توجهت رئيسة وزراء بنجلاديش أمس السبت إلى نيويورك، حيث ستدعو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى التضامن الدولي مع بلدها، بعد توافد أكثر من 400 ألف من أقلية الروهينجا المسلمة إلى جنوب البلاد هرباً من بورما المجاورة.ففي ثلاثة أسابيع تحول جنوب بنجلاديش إلى أحد أضخم مخيمات اللاجئين في العالم مع توافد لاجئي الروهينجا الفارين من غرب بورما المجاورة، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني وسط صعوبات في تنظيم المساعدات. وأعلن الجهاز الإعلامي لرئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة واجد السبت أنها ستسعى في نيويورك كذلك إلى «دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى الضغط على بورما لإعادة جميع اللاجئين الروهينجا إلى ديارهم». وسبق أن نددت الأمم المتحدة بـ «تطهير عرقي» تشنه بورما، التي يشن جيشها عملية انتقامية واسعة النطاق أدت إلى فرار هؤلاء المدنيين بأعداد هائلة. ووصل إلى بنجلاديش أكثر من 409 آلاف لاجئ، بحسب المفوضية العليا للاجئين. تظاهرات غاضبة وفي باريس، تجمع مئات الأشخاص السبت، مطالبين بوقف أعمال العنف التي يقوم بها الجيش البورمي تجاه المسلمين الروهينجا، وتدخل المجتمع الدولي لحماية هذه الأقلية. ورفع ما بين «600 و700» شخص، حسب ما قال منظمو التظاهرة، في ساحة تروكاديرو في وسط العاصمة الفرنسية، لافتات كتب عليها «أوقفوا قتل المسلمين في بورما»، وأخرى طالبت الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام، بالخروج عن صمتها وإلا منحها «جائزة نوبل للمذابح والكراهية». فيما تظاهر نحو عشرة آلاف شخص وسط العاصمة الإندونيسية جاكرتا السبت، للتضامن مع أقلية الروهينجا في بورما (ميانمار). وبحضور شخصيات سياسية ودينية وعدد من المشاهير، دعا المتظاهرون لوقف العنف ضد الروهينجا بولاية أراكان، ومنحِهم حقوق المواطنة المنزوعة منهم، ومحاكمة الضالعين في حملات التطهير العرقي. كما طالب حزب العدالة والرفاه -الذي دعا إلى المظاهرة- الحكومة بممارسة مزيد من الضغوط على ميانمار، لوقف مسلسل العنف المستمر ضد الروهينجا. وفي كوكس بازار، حيث تتركز أعداد اللاجئين، تنتشر المخيمات العشوائية على مساحات شاسعة. وتخشى الأمم المتحدة والهيئات الإنسانية الدولية أن تخرج الأوضاع عن السيطرة. وأعلن جوزيف تريبوا من المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس أن موجة النزوح مستمرة وتجاوزت السبت 400 ألف لاجئ. وقال: «تشير تقديراتنا تشير إلى وصول 409 آلاف لاجئ من الروهينجا إلى بنجلاديش منذ 25 أغسطس». وقالت المتحدثة باسم منظمة اليونيسيف الأممية للأطفال ماريكسي ميركادو إن «الحاجات لا تحصى ومعاناة الناس تتفاقم». وحدّت السلطات البنجلاديشية السبت من حركة تنقل اللاجئين الروهينجا، ومنعتهم من مغادرة مناطق محددة في البلاد، خوفاً من انتقالهم الجماعي إلى مناطق أخرى في البلاد. والسبت بدأت منظمة الصحة العالمية حملة تلقيح، خصوصاً ضد الحصبة والحصبة الألمانية، للأطفال الذين يشكلون 60 % من اللاجئين. وتتدافع حشود هائلة يومياً لمحاولة الحصول على ملابس أو أغذية يلقيها من أعلى شاحنات متطوعون بنجلاديشيون.;
مشاركة :