يستغيث آلاف من الروهينجا المسلمين في شمال غرب ميانمار، الذي يعصف به العنف، بالسلطات للسماح لهم بمرور آمن من قريتين نائيتين انفصلتا عن العالم الخارجي بسبب البوذيين المعادين ونقص الغذاء.وقال ماونج ماونج وهو مسؤول من الروهينجا في قرية (آه نوك بين) عبر الهاتف «نشعر بالرعب. سنموت من الجوع قريباً وهم يهددون بحرق منازلنا».وقال شخص آخر من الروهينجا وطلب عدم نشر اسمه، إن بوذيين من ولاية راخين جاؤوا إلى القرية نفسها وصاحوا قائلين «غادروا وإلا سنقتلكم جميعاً».من جهته، قال تن موانج سوي أمين حكومة ولاية راخين، إنه يعمل عن كثب مع السلطات في منطقة راثيدوانج وإنه لم يتلق معلومات بشأن مناشدة من الروهينجا لتوفير ممر آمن، وقال عندما سئل عن التوترات المحلية «لا شيء يدعو للقلق. راثيدونج الجنوبية آمنة تماماً».من جهة اخرى قالت وكالة إغاثة أمس الأحد، إن لاجئين من الروهينجا قد يلقون حتفهم، بسبب عدم كفاية الكميات المتاحة من الغذاء والماء والمأوى للأعداد الكبيرة منهم التي هربت إلى بنجلادش من العنف في ميانمار، فيما شدد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس على أن أمام زعيمة ميانمار أون سان سوكي «فرصة أخيرة»، لإنهاء أزمة اللاجئين الروهينجا.وفر ما يقارب من 410 آلاف من أقلية الروهينجا المسلمة من ولاية راخين غرب ميانمار لبنجلادش هربا من هجوم عسكري عليهم وصفته الأمم المتحدة بأنه «مثال واضح للتطهير العرقي».وقال مارك بيرس مدير وكالة (انقذوا الأطفال) للإغاثة في بنجلادش في بيان: «يصل العديد من الناس جوعى ومرهقين بلا غذاء ولا ماء. أنا قلق لأن الطلب بالأخص على الغذاء والماء والمأوى والمتطلبات الصحية الأساسية لا يلبى بسبب الأعداد الكبيرة من المعوزين. إن لم تتوافر للأسر احتياجاتها الأساسية فسيسوء الوضع الذي يعانونه وقد يلقى البعض حتفهم».وقال بيرس إنه ينبغي رفع درجة الاستجابة الإنسانية للوضع، مضيفاً أنه «لن يتحقق ذلك إلا إذا قام المجتمع الدولي بزيادة التمويل».وقال كريس لوم من المنظمة الدولية للهجرة «يعيش الناس في هذه الأوضاع الطينية السيئة. يجب أن تأخذهم إلى مكان ما يمكن أن تصل إليه المساعدات. لا يمكن إيصال المياه النظيفة والصرف الصحي إلا في بيئة منظمة».ودعت الولايات المتحدة إلى حماية المدنيين ومن المقرر أن يصل باتريك ميرفي نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إلى ميانمار الأسبوع الجاري، وسيزور سيتوي عاصمة ولاية راخين ويلتقي بمسؤولين حكوميين وممثلين عن الطوائف المختلفة، بما يشمل ممثلين عن الروهينجا، لكنه لا يسعى لزيارة منطقة الصراع في شمال ولاية راخين.من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريس، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)،: «أتوقع أن تكون زعيمة ميانمار سوكي قادرة على احتواء الأزمة، وأن تكون قادرة على قلب الوضع»، وأضاف: «لديها فرصة، لديها فرصة أخيرة، في رأيي، للقيام بذلك». وأقر بأن لجيش ميانمار أيضاً دوره الذي يتعين عليه القيام به، وقال إن «المأساة ستكون مروعة بكل تأكيد» إذا لم تتبدل الأوضاع.إلى جانب ذلك، دعا قائد جيش ميانمار الجنرال مين اونغ هلاينغ البلاد إلى الاتحاد حول «قضية» الروهينجا، الأقلية المسلمة التي اعتبر أن لا جذور لها في ميانمار، والتي يواجه جيشه اتهامات بممارسة التطهير الممنهج ضدها.وقال هلاينغ في تعليقات نشرها على صفحته على موقع فيسبوك السبت: «يطالبون بالاعتراف بهم كروهينجا، الجماعة التي لم تكن يوما مجموعة إثنية في ميانمار، قضية البنجاليين قضية وطنية ونحتاج إلى الوحدة لجلاء الحقيقة». (وكالات)
مشاركة :