قلل خبيران نفطيان من انعكاسات الضربات الأمريكية على(داعش) في شمال العراق، مشيرين إلى أن الطاقة الإنتاجية للحقول النفطية في منطقة كردستان شمال العراق لا تؤثر مطلقا على السوق النفطية، فضلا عن كون خط الأنابيب الممتد بين الجنوب وتركيا تم تعطيله منذ بداية الأحداث في عام 2012، وتحويل التصدير إلى البصرة، الأمر الذي يساعد على استقرار الأسعار النفطية، مستبعدين حدوث زيادة في أسعار النفط على خلفية الضربات الأمريكية على داعش في العراق. فالمؤشرات لا توحي بحدوث زيادة، ولاسيما أن السوق استوعبت الضربة الأمريكية وبالتالي فإن المخاوف ليست مبررة على الإطلاق. بداية لفت عضو مجلس الشورى، والمحلل الاقتصادي الدكتور زهير الحارثي إلى أن مواجهة داعش تسهم في الحفاظ على استقرار المنطقة، وعودة الاستقرار النفطي، ولاسيما أن داعش بدأت مثلما سمعنا في بيع النفط في بعض المناطق بأسعار زهيدة، مشيرا إلى أن الاستقرار قد يأخذ بعض الوقت. وقال «أعتقد أن الضربة على داعش لها مردودها الإيجابي في إرسال رسالة سياسية هامة بأن المنطقة تتجه إلى حالة من الاستقرار والتعاون الدولي في مواجهة الإرهاب، بما ينعكس إيجابا على المجتمعات والشعوب في تحقيق الاستقرار الاقتصادي حينما تجد التفاعل الدولي في مواجهة الإرهاب، كما توجه الضربة أيضا رسالة بوجود توجه للتحالف الدولي، ووقفة جادة لمنع كل ما يؤثر على المنطقة أو التنمية بها وفي العالم». ونوه إلى أن مثل هذه الضربة تكشف عن أن المخططات التي طرحت وضخمت حول داعش لا تمثل الصورة الحقيقية، كما أن المشاريع التي في ذهن داعش لن تتحقق. وفي ذات الصدد، قال سداد الحسيني (خبير نفطي) «إن التطورات الأخيرة في شمال العراق بعد وصول (داعش) إلى كردستان واحتلال بعض المناطق القريبة لن تؤثر على الإطلاق على المستويات السعرية في السوق النفطية»، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية لحقول النفط في كردستان قليلة ولا تتجاوز 150 ألف برميل يوميا، وبالتالي فإن هذه الكمية ليست ذات أهمية كبرى، لافتا إلى أن الاهتمام الأمريكي الكبير بالمنطقة مرتبط بوجود شركات أجنبية تعمل في مجال تطوير الصناعة النفطية في كردستان، حيث تعمل العديد من الشركات الغربية في كردستان لتطوير الحقول الصغيرة في المنطقة بهدف رفع الطاقة الإنتاجية إلى مليون برميل يوميا مقابل 150 ألف برميل يوميا، مبينا أن الضربات الأمريكية تهدف إلى حماية الشركات الأجنبية المستقرة في أربيل بالدرجة الأولى. وأشار إلى أن منطقة الشمال تحتضن خط أنابيب يمتد من جنوب العراق إلى تركيا، وهذا الخط معطل حاليا بسبب تحويل التصدير إلى البصرة، مبينا أن طاقة خط الأنابيب عند إنشائه تبلغ 1.5 مليون برميل يوميا، بيد أن الطاقة التصديرية له كانت بين 500 ــ 600 ألف برميل قبل تطور الأحداث في المنطقة عام 2012. وأوضح أن الضربات الأمريكية على إرهابيي داعش في شمال العراق لن تخلق أزمة في الطاقة النفطية بالسوق العالمية، بيد أن المشكلة التي ستخلقها تتمثل في انسحاب موظفي الشركات الأجنبية العاملة في تطوير الصناعة النفطية في كردستان العراق، لافتا إلى أن السوق النفطية استوعبت الضربات العسكرية الأمريكية بسرعة، الأمر الذي تمثل في استقرار أسعار النفط، مبينا أن المؤشرات توحي باتجاه أسعار النفط في المرحلة المقبلة للانخفاض بعد الارتفاعات التي سجلها على خلفية التطورات الحاصلة في ليبيا مؤخرا، وتؤثر الصادرات الليبية بسبب تعرض الصناعة النفطية هناك لأضرار مباشرة.
مشاركة :