أبدى عضو البرلمان المصري، مدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية، سمير غطاس، في مقابلة مع «الجريدة» تخوفاً من التقارب الأخير بين القاهرة و«حماس»، محذراً من أن الحركة الفلسطينية تحاول استنساخ نموذج «حزب الله» في لبنان. وفيما يلي نص المقابلة: • كيف تقيِّم التفاهمات التي تجريها مصر حالياً مع «حماس»؟ - الملف يخص الأمن القومي المصري، على مستويين: الأمن القومي في الداخل المصري، والأمن المشترك مع قطاع غزة، خاصة أن القطاع كان ولايزال يشكل تهديداً للأمن القومي في مصر، إما عبر انخراط مباشر من جانب حماس مع الجماعات الإرهابية، أو تغطيتها المتعمدة على نشاط تلك الجماعات الموجودة في غزة، ومثال ذلك محمد أبودلال الذي قتل في العملية الأخيرة التي حصدت أرواح 18 شرطياً مصرياً في سيناء، ولديَّ قائمة طويلة بأسماء متعاطفة وضالعة في عمليات إرهابية من حماس وخارجها، لكن الحركة في الأساس مسؤولة عن التمويل والتدريب والتسليح، ومصر لها مصلحة كبيرة أن تكون هناك مصالحة فلسطينية للتقدم في مسألة الحصول على الحقوق الفلسطينية المشروعة، وقد تعرفت مصر على القيادة الجديدة لـ»حماس» ممثلة في يحيى السنوار وآخرين، وسمحت لأول مرة للمكتب السياسي للحركة باستثناء الإخوان أن يلتئم في القاهرة بكامل أعضائه، حيث بحثوا أمورهم الداخلية، وبحث مسألة المصالحة معهم، وانتهى الأمر بالإعلان الذي صدر عن حماس. • كيف قرأت حل اللجنة الإدارية في غزة؟ - هذه اللجنة نبتٌ شيطاني، ولا وجود حقيقيا لها أصلاً، لأن هناك حكومة وحدة وطنية، تم الاتفاق عليها، وحماس تشارك في هذه الحكومة، لكن كان هناك ولايزال مشروع لـ«حماس» لإقامة سلطة تصف نفسها بـ«الإسلامية» كجزء من مشروع إسلامي، وعموماً لم يكن هناك أي مبرر لوجود ما يسمى بـ«اللجنة الإدارية» المزعومة التي رفضت حكومة الوحدة الوطنية. الآن حماس رضخت تحت ضغوط كثيرة، مثل فقدان حلفائها وإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منذ بداية العام الجاري، أنه لن يموِّل الانشقاق في غزة، مما أصاب حماس بأزمة اقتصادية شديدة اضطرت معها للاستسلام وقبلت بحل «اللجنة الإدارية». • هل يعني حل هذه اللجنة التوصل إلى مصالحة حقيقية؟ - هناك مشكلة كبرى، وهي أن سجل حماس في هذه المسألة غير مطمئن، فهي تحاول استنساخ نموذج «حزب الله» في لبنان، أي أنها تسيطر سياسياً وأمنياً على قطاع غزة، أما الشؤون الإدارية والمالية فمازالت في يد السلطة الفلسطينية، لكن تبقى لـ«حماس» الكلمة العليا في ملفات الأمن والسياسة، وهذا أمر غير مقبول، وبالتالي أعتقد أن الطريق مازال طويلاً، كما أن حركة فتح رحبت على لسان نائب رئيسها محمود العالول بهذه الخطوات، لكننا في انتظار عودة الرئيس عباس من نيويورك للجلوس بوضوح ومناقشة التفاصيل- التي يكمن فيها الشيطان- ومدى الجدية في الالتزام من جانب حماس. • لماذا يظهر التخوف دائماً من عدم التزام حماس؟ - كانت هناك اتفاقات عديدة ومحاولات للمصالحة في الماضي، بداية من اتفاق مكة في 2007، مروراً بالقاهرة 2009، و2011، وصولاً إلى الدوحة 2012 واتفاق الشاطئ 2014، ثم نقضت حماس كل هذه الاتفاقات، وبالتالي كيف تستقيم علاقة بين حماس وفتح ومصر في ظل الإعلان الصريح من حماس وكادرها يحيى السنوار أن هناك تحالفاً استراتيجياً مع إيران، هذا سبب المخاوف، إذ يمكن أن ينفجر هذا الاتفاق كما حدث في السابق، فتاريخ حركة حماس يشير إلى أنه «لا يجب إعطاؤها الأمان»، وأنها لا تعتد بأي اتفاقات.
مشاركة :