هامبورغ سرّ الشمال الألمانيقلما تجد منطقة خضراء تنبض بالحيوية والنشاط وتزخر بالفعاليات الفنية والثقافية والترفيهية كما هو حال الشمال الألماني وتحديداً ولاية ومدينة هامبورغ الحرة الهانزية. فهذه المدينة التي تعتبر من أجمل المدن الساحلية في ألمانيا، تحرص دوماً على الاهتمام بالطبيعة وتوفير المزيد من المساحات الخضراء. وكل من يزورها يكتشف جوها المميز وسحرها البحري وهندستها المعمارية المذهلة.العرب [نُشر في 2017/09/17، العدد: 10754، ص(17)]جولة بانورامية في نهر الإلبه هامبورغ (ألمانيا) – تمتلك مدينة هامبورغ مزيجا طبيعياً متفردا يجذب السياح إليها من كافة أنحاء العالم، لا سيما العائلات والشباب. ففي الوقت الذي تعج به ضفاف نهر الإلبه بالمحال التجارية والمطاعم والمقاهي وتزدحم بالناس، تتصف ضفاف بحيرة الألستر بالهدوء وتعتبر مكانا مثاليا للاسترخاء والراحة ولكلّ من يحب ركوب القوارب الشراعية أو زوارق التجديف، بل تعد بحيرة الألستر اليوم إحدى مناطق الالتقاء المفضّلة لأهل هامبورغ وزوّارها. وتعتبر هذه البحيرة، التي تبلغ مساحتها 160 هكتارا والواقعة في قلب المدينة، جنة لعشاق الإبحار. وهناك يمكن للسائح أن يكون في وسط المدينة وعند الماء حيث يحلو الاسترخاء والتنزه، والقيام برحلة بحرية عبر الألستر والإبحار بواسطة المراكب الشراعية. في هامبورغ هناك تقريبا 2500 جسر، أي أكثر بكثير من أمستردام ولندن والبندقية مجتمعة، وتمتد فوق القنوات المائية التي لا حصر لها بين أنهار الإلبه وألستر وبيله. كما تساهم الأجواء البحرية والهواء النقي والانفتاح الهانزي على العالم في جعل هامبورغ أفضل مدينة في العالم بالنسبة إلى الكثيرين. وقد تم حصر مياه وادي الألستر الصغير وروافده منذ القرن الثالث عشر لتتكوّن جراء ذلك بحيرة الألستر التي هي اليوم إحدى مناطق الالتقاء المفضّلة للسياح. فمنظر المدينة يبدأ من بحيرة الألستر الداخلية وجسر “لومباردس بروكه” باتجاه “يونغفيرن شتيغ”، مع العديد من الأبراج التي تزيّن الخلفية. وتمثل بحيرة الألستر الخارجية بدورها مكانا شعبيا لركوب القوارب الشراعية وزوارق التجديف. وتعتبر الحدائق المحيطة بها مكانا مثاليا للجري والمشي. ويقدم أسطول سفن الألستر السياحي “الأسطول الأبيض” رحلات وخدمات مجدولة. ويبقى الحديث عن هامبورغ مرتبطا دوما بالبحّارة والسفن والميناء، فالمياه هي من أهم المظاهر الساحرة في المدينة. وعلى الرغم من وجود الكثير من المدن التي تتمتع بميناء جميل إلا أن ميناء هامبورغ مختلف ومتفرد، لا سيما أنه يقع في قلب المدينة. فنهر الإلبه والميناء يمثلان شريانها الاقتصادي كما يضفيان على الحياة فيها جواً بحرياً فريداً من نوعه، خصوصاً مع وجود الجسور عبر شبكة القنوات المائية العريضة والصغيرة التي تتدفق بين نهر الإلبه والألستر. وكل عام تجوب السفن السياحية وسفن الشحن من جميع أنحاء العالم نهر الإلبه لترسو في ثاني أكبر ميناء في أوروبا. ومن خلال القيام بالرحلات البحرية أو عند زيارة واحدة من السفن التي تعدّ بمثابة المتاحف الأسطورية يمكن للزوار أن يتعرفوا عن قرب على الأسباب التي جعلت هامبورغ تحمل اسم “البوابة إلى العالم”.الحديث عن هامبورغ يرتبط دوما بالبحارة والسفن والميناء ونهر الألبة، فالمياه هي من أهم المظاهر الساحرة في المدينة ومن خلال عيد ميلاد الميناء السنوي في شهر مايو يمكن للمرء مشاهدة أكبر وأجمل السفن السياحية في هامبورغ. ويعتبر ميناء هامبورغ القوة الدافعة وراء تطوير المدينة ويمثل مصدرا كبيرا للجذب السياحي لمتابعة عمليات رسوّ السفن وانطلاقها وتحميل وتفريغ البضائع في محطات حاويات ضمن أعلى المعايير. والميناء يضم أيضا مرافق ثقافية وترفيهية راسخة إذ تمثل مدينة المستودعات التاريخية “شبايشر شتادت” موطنا للعديد من المتاحف ومراكز الترفيه المختلفة. وتفوح رائحة الحرية بين مبنى رحلات السفن ومنطقة المخازن التاريخية ورصيف لاندونغس بروكن وميناء الحاويات الحديث. ومع ما تشتهر به مدينة هامبورغ الحرة الهانزية من جاذبية سياحية تستقطب الزوار من كافة أنحاء العالم، فهي تتميز أيضا بمحيط رائع يجذب الزوار إلى القيام برحلات عبر المناطق المجاورة لها. وبالتالي تمثل هامبورغ بلا شك نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف العديد من الجزر والمدن والوجهات السياحية الجذابة في ألمانيا. ولمدينة هامبورغ جزيرة خاصة بها وهي جزيرة نويفيرك وتقع على بعد 100 كيلومتر غرب المدينة وحجمها أقل من ثلاثة كيلومترات مربّعة، وتقع تماما خارج مصب نهر الإلبه في المسطحات الطينية من بحر الشمال. وخلال فترة الجزر يمكنك الوصول إلى الجزيرة سيراً على الأقدام أو بواسطة عربة تجرها الخيل انطلاقاً من مدينة كوكسهافن، أما في الأوقات الأخرى فيمكن الوصول إليها على متن سفينة. وفي أوائل عام 1905 أصبحت جزيرة نويفيرك منتجعاً بحرياً يقصده الناس للترفيه، حيث يقصدها الناس لهدوئها وللاستمتاع بالمشي على شواطئها الواسعة في نسيم البحر العليل. وفي مدينة لوبك تعتبر بوابة هولستن “هولستن تور” ومتحف بودن بروكس وحلويات نيدرإغر مارتسيبان من أشهر ما تقدمه مدينة لوبك الهانزية الواقعة شمال هامبورغ. وفي المنطقة الواقعة بالقرب من مدينة “لوبك”، حيث يوجد منتجع البلطيق الصحي ترافيمونده، تجتذب برمال شواطئها البيضاء ونسيم بحرها العليل الآلاف من السياح الذين يقصدون منتجع ترافيمونده الصحي. ولقد أصبح ممشى ترافيمونده أحد أشهر أماكن التنزه في ألمانيا. وهناك منتجعات ساحلية أخرى مثل سانت بيتر أوردينغ وتيمندورفر شتراند على شواطئ بحر الشمال وبحر البلطيق، حيث يمكن الوصول إليها بسهولة خلال ساعة واحدة أو خلال ساعة ونصف الساعة. وعلى الرغم من وجود جزر كثيرة على امتداد بحر الشمال الألماني إلا أنه ما من واحدة منها يمكن مقارنتها بجزيرة “هيلغولاند”. فعلى بعد قرابة 70 كيلومترا من البر الألماني نهضت هذه الصخرة الرملية الحمراء الهائلة بأرضها الخضراء. وما على السائح سوى الانطلاق برحلة يوم واحد للتمتع بنسيم بحر الشمال العليل من خلال جولة رائعة بواسطة أحد المراكب الشراعية انطلاقاً من هامبورغ! ومن الوجهات الرائعة تبرز أيضاً مدينة لونيبورغ المعروفة بمدينة الملح أيضا والواقعة في جنوب هامبورغ. ففي هذه المدينة يعود قلب العصور الوسطى لينبض من جديد. فمن خلال أزقة وطرق وبيوت قديمة وقاعة البلدية التاريخية وسوق “شتينت ماركت” (سوق السمك)، يمكن للزوار أن يكوّنوا فكرة جيدة عن جذور ثقافة منطقة شمال ألمانيا وعن تاريخ تجارة الملح فيها. أما من يرغب بالتعرف على العاصمة الألمانية برلين فيمكنه ركوب القطار السريع “آس سي إي” في رحلة لا تستغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة فقط، حيث يمكنك الاستمتاع بقضاء يوم في تلك المدينة واستكشاف الأماكن المشهورة كبوابة براندنبورغ ومبنى البرلمان رايشستاغ وساحة وتسدام وقصر شارلوتنبورغ وغيرها الكثير.
مشاركة :