بغداد: زيدان الربيعي طالب البيت الأبيض أول أمس الجمعة، إقليم كردستان العراق بالتخلي عن مشروع تنظيم استفتاء على الانفصال في 25 سبتمبر /أيلول الجاري، معتبراً أن إجراء هذا الاستفتاء سيكون خطوة «استفزازية» و«مزعزعة للاستقرار». فيما عرضت الأمم المتحدة الوساطة بين بغداد وأربيل للتوصل إلى تفاهمات تحافظ على وحدة الأراضي العراقية، ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم القيادة الكردية إلى الحوار لإنهاء الأزمة.وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان إن إجراء الاستفتاء سيقوض الجهود الرامية للقضاء على تنظيم «داعش» وكذلك الجهود الرامية «لإرساء الاستقرار في المناطق المحررة» من التنظيم المتطرف. وأضاف البيان الذي صدر بعيد مصادقة برلمان الإقليم الكردي على إجراء الاستفتاء في 25 الجاري «ندعو حكومة الإقليم الكردي إلى التخلي عن الاستفتاء والبدء بحوار جدي ومتواصل مع بغداد، وهو حوار لطالما كانت الولايات المتحدة مستعدة للمساهمة في تسهيل حصوله».وصوّت برلمان الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991، مساء الجمعة بشبه إجماع النواب الحاضرين، على إجراء الاستفتاء حول استقلال الإقليم الذي ترفضه بغداد مؤكدة أن تنظيم الاستفتاء إجراء غير دستوري.وأعربت دول إقليمية عدة، كتركيا وإيران، عن قلقها من عملية التصويت هذه، معتبرة أنها تغذي الطموحات الانفصالية للأقليات الكردية على أراضيها.من جانبها، قدمت الأمم المتحدة مقترحاً لرئيس الإقليم مسعود البرزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات. وبحسب الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس الخميس للبرزاني، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور ب«مفاوضات منظمة، حثيثة، ومكثفة من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل».ويتعين على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب «من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ». وفي المقابل، «تقرر حكومة كردستان عدم إجراء استفتاء في 25 سبتمبر». وتحدد الوثيقة أن «يبقى مجلس الأمن متابعا لتنفيذ هذا الاتفاق من خلال تقارير منتظمة يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة».وبعد نكسات عدة، وفيما تتهم كردستان بغداد بعدم الوفاء بوعودها، تعتزم الأمم المتحدة طمأنة أربيل من خلال الالتزام بلعب دور رئيسي. وأكد كوبيس أن «هناك عرضاً، إذا وافق (الأكراد) على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات»، مشيرا إلى أنه يتوقع رداً من البرزاني خلال «يومين أو ثلاثة».وفيما دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى الحوار لإنهاء الخلاف وعبرت واشنطن ولندن عن استعدادهما لدعم تفاهمات مشتركة بين أربيل وبغداد، اعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني أن الحوارات لن تجري للحصول على «مكاسب تافهة» حسب وصفه، مشيرا إلى إمكانية الانتقال من المرحلة الفاشلة إلى الجيرة الناجحة.وخلال لقائه بممثلي مكونات سهل نينوى، قال البرزاني، «كنت أتمنى أن لاتصل الأمور إلى ما وصلت إليه، وهناك مجموعة تتحكم بكافة الأوضاع في العراق»، مشيرا إلى «أن الكرد مستعدون لعقد حوارات واجتماعات جدية بعد الاستفتاء». ورفض البرزاني «رسم حدود كردستان إلى الخط الأخضر الذي حدده بريمر»، مشيرا إلى «ضرورة بقاء التنسيق والتعاون بين «البيشمركة» والجيش العراقي مهما حصل». وقال البرزاني للحضور، «إذا اخترتم البقاء ضمن كردستان سنقدم لكم الضمانات المطلوبة»، موضحا أن «دولة كردستان ستكون ديمقراطية وفيدرالية تتمتع كل المكونات فيها بحقوقهم».
مشاركة :