إن الرجل خُلق بطبيعة استقلالية، بعكس المرأة التي خُلقت لتكون جامعة بين استقلالية نفسية وشخصية، واندماج عاطفي، وشعوري، في كون عاطفة الأمومة التي جُبلت عليها هي الطاغية وسيدة مواقف حكمتها التي تمزج الحب بالذكاء. فالمرأة مخلوق عاطفي متزن، وعاطفتها هي القوة والمخزون اللآمنتهي، والمتجدد، والذي لا ينقطع ولا يموت أبدا بل هو في نمو دائم، وفي جذوة مستمرة. أما بالنسبة للرجل، فالوضع مختلف سيكولوجيا، في كون عاطفته تظهر في فترات معينة، وأوقات محددة. أما المرأة فعاطفتها متجلية أغلب الوقت. الرجل في عاطفته داخلي عميق، والمرأة ظاهرية مشتعلة في كونها تحاول تهذيب العالم بالحب وبمشاعر انفعالية دافئة. قد تتساءل المرأة كيف لي أن أتوافق مع الرجل بطريقة تضمن لي الاتزان العاطفي بالشكل الجيد. أجيبها بأن الحب لا يُحلل، ولا يبرمج، ولا يُعرّف! لأنها لو دخل لكل تلك المتاهات فقد جماليته! ولكن ليتم توافقكِ مع جنس آدم أصغي إلي/لكل امرأة ذكية.. أكشف لكِ السر الذي ربما يدهش جنس آدم قبل حواء! إن أردتِ الوصول للتوافق العاطفي مع الرجل، يلزمك تجويعه عاطفيا! لا أقول حرمانه، وفرق كبير بين التجويع والحرمان، والمرأة الفطنة هي من ستفهم ما أقصده تماما. الرجل حين يشبع بطريقة عميقة، يختنق ويغرق حد البحث عن متنفس ومخرج! يحتاج إلى الاتزان، إلى المرأة السهلة الممتنعة، إلى التي تخلق استقلاليتها، لا استغنائها عنه، وفرق كبير بين الاستقلالية والاستغناء. والذكية أيضاً هي من ستفهمني هنا! الرجل يا حواء يحتاج إلى حريته وراحته واستقلاليته ومساحته الخاصة، وليس للمرأة التي تلازمه طوال اليوم، بالساعة والثانية، وتسأله عن كل شيء بشكل يجعله يمارس الهروب تعمدا. الرجل يا حواء ليس كصديقتك فلا تقومين بسؤاله عن مواضيع سيتحدث بها لكِ إن أراد وسيصمت إن أراد أيضاً، فلا تقومي بحشر حالك وباجباره بطريقة مؤذية ومتطفلة. إن الرجل يفضل المرأة التي تغار بحكمة، ولكن ليس تلك التي تغار بشكل يشعره بعدم ثقتها. الرجل يا حواء كالعجين، سهل التشكيل! ولكن كيف؟ ببساطة.. بحب ذكي، وبذكاءٍ مُحب! الرجل يا حواء يحب المرأة التي تحتاجه ولكن ليس للمرأة التي لا تعرف التصرف بدونه! لا يفضل المرأة التي تنسف نفسها وتنسى ذاتها، وتقوم بإلغاء شخصيتها من أجله، يراها امرأة ساذجة ولا يستطيع أن يحبها مهما فعلت ومهما بذلت، فستبقى تلك الضعيفة في نظره. كوني لينة الجانب ولكن بحكمة، أحبي ذاتك من أجلك أنت، لأنك تستحقين ذلك. فلا أجمل من أن يكون حبك لذاتك هو مصدر حبك للآخرين، وليس العكس! ..إن الرجل يا حواء جُبل على استطاعته وقدرته على الحب المتعدد، وتلك حقيقة ثابتة، سواء دينيا، أو سيكولوجيا.. فالحب لدى آدم مختلف في تركيبته وطريقة التعبير عنه تمام الاختلاف عنه لدى حواء. لأن الرجل قد يحب أكثر من امرأة في وقت واحد! قد يقول البعض أن تلك خيانه! ولكني لست أبرر للرجل طبيعة وضعها الله في عاطفته، في كونه قد يحب امرأة بعقله، وامرأة أخرى بقلبه، وامرأة ثالثة لكونها تشبه أمه، ورابعة في كونها جعلت من عاطفة الأبوة متوقدة لديه، وامرأة خامسة لكونها استطاعت على أن تختصر له النساء الأربع في امرأة واحدة! فالرجل قادر على أن يحب عشر نساء في وقت واحد! بينما المرأة لا تستطيع ذلك، لأن الذي وضع الأمومة في جسدها وروحها، أودع لديها الإخلاص لرجل واحد. والحب لرجل واحد. قد يعترض البعض على ما أقول ولكنها الحقيقة.. وأخيرًا القاعدة التي يلزم كل حواء أن تأخذ بها : أحبي ذاتك أولا، ولا تخنقي آدم بالحب، ولا تنشغلي به على الدوام، كوني حرة واصنعي له قالب حرية متزن، ولا تفتشي خلفه، ولا تتعبي قلبك بنفسك، كوني تلك التي في غيابها اشتياق، وفي حضورها اشتياق أيضا..!
مشاركة :