اختتام مؤتمر مسلمي أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي وهذه تفاصيل الجلسة الأخيرة

  • 9/18/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت أمس، جلسات المؤتمر الدولي الـ30 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي ينظّمه مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تحت عنوان "الهوية الإسلامية للأسرة المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وسبل المحافظة عليها". وشهدت الجلسة الأخيرة من جلسات المؤتمر، مشاركةَ عدد من الدعاة والعلماء بأوراق عمل تناولت محور الجلسة الذي جاء بعنوان "دور المؤسسات الإسلامية والمدارس والإعلام في المحافظة على الهوية الإسلامية". وبدأت أعمال الجلسة بورقة عمل قدّمها نائب رئيس التجمع الإسلامي الفنزويلي مدير المركز العالمي للتواصل الحضاري بفنزويلا الدكتور أحمد عبده، عدّد فيها الأسباب التي تؤدي إلى ضياع الهوية الإسلامية لدى الأسرة المسلمة، وهي: ضعف الصلة بين الآباء والأبناء، وضعف التعليم، وعدم المساواة، وقلة المساجد والمدارس الإسلامية في بلاد غير المسلمين. كما أكد الدكتور "عبده" ضرورة إنشاء المساجد والمصليات للأقليات المسلمة في كل مكان؛ نظراً لأهمية دور المسجد في المجتمع الإسلامي، ولكونه حجر الأساس لهذا المجتمع ومحور حركته، إضافة إلى ضرورة إنشاء المدارس الإسلامية والجامعات والمعاهد، وإسهامها في إحياء التراث والتاريخ الإسلامي وربطه بالحاضر، عن طريق عقد المحاضرات والمؤتمرات والدروس العلمية بشكل منتظم؛ مشيراً إلى أهمية أن تعمل الجمعيات والمؤسسات الإسلامية على تقوية العقيدة والإيمان والتوحيد والوعي لدى الأسر المسلمة، وزيارة هذه الأسر في بيوتها بشكل مستمر لتفقد أحوالهم وتفادي خطر ضياع العقيدة وزعزعة الإيمان وانتشار البدع، وتوعيتهم للرد على الشبهات التي يبثها أعداء الإسلام، إلى جانب الاهتمام باللغة العربية وذلك لشدة ارتباطها بالقرآن الكريم والإسلام وأثرها البالغ في وحدة الأمة الإسلامية. ودعا نائب رئيس التجمع الإسلامي الفنزويلي، المؤسساتِ الإسلاميةَ إلى الاهتمام بالشباب المسلم؛ نظراً لكونه الأكثر استهدافاً من أعداء الدين ومن أكثرهم عُرضة للضياع، ومحاولة إنشاء قناة إذاعية وتلفزيونية إسلامية دعوية لتوعية المجتمع الإسلامي ونشر الثقافة الإسلامية؛ ليكون المجتمع محصناً من الضياع والذوبان في المجتمعات الغربية. واختتم الدكتور أحمد عبده، مشاركته في الجلسة الأخيرة من جلسات المؤتمر؛ مشدداً على أن من أعظم وسائل حفظ الهوية الإسلامية في المجتمعات غير الإسلامية؛ دعوةُ غير المسلمين للدخول في دين الله؛ لأن الانشغال بالدعوة خير السبل إلى استقراره في نفوس المؤمنين به، كما أن الحرص على إدخال الناس في دين الله يرسخ الأخلاق الحميدة في نفوس الدعاة، ليكونوا قدوة صالحة لمن يدعونهم، إضافة إلى أن اهتداء غير المسلمين للإسلام، يشجع أهل الإسلام ويرفع معنوياتهم تجاه استمرارهم على الالتزام بدينهم. وبدوره، أكد مسؤول المركز الثقافي الإسلامي بكوستاريكا عمر بن عبدالعزيز، أهمية أن تتبع المراكز عدداً من الوسائل للإسهام في المحافظة على الهوية الإسلامية، ومنها التمسك بالقرآن الكريم؛ وذلك بتعليمه وتحفيظه والحرص على تفسيره للمسلمين، وضرورة العمل على إعداد مشروع استراتيجي وفق خطط مدروسة من المراكز والجمعيات الإسلامية المختلفة؛ للتعاون الجاد فيما بينها للمحافظة على الهوية الإسلامية، والعناية بتوجيه الشباب المبتعثين للعمل أو للدراسة في الخارج، وإقناعهم بالأساليب المناسبة بأهمية المحافظة على هويتهم والعمل على تهيئة محاضن تربوية إسلامية مناسبة لأسرهم وأطفالهم؛ حتى لا تحدث فجوة بينهم وبين مجتمعاتهم عند عودتهم، ومحاورة الشباب الذي تأثروا بالثقافات الأخرى وانسلخوا من هويتهم الإسلامية. ومن جانبه نوّه المدير الديني في المدرسة الإسلامية البرازيلية محمد بن أحمد إمامة، بفكرة إقامة المدارس الإسلامية؛ مشيراً إلى أن هذا المشروع يتطلب أن تقام الشعائر الدينية في المدرسة، وألا يستثنى غير المسلمين من الطلبة من أي قوانين داخلية، وأن تحرص المدرسة الإسلامية على إيجاد مناهج خاصة بها على الصعيدين الديني والعربي والمواد العلمية، وأن يكون المعلمون بالمدرسة مسلمين أكفاء قادرين على القيام بمهامهم التربوية على أمثل وجه، إضافة إلى ضرورة أن يكون في المدرسة مسجد تقام فيه الصلوات بما فيها الجمعة. كما قدّم مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية قاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش، بحثاً بعنوان "الإعلام الإسلامي ودوره في التشكيل الفكري والتربوي للأسرة المسلمة"، أكد فيه أهمية وضع العديد من الضوابط الدينية للإعلام؛ وذلك لضمان توجيه المسار الإعلامي للالتزام بالضوابط الدينية وبأمانة نقل الرسالة الإعلامية في حيادية وعدالة ونزاهة، وليأخذ العمل الإعلامي صبغة المصداقية ويدعم بالمبادئ الأخلاقية. وبيّن الدكتور "الهباش" أن الضوابط الدينية للإعلام تتضمن: التثبت من صدق وحقيقة المعلومة، والتقيد بالصدق في نقل المعلومة، والحصول على المعلومات بطرق مشروعة، والحفاظ على خصوصية أفراد المجتمع وحفظ الأسرار، وحسن الخلق والإعراض عن المنكر وما يروج له، وقبول المعروف والأمر به، وفهم وإدراك الرسالة ومضامينها ووضوحها. وعقب ذلك، قدّم عدد من العلماء بحوثاً باللغة البرتغالية، تناولوا فيها -كلٌّ بدوره- المهامَّ والأدوار المنوطة بالمراكز والجمعيات الإسلامية في المحافظة على الهوية الإسلامية للأسرة المسلمين. واستعرض المشاركون في ختام الجلسة الأخيرة من جلسات المؤتمر، عدداً من نماذج المدارس الإسلامية في البرازيل وآثارها الإيجابية في الحفاظ على الهوية الإسلامية.

مشاركة :