نفت موسكو قيام طائراتها أمس، بقصف تجمع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً التي تقاتل تنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي. وقال الناطق العسكري باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف أثناء وجوده في قاعدة حميميم الجوية في غرب سوريا: «هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟».واتهمت «قسد» في بيان النظام السوري والروس باستهداف مقاتليها في المنطقة الصناعية التي تبعد نحو 7 كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور. وقالت في بيان السبت إنّه «في الساعة الثالثة والنصف من صباح اليوم (السبت) تعرضت قواتنا في شرق الفرات لهجوم من جانب الطيران الروسي وقوات النظام السوري استهدفت وحداتنا في المنطقة الصناعية»، ما أسفر عن «إصابة 6 من مقاتلينا بجروح مختلفة». واعتبر البيان أنّه «في وقت تحقق فيه قواتنا انتصارات عظيمة ضد داعش في الرقة ودير الزور ومع اقتراب الإرهاب من نهايته المحتومة، تحاول بعض الأطراف خلق العراقيل أمام تقدم قواتنا».وقال مصطفى بالي، الناطق باسم «سوريا الديمقراطية» لـ«الشرق الأوسط» إنّه «سواء كانت الطائرات الحربية التي استهدفتنا تابعة للنظام أو لسوريا، فالنتيجة واحدة كما أن الهدف واحد، وهو سعيهما لفتح جبهة معنا وعرقلة تقدمنا لدحر تنظيم (داعش)»، مشدداً على أن «لا مصلحة لهم على الإطلاق في فتح جبهات مع أي من الأطراف المشاركة في الصراع السوري، لكن ذلك لا يعني عدم التمسك بحق الدفاع عن النفس». ونفى بالي تماماً المعلومات التي كان قد سبق لموسكو أن أوردتها لجهة عبور قوات النظام السوري إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، لافتاً إلى أنه وإن تم ذلك، فسيشكل «سابقة خطرة» تترتب عليها مواجهات عنيفة بيننا وبينهم.لكن قوات النظام، وكما يؤكد رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قد تصل في أي لحظة إلى الجهة الشرقية من نهر الفرات بعدما باتت تتمركز على أحد الجسور في منتصف النهر، كاشفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الروس يدعمون هذه العملية تماماً، وقد استقدموا جسوراً عائمة لضمان سيطرتهم على 3 قرى واقعة على الضفة الشرقية للنهر، وذلك بهدف تأمين مدينة دير الزور تماماً. ويرجح عبد الرحمن أن يكون الاتفاق الأميركي - الروسي يقضي بتوقف قوات «قسد» عند قرية الصالحية على أن تتولى قوات النظام الضفاف الشرقية للفرات. وهو يستبعد أن تكون طائرات روسية أو سورية قد استهدفت يوم أمس منطقة عمليات «قسد» شرق الفرات، ولا يُسقط احتمال أن تكون طائرات تابعة للتحالف هي من قصفت عن طريق الخطأ مقاتلي «سوريا الديمقراطية» كما حصل حين قتلت بغارة خاطئة بوقت سابق رئيس مجلس منبج العسكري.وكانت متحدثة روسية تحدثت الجمعة عن أن وحدات طليعية من قوات الحكومة السورية عبرت نهر الفرات واتخذت مواقعها على الضفة الشرقية للنهر. لكن أحمد أبو خولة، رئيس «المجلس العسكري في دير الزور» أكد أن المجلس لن يسمح لقوات الحكومة السورية بعبور نهر الفرات في إطار محاولتها لاستعادة السيطرة على شرق سوريا.وقالت بثينة شعبان، مستشارة الأسد في مقابلة مع تلفزيون «المنار» التابع لـ«حزب الله» إن قوات النظام ستقاتل أي قوة، بما في ذلك قوات تدعمها الولايات المتحدة، من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد. وأضافت شعبان: «سواء كانت قوات سوريا الديمقراطية أو داعش أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء، فنحن سوف نناضل ونعمل ضد هؤلاء إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتدٍ»، لافتة إلى أن «الأمر لن يتحقق بين عشية وضحاها»، ولكنّها وصفت ما قالته بأنه «الخطة الاستراتيجية».في هذا الوقت، تواصلت المعارك على ضفتي نهر الفرات في محافظة دير الزور، ففيما أعلنت قوات النظام وحلفاؤها سيطرتهم على قرية المريعية شمال شرقي مطار دير الزور العسكري، رجحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن يتم الإعلان قريباً عن محاصرة تنظيم داعش تماماً داخل مدينة دير الزور.وتحدث «المرصد» عن «اشتباكات عنيفة مستمرة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر تنظيم داعش من جانب آخر، تتركز الاشتباكات في شرق المدينة، عند منطقة المريعية»، لافتاً إلى أن قوات النظام «تمكنت من تحقيق تقدم في منطقة المريعية الواقعة في شرق المدينة وشرق المطار العسكري، وسيطرت على أجزاء واسعة منها، فيما رصدت نارياً، المسافة المتبقية بين مناطق تقدمها ونهر الفرات، لتتمكن بذلك من محاصرة داعش في مدينة دير الزور نارياً». وأضاف: «في حال تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في المسافة المسيطر عليها نارياً بين المريعية والنهر، ستتمكن من فرض الحصار العسكري والبشري على التنظيم في المدينة».كذلك أفاد «المرصد» بـ«تجدد المجازر في ضفتي الفرات، ما أدى إلى مقتل 10 أطفال ضمن عائلتين جراء قصف لمدفعية النظام وغارات نفذتها طائرات التحالف الدولي».
مشاركة :