انفجرت قنبلة بدائية الصنع في قطار أنفاق العاصمة البريطانية لندن في وقت الذروة، فحاصرت ألسنة اللهب إحدى عرباته ما أسفر عن وقوع 30 جريحاً أمس (الجمعة)، في خامس حادث إرهابي تشهده بريطانيا هذا العام، لكن العبوة لم تنفجر بالكامل على ما يبدو. وفر الركاب المتجهون إلى العاصمة البريطانية مذعورين بعد الانفجار، بينما كان القطار على وشك مغادرة محطة مترو «بارسونز عرين» في غرب لندن الساعة 07:20 بتوقيت غرينيتش. وعانى بعض الجرحى من حروق، فيما أصيب البعض الآخر في تدافع وقع بسبب الهرب من المحطة، لكن مسؤولين في قطاع الصحة استبعدوا وجود إصابات خطرة. وأعلنت الشرطة البريطانية اليوم القيام بـ «عملية توقيف مهمة» على علاقة بالاعتداء في إحدى محطات مترو العاصمة عند ساعة الذروة صباح أمس. وقالت الشرطة في بيان: «قمنا بعملية توقيف هامة في اطار التحقيق هذا الصباح»، موضحة ان المشتبه به رجل في الـ 18 من العمر أوقف صباح اليوم بايدي شرطة كنت (جنوب شرقي بريطانيا) في منطقة مرفأ دوفر على علاقة بوقائع «إرهابية». إلى ذلك، قالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد اليوم إن مستوى التهديد الذي تواجهه البلاد سيبقى عند «حرج» فيما أشادت بالشرطة لقيامها باعتقال «شديد الأهمية». وقالت راد للصحافيين: «مستوى التهديد سيبقى عند حرج وسيكون هناك المزيد من التحقيقات». وأضافت: «هذا اعتقال شديد الأهمية. الشرطة حققت تقدما جيدا جدا»، مشيرة إلى أن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الجناة المسؤولون عن الهجوم معروفين للسلطات. وقال أكبر مسؤول عن مكافحة الإرهاب في بريطانيا مارك رولي للصحافيين: «نعتقد أن هذا كان تفجير عبوة ناسفة بدائية الصنع». وقالت الشرطة إن «البحث يجري بمشاركة مئات العناصر تساندهم أجهزة الاستخبارات للعثور على المسؤول». وامتنع رولي عن قول ما إذا كان المهاجم المشتبه به كان على متن القطار، وقال إن «التحقيق جار». ووصفت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الواقعة بـ «الهجوم الخسيس» وقالت إن «مستوى التهديد الأمني على المستوى الوطني رفع درجة لأعلى مستوى وهو حرج». وأضافت أن الشرطة وأجهزة الأمن تعمل لملاحقة المسؤولين. وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عن الهجوم عبر وكالة «أعماق» التابعة له. ولم يتسن التأكد من إعلان المسؤولية ولم تقدم «أعماق» دليل على مسؤولية التنظيم عن الهجوم. وشكك مسؤولون في أجهزة استخبارات غربية من قبل في إعلانات مشابهة للمسؤولية، وأوضحوا أن على رغم أن فكر «داعش» ربما ألهم بعض المهاجمين، إلا أن الأدلة هزيلة على أن التنظيم هو الذي دبر الهجمات. وأظهرت صور التقطت في موقع الحادث دلوا أبيض احترقت أجزاء منه، وكيساً بلاستيكياً على أرض إحدى عربات القطار. وتصاعدت ألسنة اللهب من الدلو وخرجت منه بعض الأسلاك على ما يبدو. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على «تويتر»: «هجوم آخر في لندن نفذه إرهابي فاشل. هؤلاء أشخاص مرضى مخبولون كانوا في متناول يد سكوتلانديارد. يجب اتخاذ إجراءات استباقية! ». وأجابت ماي عندما سئلت عن تغريدة ترامب: «لا أظن أنه من المفيد لأي أحد التكهن فيما يتعلق بتحقيق جار». وقال مسؤول أمني أميركي ومصدر بالاستخبارات الأميركية طلبا عدم نشر اسميهما إن «الهجوم ربما جاء استجابة لرسالة وجهها داعش في الآونة الأخيرة في مقطع فيديو، دعا فيها لمهاجمة القطارات ووسائل النقل العام الأخرى». وتعتقد أجهزة الأمن البريطانية أن من يقفون وراء بعض هجمات المتشددين هذا العام في بريطانيا يتحركون منفردين على الأرجح، واتجهوا للتشدد من طريق مواد على الإنترنت. ودفع التفجير المسؤولين في نيويورك إلى تعزيز الأمن في شبكات قطار الأنفاق وشبكات السكك الحديد الرئيسة، وفي المطارات ومواقع أخرى من المدينة. وقالت هيئة «ميتروبوليتان» للنقل إنها «تراقب عن كثب التحقيقات في الانفجار». وتشغل الهيئة خطوط السكك الحديد في نيويورك، و«لونغ آيلاند»، ومترو «نورث» للسكك الحديد. وقال الناطق كيفين أورتيز إن «الهيئة ستوسع عملية فحص حقائب المسافرين، وستنشر دوريات شرطة إضافية في كل من خطي لونغ آيلاند، ومترو نورث، وفي محطتي غراند سنترال في مانهاتن، وبنسلفانيا للسكك الحديد، من قبيل زيادة الحذر». وأضاف أن «مسؤولي الهيئة يتشاورون مع شرطة نيويورك من أجل تعزيز الأمن في شبكة مترو الأنفاق». وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو في بيان إنه أمر السلطات بتعزيز الأمن في المطارات والجسور والأنفاق وأماكن حساسة أخرى على امتداد الولاية، مضيفاً «بالنيابة عن جميع سكان نيويورك، أدين بأشد العبارات الممكنة العمل الإرهابي الواضح الذي وقع في لندن». وأكدت شرطة نيويورك أنها على تواصل مع مسؤولي إنفاذ القانون في لندن، وأنها نشرت المزيد من رجال الشرطة في شبكات النقل في المدينة، بعضهم يحمل أسلحة ثقيلة، ونشرت كلاباً مدربة على الكشف عن المتفجرات. وفي الطرف الآخر من البلاد، أشارت شرطة لوس أنجليس في بيان إلى أنها عززت من تواجدها في شبكات قطار الأنفاق وشبكات السكك الحديد وخطوط الحافلات، رداً على الهجوم.
مشاركة :