الحركة كل نصف ساعة تحمي من أمراض الجلوس الطويل

  • 9/17/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الحركة كل نصف ساعة تحمي من أمراض الجلوس الطويليرى باحثون أن الوقوف لبعض الوقت أو مجرد أكل تفاحة أكثر نفعا للجسم لأنهما يجعلانه يتحرك ويحرق سعرات حرارية أكثر من الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر أو جهاز التلفزيون.العرب  [نُشر في 2017/09/17، العدد: 10754، ص(19)]الجلوس 30 دقيقة كأقصى تقدير يقلل خطر الموت واشنطن – كشفت دراسة أميركية حديثة أن الحركة من وضع الثبات كل 30 دقيقة تحدّ من مخاطر الإصابة بالأمراض الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة خاصة لدى كبار السن. الدراسة أجراها باحثون في المركز الطبي لجامعة كولومبيا ونشروا نتائجها في دورية “أنالز أوف أنترنال جورنال” العلمية. وللوصول إلى النتائج أجرى الباحثون تحليل بيانات لـ7985 شخصا تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، وهؤلاء تمت متابعهم لمدة أربع سنوات متتالية. واستخدم الباحثون في تقييم نشاط كل شخص جهازا مثبتا على الساق للحصول على معلومات تساعد في حساب المدة التي قضاها المشاركون في وضع الجلوس والحركة يوميا. ومن ضمن 16 ساعة كان فيها المشاركون مستيقظين فإنهم قضوا 12.3 ساعة في وضع الجلوس وفق بيانات الدراسة. وأشارت الدراسة إلى أن تقليل وقت الجلوس بمقدار 21 دقيقة يوميا، يمكن أن يُبقي الإنسان بصحة جيدة. وخلال فترة المتابعة توفي 340 مشاركا نتيجة الإصابة بأمراض مختلفة؛ حيث ارتبط وضع الجلوس لساعات طويلة بزيادة خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأمراض؛ وعلى رأسها السمنة والقلب والسرطان وغيرها. ومن المثير للاهتمام -حسب الفريق- أن البالغين الذين حافظوا على نوبات الجلوس إلى أقل من 30 دقيقة في كل مرة كانوا أقل عرضة للموت. وقال الباحثون إن النتائج التي توصّلوا إليها تشير إلى أن التحرك كل 30 دقيقة يمكن أن يساعد على تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة. ونصح الباحثون الأشخاص باتخاذ العديد من الممارسات اليومية للتقليل من الجلوس كالمشي أثناء التحدث في الهاتف وصعود الدرج بدلا من المصعد الكهربائي. وقال البروفيسور إنجو فروبوزه إن الجلوس طويلا لا يؤدي إلى تدهور البنية العضلية فحسب بل يرفع أيضا خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وكانت دراسة سابقة أجريت على أكثر من مليار شخص في 54 دولة حول العالم حذرت من الأخطار الصحية المترتبة عن الجلوس لفترات طويلة؛ إذ أنه يزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب التي تقود إلى الوفاة المبكرة. ولتجنب هذه المخاطر يوصي فروبوزه الأستاذ بالجامعة الألمانية للعلوم الرياضية موظفي العمل المكتبي بالنهوض بصفة منتظمة كل ساعة تقريبا أو كل ساعتين على أقصى تقدير وإجراء تمارين الإطالة بقوة في كل الاتجاهات. ومن المفيد أيضا وضع الأدوات المكتبية، مثل الطابعة، بعيدا عن المكتب بعض الشيء كي يتوجّب على الموظف النهوض والذهاب إلى الطابعة لإحضار المستندات المطبوعة. ولتعويض ساعات الجلوس الطويلة ينبغي على موظفي العمل المكتبي المواظبة على ممارسة الرياضة بعد انتهاء الدوام وفي عطلة نهاية الأسبوع. وشدد دونستان ديفيدديفيد دونستان، أستاذ مشارك ورئيس مختبر النشاط البدني في بيكر، معهد القلب والسكري، “آي دي آي” في ملبورن بأستراليا، على أهمية النشاط اليومي حتى خلال الدوام بالمكاتب. وأكد أن الجلوس لساعات طويلة يزيد من خطر مرض السكري وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب والموت المبكر.باحثون يشيرون إلى أن تقليل وقت الجلوس بمقدار 21 دقيقة، يوميا، يمكن أن يبقي الإنسان بصحة جيدة ونشرت المجلة البريطانية للطب الرياضي جملة من المبادئ التوجيهية لأرباب العمل تحثّهم على تغيير النمط الكلاسيكي للوظيفة المكتبية التي تفرض الجلوس والخمول لوقت طويل، لإتمام المهام أمام الكمبيوتر. وتوصي المجلة العاملين في المكتب على التحرك والنشاط والقيام من الكرسي بسبب ودون سبب. وبتكليف من هيئة الصحة العامة بإنكلترا استغرقت مجموعة دولية من خبراء من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا عدة أشهر لاستعراض الأدلة القائمة والمقارنة بين تأثيرات الخمول المكتبي والنشاط المنتظم. وكان هناك الكثير من النقاشات والعديد من التنقيحات قبل الوصول إلى التوصيات النهائية. وتتركز جملة التوجيهات في: كسر نسق الجلوس المتواصل والنهوض للمشي أو القيام ببعض الحركات لتنشيط العضلات المشدودة وتجنب الوقوف دون حركة لفترات طويلة والتي قد تكون ضارة تماما مثل الجلوس لفترات طويلة. المراوحة بين الجلوس والوقوف والحركة لتعويد الأعضاء والعضلات على المرونة وتخفيف حدة التعب. وتم تحذير الموظفين حول الأخطار المحتملة من الوقت الكثير الذي يقضونه في الجلوس سواء في العمل أو في المنزل. وتستند هذه التوصيات إلى حدّ كبير على الدراسات الرصدية وبيّنت أن أخذ فواصل بين فترات الجلوس يقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات التمثيل الغذائي مثل مرض السكري. وأوضح الباحثون أن مجرد قضاء أربع ساعات متتالية على نفس الكرسي لها من الضرر الكثير على العضلات وعلى الظهر وهي تزيد من تجمّع الدم في الساقين والقديمين وتجعلهما أرضية صالحة للإصابة بالدوالي. وشدد القائمون بالدراسة على أن البالغين الذين يجلسون لمدة عشر ساعات يوميا يزيد لديهم خطر التعرض لما يقدر بـ34 بالمئة من الموت المبكر، حتى لو كانوا يمارسون الرياضة بشكل منتظم. ونقلا عن الموقع الألماني دوتشه فيله أكدت دراسة بريطانية ضرورة مزاولة النساء للرياضة بصفة منتظمة بعد أن توصلت إلى أن الجلوس لفترات طويلة يعجّل تقدم النساء في السن. وجاء في الدراسة التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن جلوس النساء لأكثر من 10 ساعات يجعلهن يتقدمن في السن بمعدل 8 أعوام مقارنة بالمعدل الطبيعي. وخلص الباحثون الذين تتبعوا حركة 1481 سيدة يبلغن من العمر أكثر من 64 عاما إلى وجود علاقة قوية بين الجلوس لفترات طويلة وتقدم خلايا الجسم في السنّ بصورة مبكرة. وأكدت الدراسة أن الجلوس لفترات طويلة يعمل أيضا على زيادة خطر الإصابة بأمراض السرطان والسكّري والقلب. وأوضح الباحثون أن ممارسة أيّ نشاط بدني لمدة نصف ساعة، مثل المشي أو ركوب الدراجة، كاف للقضاء على التأثير الضار للجلوس خلال اليوم. ومع ذلك قال الباحثون إن عددا ضئيلا من الناس يمارس نشاطا بدنيا، وأشار الخبراء إلى أن نتائج هذه الدراسة يجب أن تكون بمثابة إنذار للذين يجلسون ساعات طويلة بدون حراك. وبيّنوا أن المواطنين في بريطانيا يجلسون بمعدل 9 ساعات يوميا.الحركة كل نصف ساعة تحمي من أمراض الجلوس الطويل وقال علاء الدين شادياب، بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، الذي ترأس فريق الباحثين الذي أجرى الدراسة “دراستنا خلصت إلى أن الخلايا تتقدم في العمر بصورة أسرع في حال الجلوس لفترات طويلة”. ووصفت دامي سالي دافيز مديرة المكتب الطبي البريطاني المعني بالأمور الصحية في بريطانيا، عدم الحركة “بالقاتل الصامت”. وأوصت البالغين بممارسة نشاط بدني لمدة 150 دقيقة أسبوعيا. وكانت هذه الدراسة قد رصدت النساء لمدة أسبوع باستخدام أجهزة صغيرة مثبتة بحزام تسجل كل حركة يقمن بها. وبحسب علماء سويديين نشروا دراسة في مجلة طبية بريطانية للصحة والرياضة، ونقلتها صحيفة ديلي ميل، قالوا إنه يجب التحذير طبيا من مخاطر الجلوس لساعات طويلة طبيا. وعللوا تحذيرهم بأن الجلوس لساعات طويلة يعدّ من أقل العمليات استهلاكا للطاقة بعد التمدد على السرير، حتى في حال أكل تفاحة يستهلك جسم الإنسان طاقة أكثر من الجلوس على الكرسي. بينما تتحرك عضلات الظهر والكتفين والساقين أثناء الوقوف، فيما لا يشغّل الجلوس على الكرسي أيّ عضلة في الجسم. وأكثر الأعراض الجانبية الحتمية هي ازدياد محيط الخصر للأشخاص المعتادين على الجلوس دائما. ولو كان الوقوف يحرق القليل جدا من الطاقة والسعرات الحرارية يظل تغيير مسار اليوم بالوقوف له أثر إيجابي أفضل بكثير من الجلوس. فمن السهل حرق ما بين 30 و50 سعرة حرارية يوميا. وهذا يكفي لمنع ازدياد الوزن بمعدل كيلوغرام إلى كيلوغرام ونصف في العام. مع أن هذا الرقم ضئيل إلا أنه أفضل من إضافة هذا الوزن بالجلوس. وكمعدل فإن الأشخاص النحفاء يقضون ساعتين وقوفا أكثر من الأشخاص الأكثر سمنة. ذين يتحركون باستمرار ولو كانت الحركة للذهاب إلى المطبخ وعمل القهوة مثلا لا يسمنون بقدر الأشخاص الذين يقضون يومهم جالسين على المكتب أو مستلقين على الأريكة. وقال ستيوارت بيدل بروفيسور في علم النفس في جامعة لوفبوروه البريطانية “الجلسات المطوّلة ليست جيدة للصحة والأسوأ أن الكثيرين يعتقدون أنهم أشخاص ذوو حركة بينما هم في الحقيقة ليسوا كذلك.. الناس عادة ما يخلطون بين كلمة ‘نمط حياة كثير الجلوس” و’نمط حياة دون رياضة’ ولكن الحقيقة هي إذا كان الشخص يذهب للنادي الرياضي أو يمشي يوميا لمدة 30 إلى 45 دقيقة ثم يجلس بقية اليوم فهذا هو نمط الحياة كثير الجلوس”. ويشدّد العلماء على أنه بإمكان الإنسان كسر الروتين وعدم الجلوس على المكتب بأخذ استراحات والوقوف والمشي قدر المستطاع. وأظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران أن المواد الإيجابية التي تلعب فيها العضلات دورا في الأيض والسكّر ودهون الجسم فقط عندما تتحرك. هذه المواد تنتج عندما تتحرك العضلات مثلا عند المشي أو الحركة، وعند الجلوس فإن عمليات الأيض تبطئ حركتها كثيرا. وهذا سيؤدي على المدى الطويل للإصابة بأمراض مثل السكري وفق بيدل، ولكن المهم الانتباه إلى أن الأشخاص الذين يتحرّكون كل نصف ساعة معرضون بشكل أقل لهذه المخاطر. فالحركة المستمرة مهمة للإبقاء على وقفة جسم صحية، وفق المتحدث الرسمي باسم جمعية العلاج الطبيعي البريطانية سامي مارغو، الذي يقول إن العمود الفقري لم يصمم ليقضي ساعات طويلة في وضعية الجلوس، وذلك قد يدمّر وضعية العمود ويؤثر في التنفس وعمليات الهضم. فالعمود الفقري الصحي يكون في شكل حرف S، ولكن الجلوس يدفع الجزء المنحني الأسفل القطني ليصبح العمود في شكل حرف C؛ حيث أن عضلات البطن والظهر التي صممت لدعم الجسم تصبح غير مستعملة. ومع مرور الوقت هذه العضلات تصبح ضعيفة جدا، إذ لا تستطيع دعم العمود الفقري بفعالية وهنا تحدث آلام الظهر. وأضاف بيدل “عندما تكون الركبتان في درجة تسعين عند الجلوس، فإن أوتار الركبة وعضلات الورك القابضة تصبح هشة وعضلات المؤخرة تتمدد.. هذا يؤدي إلى انشداد العضلات والمفاصل إلى درجة تصبح حركة الجسم أقل حرية ويصبح الجسم معرضا بشكل أكبر إلى الآلام والإصابات”.

مشاركة :