"الحناشية" يغوص في حياة زوجة آخر بايات الجزائر

  • 9/17/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر - احتضنت الجزائر السبت العرض الشرفي للفيلم التاريخي "الحناشية"، والذي يروي حياة زوجة أحمد باي، آخر حكام الشرق الجزائري في العهد العثماني، والذي هزم الفرنسيين في معركة قسنطينة الأولى عام 1836. وقدّم الفيلم بقاعة "ابن زيدون" في العاصمة الجزائر، بحضور وجوه رسمية يتقدمها وزير الثقافة، عزالدين ميهوبي، وأفراد من طاقم الفيلم الذي أخرجه بوعلام عيساوي عن قصة أصلية لزبيدة معامرية، إلى جانب ممثلين وفنانين وإعلاميين. الفيلم أنتجه المركز الجزائري لتطوير السينما (حكومي)، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية (2015). ويروي الفيلم أبرز المحطات التي عاشتها الحناشية زوجة أحمد باي في الفترة العثمانية بالجزائر (1515-1830) وعلاقة الأخير بها إلى غاية دخول الاستعمار الفرنسي للبلاد عام 1830. ويسرد العمل قصة فتاة تدعى الحناشية واسمها نسبة إلى قبيلة تحمل نفس الاسم ترعرت فيها، وتقع بمحافظة سوق أهراس (أقصى شرق البلاد). ووسط ديكور طبيعي جميل تبدأ حكاية الحناشية المعروفة بالذكاء والجمال والفروسية حين يستلم شقيقها عمّار في حفل بهيج قيادة العرش (القرية) من والده، بحضور شيوخ القبائل ووجهاء الأعراش(القرى) التي دعيت من أجل حل فض النزاع مع أحمد باي بسبب الإتاوات المفروضة عليهم. وعندما يسمع أحمد باي حاكم قسنطينة (مقاطعة تقع شرق الجزائر) بوجود الحناشية يطلب من والدته الحاجة رقية أم الباي دعوتها إلى القصر بغية خلق علاقات طيبة مع الأعراش وتوحيد الصفوف لمواجهة الغزو الفرنسي الذي بدأ يستهدف قسنطينة عاصمة البايلك آنذاك. وخلال زيارتها يقع أحمد باي في حبها فيتزوجها لتضاف إلى زوجاته الأخريات. ويرصد الفيلم الدور الهام الذي لعبته الحناشية، في لم شمل الأعراش مع الباي الذي قاوم ودافع عن قسنطينة بمجرد بدء الغزو الفرنسي على مقاطعته إلى غاية وفاته، لكن الحناشية بقيت تناضل وتسرد التاريخ بعد وفاته على أهالي قسنطينة. وجسد بطولة العمل مجموعة من الممثلين، أبرزهم، موني بوعلام وفوزي صايشي، حسان بن زراري، سمير أوجيت، توفيق بخوش، مليكة يوسف، عبدالنور شلوش، علي جبارة، أيوب عمريش. وحسب "المركز الجزائري للدراسات والبحث في الحركة الوطنية" (حكومي)، ولد الحاج أحمد باي، حوالي سنة 1784 بقسنطينة، وهو أحمد بن محمد الشريف بن أحمد القلي، من أصل كرغلي (من أب تركي وأم جزائرية)، تلقى تعليما تقليديا وتربية دينية. وفي صغره تعلم الفروسية ومارسها مما سمح له فيما بعد بتقلد منصب قائد الحرس على قبائل الحراكتة القوية (أمازيغ الشاوية شرق الجزائر) سنة 1809. وعرف، بحزمه وذكائه وعدم تسامحه في أي تجاوز يقع في بلاده، الأمر الذي جعله قاسيا تجاه أعدائه فقاومهم مقاومة شديدة. كما عرف الحاج أحمد باي، بشخصيته الصارمة، عند حكمه لبايلك قسنطينة (مقاطعة تقع في الشرق الجزائري) عام 1826، فبمجرد تسلمه لمهامه قام بإصلاحات إدارية اتسمت بالجدية والعدالة. ووفق المركز، لم تكن الرعية في عهده تتعرض إلى اضطهاد أو ظلم، ولعل هذا ما أدى فيما بعد بسكان قسنطينة بعد احتلال الفرنسيين للجزائر العاصمة عام 1830، أن يصروا على ضرورة إبقاء الحاج أحمد باي، حاكما للمدينة نظرا للارتياح الذي شعروا به. وتمكّن من صد هجوم كبير للفرنسيين لاحتلال قسنطينة في 1836، وتسببت هذه الهزيمة في عزل الماريشال كلوزال، لكن بعد عام هاجم الفرنسيون المدينة مجددا وتمكنوا من احتلالها في 1837. وبعد نضال طويل ضد المستعمر الفرنسي توفي أحمد باي، سنة 1856، في الجزائر العاصمة، ودفن في تربة زاوية ضريح الشيخ سيدي عبدالرحمن الثعالبي بأعالي المدينة.

مشاركة :