ألقت شرطة اسكوتلنديارد البريطانية القبض على شاب يبلغ من العمر 18 عاما في مدينة دوفر الساحلية الجنوبية أمس في إطار ملاحقة من يقفون وراء تفجير في قطار أنفاق بالعاصمة لندن أسفر عن إصابة 30 شخصا. وقررت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رفع مستوى التهديد الأمني إلى مستوى «حرج»، الذي يشير إلى أنه ربما يكون هناك هجوم وشيك. كما تقرر نشر أفراد من الجيش ومن الشرطة المسلحة لتأمين المواقع الاستراتيجية وملاحقة الجناة. وأشعلت القنبلة بدائية الصنع لهبا في عربة مزدحمة من قطار الأنفاق خلال ساعة الذروة بغرب لندن صباح أول من أمس، لكنها لم تنفجر بشكل كامل فيما يبدو. وقالت شرطة اسكوتلنديارد، إنها تحدثت مع 45 شاهدا، وتلقت 77 صورة ومقطع فيديو للحادث من أفراد الجمهور. وقال نيل باسو، كبير منسقي شرطة مكافحة الإرهاب في بيان «قمنا بعملية اعتقال مهمة في إطار تحقيقاتنا هذا الصباح... رغم سعادتنا بما تحقق من تقدم، لا يزال هذا التحقيق مستمرا ومستوى الخطر الأمني حرجا». وألقي القبض على الشاب وفقا لقانون الإرهاب في منطقة دوفر الساحلية الجنوبية. وعقدت وزيرة الداخلية، أمبر ريد، اجتماعا ظهر أمس للجنة الطوارئ (كوبرا). وقالت السلطات البريطانية، إن «الإجراءات الأمنية الحمائية» ستظل سارية المفعول، مضيفة أن مزيدا من أفراد الأمن سينشرون لضمان الأمن. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع أول من أمس في محطة مترو بارسونز غرين، وكان خامس هجوم إرهابي كبير في بريطانيا هذا العام. إلى ذلك، أعلنت الشرطة البريطانية تنفيذ عملية دهم بعد ظهر أمس في شقة في سانبوري - اون - تيمز على بعد نحو عشرين كيلومترا جنوب غربي لندن في إطار التحقيق في الاعتداء على مترو الأنفاق بالعاصمة البريطانية. وأكدت الشرطة في بيان أنها «أخلت شقة سكنية في سانبوري، في منطقة سوري، وتقوم بتفتيشها»، مضيفة أن عملية الإخلاء «بدأت قرابة الساعة 13. 40 (12. 40 ت غ). كما تم إجلاء سكان المباني المحيطة بالشقة «إجراءً وقائياً»، بحسب المصدر نفسه. إلى ذلك كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس أن المنزل الذي دوهم من قبل شرطة اسكوتلنديارد بجنوب غربي العاصمة يملكه عجوزان حصلا على وسامين من ملكة بريطانيا, كانا يرعيان أطفالا بعضهم من الشرق الأوسط. ونشرت بريطانيا أمس مئات من أفراد الجيش عند مواقع استراتيجية، مثل محطات الطاقة النووية ووزارة الدفاع لإتاحة متسع للشرطة المسلحة للمساعدة في البحث عن المسؤولين عن التفجير. وكانت آخر مرة رفعت فيها بريطانيا مستوى التأهب الأمني إلى «حرج» بعد أن قتل رجل 22 شخصا في حفل مانشستر في مايو (أيار). ولم يكن مستوى التأهب قد رفع لهذا قبل ذلك منذ عام 2007.وقالت ماي في بيان بثه التلفزيون «في هذه المرحلة سيحل أفراد من الجيش محل أفراد الشرطة في مهام الحراسة بمواقع معينة». وتابعت: «سيرى المواطنون المزيد من الشرطة المسلحة في شبكات النقل وفي شوارعنا لتوفير المزيد من الحماية. هذه خطوة متناسبة ومعقولة ستوفر المزيد من الطمأنينة والحماية مع سير التحقيق». وكانت صور التقطت في موقع الحادث أول من أمس (الجمعة)، أظهرت دلوا أبيض احترقت أجزاء منه وكيسا بلاستيكيا على أرضية إحدى عربات القطار. وكان اللهب متصاعدا من الدلو وقد خرجت منه أسلاك على ما يبدو.وفقا لحصيلة جديدة أصدرتها الأجهزة الصحية أمس، أسفر الهجوم عن ثلاثين مصابا ليس من بينهم أي حالة حرجة. وقد نقلوا إلى المستشفيات وخرج معظمهم أمس. ولفتت رئيسة الحكومة إلى أن الحصيلة كان يمكن أن تكون أعلى؛ لأن المتفجرة «كانت معدّة للتسبب بأضرار هائلة». وما زال خبراء يعاينون بقايا القنبلة، بحسب الشرطة. ولم يشأ المسؤولون الأمنيون التعليق لوكالة الصحافة الفرنسية على معلومات تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية مفادها أن جهاز توقيت العبوة لم يعمل. وأمس، عادت الحياة إلى طبيعتها في محطة بارسونز غرين لقطارات الأنفاق. وهزّت بريطانيا في الأشهر الماضية سلسلة من الهجمات، في ظل تضاعف عمليات المتطرفين في أوروبا. وأودت أربعة اعتداءات سابقة في لندن ومانشستر هذا العام بحياة 35 شخصا وثلاثة من تلك الاعتداءات نفذت دهسا بسيارات، والاعتداء الرابع كان تفجيرا استهدف حفلا موسيقيا في مانشستر. أودى بحياة 22 شخصا، بينهم الكثير من الأطفال.
مشاركة :