في مطلع الألفية الثالثة كان اسم عمرو موسى أشهر من أي شخص في مصر بعد الرئيس الأسبق، بسبب أغنية المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم «بحب عمرو موسى. وبكره إسرائيل». تلك الأغنية جاءت في وقت يرى فيه وزير الخارجية الأسبق، أن شعبيته وصلت إلى الذروة، وهي ما عجّلت برحيله من منصبه، بسبب وجود ما كان لا يتردد في إيغار رئيس الجمهورية من تجاه أي مسؤول ناجح. يحكي «موسى» في مذكراته «كِتَابِيَهْ» الصادرة عن «دار الشروق» قبل نحو أسبوع، حكايته مع أغنية «شعبولا». يقول إن كل الشواهد عام 2000 تُشير إلى أن أيامه باتت معدودة على رأس الدبلوماسية المصرية، غير أن هناك بعض الأحداث التي عجّلت برحيله من وزارة الخارجية، منها ما يتسم بالطرافة كما الحال في أغنية شعبان عبدالرحيم التي صدرت في ظل أجواء مشحونة بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية «انتفاضة الأقصى»، حيث لم يسبق أن جاء اسم مسؤول- بخلاف رئيس الجمهورية- بتاريخ مصر في أغنية، فكيف أن يأتي «حب عمرو موسى مقترناً بكراهية إسرائيل». قطاع واسع من المصريين سَمع الأغنية، وتفاعل معها فور صدورها، إلا «موسى» الذي يكاد لم يشعر بها لولا الاعتراضات الإسرائيلية عليها: «لم أقابل الأغنية بشيء من الضيق أو الضجر، رغم علمي بأنها ستفتح عليّ أبواب جهنم. أتى لي صديق بهذه الأغنية، وبينما كنا نسمعها معاً صاح هذا الصديق فجأة: (الله يخرب بيتك يا شعبان يا عبدالرحيم. الموضوع كدا هيخلص بسرعة يا عمرو بيه)»، في إشارة إلى أن أيامه باتت معدودة في «الخارجية». يضيف «موسى»: «ضحكت من كلام الصديق، وقلت له: يا راجل 10 سنوات لي في الوزارة كافية جداً، ويا للروعة عندما أنهينا الأغنية على نغمات اللحن شبه الوحيد لشعبان عبدالرحيم (إيييه) وروحان في نوبة من الضحك على الأغنية وصداها على المستويين الشعبي والرسمي». باتت لأغنية «شعبولا» الذي لا يسمع له سوى قطاع ضئيل من المصريين، صدى واسع في عالم الدبلوماسية، إذ مَزح وزراء الخارجية في أوروبا مع «موسى» حول الأغنية: «بعد أكثر من 15 سنة من صدور الأغنية، تكرر الأمر مع العاهل السعودي، سلمان عبدالعزيز، أثناء زيارته لمصر في 9 أبريل 2016، فعندما تقابلنا في حفل العشاء الذي أقامه في السفارة السعودية بالقاهرة، ابتسم وبادرني بقوله: (بحب عمرو موسى. وبكره إسرائيل». «موسى» لم يلتق شعبان عبدالرحيم إلا بعد 3 سنوات من صدور الأغنية، حينها كان أميناً عاماً للجامعة العربية، حيث تصادف وجوده في حفل حفل دعته إليه السفارة المغربية بالقاهرة: «بمجرد أن رآني أخذني بالأحضان».
مشاركة :