة الانقسامات والتعصبات ونشر الكراهية بين المجتمعات. وثمّن الوزير رسالة المؤتمر الإسلامي والأهداف الخيّرة التي تمثّلت في الاهتمام بترسيخ الهوية الإسلامية في الأسرة المسلمة، وكيفية المحافظة عليها وسبل تحقيق ذلك، ودور الأسرة والمسجد والمؤسسات الإسلامية والتعليمية والإعلامية في ذلك، وتعزيز التواصل بين المؤسسات الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، معرباً عن ثقته في أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه -بإذن الله- وأن يخرج بتوصيات مثمرة وعملية يكون لها الأثر الملموس في المرحلة القادمة. كما أشار إلى أن هذه الدورة من المؤتمر الإسلامي، تأتي في ظل ظروف ومتغيرات مهمة على مستوى العالم، وفي ظل تحديات كبيرة تواجه المسلمين على شتى الأصعدة، مما يتطلّب جهوداً مضاعفةً في سبيل مواجهتها، وتعاوناً قوياً لتوحيد تلك الجهود في سبيل المحافظة على الهوية الإسلامية في ظل تلك التحديات، مبيناً أن ذلك يستدعي تعاون الجميع لوضع خطط وبرامج نوعية والخروج بمبادرات عملية تخدم المسلمين عامة والأسرة المسلمة خاصة، واستثمار جميع الوسائل المعاصرة والمستجدة والتقنية في ذلك، وتحديد الخطاب الديني ليكون أكثر فاعليةً وتأثيراً، خاصة في شرائح الشباب والأجيال الناشئة من البنين والبنات، مما يرسخ لديهم الهوية الإسلامية والمنهج المعتدل، ويحميهم من آثار الشبهات وعواصف الأفكار المضللة التي تستهدف زعزعة الهوية الإسلامية في نفوسهم. واختتم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد كلمته شاكراً مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، على جهودهم في تنظيم المؤتمر الإسلامي، سائلاً الله أن يكلل جهود المؤتمر بالنجاح، وأن يكون أثره في محيط المنطقة وعلى جميع المسلمين مفيداً ونافعاً، وأن يحقق المؤتمر الأهداف التي وضعت من أجله. وكان المؤتمر الدولي الـ 30 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، قد بدأ حفل افتتاحه بعرض مرئي لرسالة المؤتمر، ولجهود مركز الدعوة الإسلامية في المنطقة. وبعد ذلك، ألقى مدير مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي زياد بن أحمد الصيفي، كلمةً رحّب فيها بالوفد السعودي المشارك في أعمال المؤتمر، والحضور عامة، مؤكداً أهمية دور الأسرة في المجتمع، ودورها في الحفاظ على هويتها الإسلامية، مشدداً على ضرورة تقوية دور الأسرة ودعمها اجتماعياً، وحماية أفرادها من المخاطر العقائدية والاجتماعية التي يواجهونها في المجتمعات غير المسلمة. وألقى النائب البرازيلي أنطونيو غولارت، كلمة الحكومة البرازيلية من جانبه، مؤكداً أهمية هذا المؤتمر؛ لتناوله قضيةً تهم البشرية عامة، ولا تقتصر على المسلمين فحسب، وهي قضية الأسرة وحمايتها من المخاطر التي تحدق بها، مؤكداً إعجابه بتعاليم الدين الإسلامي، الذي يكفل للأسرة حقوقها ويحمي قيمها الأصيلة وعاداتها الحسنة، معرباً عن أسفه لما يتعرض له المسلمين في شتى بقاع الأرض من تشويه لصورتهم الحسنة. عقب ذلك، ألقى سفير دولة فلسطين لدى جمهورية البرازيل الاتحادية إبراهيم الزبن، كلمةً ثمّن فيها جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في دعم قضايا الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض، آملاً أن تخرج توصيات المؤتمر بنتائج ملموسة تسهم في حماية الأسرة المسلمة وعقيدتها الإسلامية، وأن يشكّل هذا المؤتمر نقلةً نوعيةً في التعامل المجتمع اللاتيني، وتعزيز قبول الآخر، ونقل الصورة الحسنة للإسلام، ونشر ثقافة السلام والمحبة للشعوب أجمع. كما ألقى الشيخ أحمد المزوق من لبنان كلمة الدعاة المشاركين بالمؤتمر، معرباً عن شكره للمملكة لعنايتها بشؤون الدعوة الإسلامية، ومثمناً جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في دعمها للدعاة في مختلف دول العالم، وجهودها في تعزيز الهوية الإسلامية ونشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة، مؤكداً أهمية مشاركة الدعاة في المؤتمرات الإسلامية عامة وفي مؤتمر ساوباولو خاصة؛ لأهمية الموضوعات التي يناقشها كل عام، وأثرها المهم على الأقليات المسلمة. وبدوره، أكد قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية الدكتور محمود الهباش، أهمية التواصل الإنساني الذي يعدّ سُنةً من سنن الله في الكون، مشدداً على ضرورة بناء الأسرة الإنسانية الواحدة، التي تقوم على مبادئ التسامح والمحبة والإخاء مع الجميع باختلاف دياناتهم ومعتقداتهم. كما ألقت رئيسة القسم النسائي بمركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الدكتورة براءة بنت أحمد الصيفي، كلمةً ثمّنت فيها جهود المملكة في رعايتها للمؤتمر الإسلامي الـ 30، ودعمها المتواصل للأقليات المسلمة في مختلف دول العالم. وأكدت أن الأسرة المسلمة تعيش في أمريكا اللاتينية تحديات مختلفة من حيث التعايش مع العادات والتقاليد المختلفة للمجتمعات غير المسلمة، مشيرةً إلى أنه إذا أردنا حماية مجتمع الأقليات المسلمة من الفساد، فينبغي المحافظة على الأسرة المسلمة، وذلك من خلال دور المرأة في قيادة دفّة الأسرة إلى شاطئ الأمان وتحصينها بالمعتقدات الإسلامية الصحيحة، لتتمكّن من الإسهام في رقي الأسرة وإعداد أجيال صالحة وبناء مجتمع سليم معافى. وإثر ذلك، ألقى مطران ساوباولو كارلوس ليما غارسيا، كلمةً نقل خلالها التحية للقادة والعلماء والدعاة المسلمين، مؤكداً أن الديانات السماوية تتشارك مع الدين الإسلامي اهتمامه بالعائلة وسلامة اخلاقياتها، والاهتمام كذلك بالشباب وحمايتهم من الانزلاق فيما يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالضرر. وبدوره، رحّب رئيس مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي أحمد بن علي الصيفي، بالوفد السعودي ممثلاً بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وبالوفود المشاركة والحضور، مثمناً جهود الوزارة في مشاركتها بتنظيم أعمال المؤتمر الـ 30، وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على مشاركة جميع المسلمين في مختلف دول العالم، همومهم وقضاياهم، وسعيها الحثيث لدعم شؤون المسلمين والأقليات المسلمة، وإسهاماتها المختلفة في نشر تعاليم الدين الإسلامي. وفي ختام الحفل، قدّم وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية عبدالرحمن بن غنام الغنام، عدداً من الدروع التذكارية للمشاركين في المؤتمر، كما تسلم درعاً تذكارية من مدير مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكريبي، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
مشاركة :