وصل الإعصار «تاليم» بعدما أصبح عاصفة مدارية إلى جزيرة كيوشو الواقعة في جنوب اليابان، متسبباً في أمطار غزيرة ورياح عاتية وإلغاء الرحلات الجوية وتعطل حركة القطارات في المناطق الواقعة في جنوب غربي اليابان . وأعلنت وكالة الأرصاد الجوية أن الإعصار وصل مع رياح سرعتها 162 كيلومتر، محذرة من أمواج ضخمة وفيضانات واحتمال وقوع انزلاقات للتربة. وتم إلغاء ما لا يقل عن 644 رحلة جوية، بحسب قناة «إن إتش كاي» العامة ، فيما أعلنت الشركة المحلية للسكك الحديد «جاي آر كيوشو رايلواي» تعليق حركة القطارات على جميع الخطوط الرئيسة في المنطقة. ومن المتوقع أن يتوجه الإعصار لاحقا إلى الشمال مع هطول الأمطار على قسم كبير من البلاد ضمنه طوكيو. وقبل وصوله إلى كيوشو، حل الإعصار على جزر أرخبيل أوكيناوا الصغيرة، حيث سجلت مدينة مياكو الأمطار الأكثر غزارة خلال 24 ساعة منذ 50 عاما. وتحركت العاصفة تجاه الشمال الشرقي، وقد تثير رياحاً قوية بمنطقة طوكيو بحلول مساء اليوم. وذكرت «هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية» أمس أن بعض السلطات المحلية على الجزيرة أمرت السكان بترك منازلهم، وألغيت رحلات جوية. وفي فيتنام، انصرف سكان وسط البلاد أمس، إلى تصليح منازلهم ومتاجرهم و‘عادة بنائها بعد المرور المدمر لواحد من أقوى الأعاصير في السنوات الأخيرة والذي أسفر عن مصرع أربعة أشخاص على الأقل. وضرب الإعصار «دوكسوري» بعد ظهر الجمعة الماضي وسط فيتنام، وألحق اضراراً في آلاف المنازل وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات في عدد كبير من الأقاليم. وفي ها تنه، حلت محل المنظر الرائع للشاطىء الذي عادة ما يجتذب المصطافين، مناظر دمار مؤثرة. وقالت ماي تي تينه التي أتى الإعصار على كامل مطعمها، في تصريح لوكالة «فرانس برس»، «بقيت جالسة في منزلي، ووضعت يدي وراء أذني، ولم اجرؤ على الخروج لأني كنت اشعر بالرعب». واضافت «ما زالت الكهرباء مقطوعة، لا نستطيع فعل أي شيء. لا أعرف المدة التي نحتاج اليها حتى نتعافى». وقتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب ثمانية، كما ذكرت الوكالة الفيتنامية لأجهزة الإغاثة التي أوضحت إن حوالى 123 ألف منزل قد تضرر في الإقاليم الخمسة التي شملها الإعصار. وقال تران نغوك خانغ، المدرس المتقاعد (70 عاماً) إن «الرياح كانت عنيفة حتى اني اختبأت تحت سريري. أنا عجوز، لكني مع ذلك خائف من أن أموت». وتفقد رئيس الوزراء نغوين كوان فوك إقليم ها تنه اليوم، لتقويم حجم الأضرار. وقال في تصريح تلفزيوني «علينا أن نسارع إلى استنفار قوانا لتصليح المنازل والمدارس المتضررة. ويجب أن نبذل قصارى جهدنا حتى يستأنف الناس حياتهم الطبيعية». وتم إجلاء حوالى 80 ألف شخص، وكانت الحكومة نشرت 250 ألف جندي على طول السواحل، تحسباً لوصول «دوكسوري». وتتعرض فيتنام لأكثر من عشر عواصف أو أعاصير سنوياً. وتفيد الإحصاءات الرسمية أن 140 شخصاً لقوا حتفهم أو اختفوا منذ بداية السنة. وتحصل العواصف بين أيار (مايو) وتشرين الأول (أكتوبر)، أثناء الرياح الموسمية، ودائماً ما يكون الساحل الأوسط عرضة للعواصف والأعاصير. وقتل العام الماضي، حوالى 235 شخصاً، وكلفت الكوارث الطبيعية البلاد أكثر من 1.4 بليون دولار.
مشاركة :