أعلن الجيش الفلبيني اليوم الأحد، السيطرة على مركز قيادة تابع للمقاتلين الموالين لتنظيم «داعش»، الذين اجتاحوا مدينة مراوي في مايو/ أيار، مؤكدا أن مقاومتهم بدأت تضعف. وانخرطت قوات الأمن في حرب شوارع شرسة وشنت ضربات جوية في محاولة لطرد المسلحين من مراوي، في معركة أسفرت عن مقتل 800 شخص، وسط تنامي المخاوف من أن تنظيم «داعش»، يسعى إلى تأسيس قاعدة في جنوب شرق آسيا تكون الفلبين نقطة انطلاقها. وأكد الجيش السيطرة على مركز قيادة تابع للمسلحين أثناء عملية انطلقت السبت في مسجد ومبنى آخر. وأوضح قائد الجيش، الجنرال إدواردو آنو، في بيان، أن «هذا المكسب العسكري الضخم زاد من إضعاف المجموعة الإرهابية عبر حرمانها من مركزها للقيادة والمراقبة». وتابع، أن «عمليات التطهير متواصلة ونتوقع أن يتخلى العدو عن مزيد من المواقع التي سبق أن احتلها، ولكن ليس بدون قتال»، مضيفا، «إننا جاهزون لذلك». وأفاد نائب قائد القوة التي تقاتل المسلحين، الكولونل روميو براونر، أن الجيش قوبل بمقاومة قد تكون بين الأقوى التي يواجهها أثناء عمليته لاستعادة المسجد. وأضاف، أن السيطرة على المسجد قد تكون بمثابة إشارة إلى أن القتال مع جماعة «ماوتي» المسلحة، التي بايع قادتها تنظيم «داعش»، قد شارف على نهايته. وقال براونر لـ«فرانس برس»، «نعتقد أننا اقتربنا من النهاية. المنطقة التي يمكن لجماعة ماوتي الإرهابية التحرك ضمنها تتقلص. لاحظنا أن مقاومتهم تضعف». وأضاف، «إنهم يتراجعون فيما نشن هجماتنا ولكن أثناء قيامنا بذلك، نواجه عددا كبيرا من المتفجرات يدوية الصنع ما يعرقل تقدمنا. علينا أن نكون حذرين للغاية». وأكد، أن المعركة الأخيرة أسفرت عن مقتل جندي وإصابة سبعة بجروح. وأشار براونر إلى أن قواته كانت تأمل بأن تنقذ عددا من الرهائن المدنيين عندما سيطرت على المسجد، لكنها لم تجد أحدا.مخطط لإعلان خلافة وسُمع دوي إطلاق النيران في المدينة، بينما تقدمت القوات المدعومة بعربات مصفحة من مواقع المسلحين. وبدت شوارع مراوي حيث يتناثر الركام شبه فارغة، باستثناء وجود أعداد كبيرة من الجنود الذين انتشروا لتأمين المكان. وحلقت طائرات فلبينية وطائرات تجسس أمريكية من طراز «بي-3 أوريون» فوق مراوي، العاصمة الإسلامية للفلبين التي يشكل الكاثوليك الغالبية الساحقة لسكانها. وبدأت المعارك في نهاية مايو/ أيار، بعد محاولة فاشلة لتوقيف قائد المقاتلين إيسنيلون هابيلون، أحد أبرز المطلوبين في العالم، الذي يعتبر زعيم تنظيم «داعش» في جنوب شرق آسيا. واجتاح مئات الإرهابيين مراوي في 23 مايو/ أيار، وهم يرفعون الرايات السوداء ويدعمهم عدد من المقاتلين الأجانب وسيطروا على أجزاء من المدينة. ولاحقا، أكد الجيش، أن محاولة القبض على هابيلون دفعت الإرهابيين إلى الشروع قبل الأوان في تنفيذ مشروع يقضي بالسيطرة على المدينة وإعلان «خلافة» فيها، على غرار «الخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش» في سوريا والعراق. وأفادت الحكومة، أن 666 مسلحا، و147 جنديا حكوميا و47 مدنيا قتلوا منذ ذلك الحين في المعارك التي دفعت الآلاف إلى الفرار من منازلهم. وقال براونر، إن السلطات تعتقد بأن قادة التمرد لا يزالون في مراوي، مضيفا، أن الجيش عازم على ملاحقتهم. وأضاف، «لا نريد أن يتكرر ذلك في أية مدينة أخرى في الفلبين». ونشر الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، آلاف الجنود وفرض الأحكام العرفية في أنحاء الثلث الجنوبي من البلاد لمواجهة الأزمة.
مشاركة :