بعد نبذه باعتباره تخريبا متعمدا للممتلكات العامة الى البيع بملايين الدولارات في صالات العرض، أصبح فن الشارع اتجاها سائدا في الفنون، وجاذبا للمستثمرين لسبب بسيط وهو رخصه عند شرائه في البداية. يقول ستيف لازاريدس، وهو الرجل الذي يعود اليه الفضل في جلب فنان الشارع الشهير بانكسي الى صناعة الفن التجاري، إن فن الشارع يقدم عائدا قويا للاستثمار. ويضيف لازاريدس، الذي يملك الآن معرض لازاريدس راثبون في لندن، وهو مخصص لبيع فن الشارع، «قبل عقد من الزمان اذا أخذنا واحدة من تلك الأعمال الفنية التي بعتها بسعر 149.99 جنيها استرلينيا (192.10 دولارا)، فان قيمتها ستصل الى ما يزيد على 300 ألف الى 400 ألف جنيه استرليني (384 ألف دولار الى 512 ألف دولار)، وهو عائد جيد جدا على استثمار خلال فترة 10 سنوات. من 149.99 الى 400 ألف يعني زيادة بنسبة تزيد على %266.584». الحركة الفنية لها أصول في الكتابة على الجدران ومركبات النقل العام، لكن المستثمرين في الفن وجدوا وسيلة لشراء تلك الأعمال. أكثر تلك الأعمال الفنية شهرة قطعة من الجدار رسم عليها الفنان البريطاني بانكسي لوحة «فتاة تحمل بالونا»، أزيلت وبيعت في مزاد علني بمبلغ يزيد على 73 ألف جنيه استرليني. وقد ارتفعت أسعار المباني في شوريديتش في لندن، التى تتميز بهذا العمل الفني المبدع. داخل المعرض، يبيع الفنانون اللوحات الفنية المرسومة على القماش والرسومات المرسومة يدويا، ومن ثم تطبع بتكنيك خاص، وحتى الصور التي باتت تشكل الآن سوقا قوامها ملايين الدولارات. يقول لازاريدس «أفضل الفنانين يقدمون شيئا مختلفا في المعرض عما يفعلون في الشوارع، وخلال 15 عاما، كل ما رأيته حتى الآن هو الانتقال من قوة الى قوة». قد يكون بانكسي هو وجه مبيعات فن الشارع بملايين الدولارات، لكن لازاريدس يشير الى أن كثيرا من الفنانين المشاهير برزوا أيضا من الشوارع. اذ ينسى الناس مثلا كيف أن كيث هارينغ وجان ميشال باسكيات كانا من فناني الكتابة على الجدران (الغرافيتي)، وأنهما يبيعان لوحاتهما بعشرات الملايين من الدولارات، كما يقول لازاريدس. وقد بيعت لوحة لبسكيات بقيمة 110.5 ملايين دولار في مزاد سوثبي في نيويورك في وقت سابق من هذا العام. ويضيف لازاريدس «عندما بدأنا قبل 15 الى 20 عاما، كنا نطرد من كل مبنى، أما في الوقت الحاضر، فيرحبون بنا بأذرع مفتوحة». ويقول ديدييه جابا ماثيو، وهو فنان غرافيتي كولومبي، شارك في أعمال الكتابة على الجدران في جميع أنحاء العالم، وعرض أعماله مؤخرا في سنغافورة «قبل أربعين عاما، أي في السبعينات، كان الناس يقولون إن الكتابة على الجدران مجرد موضة وستزول. لا يزال فن الغرافيتي موضة منذ 40 عاما، وهو اتجاه في الفن باق ولن يزول». لكن عشاق الفن يشعرون بالقلق من أن الجانب التجاري قد يضر برسالة هذا الفن. فكما يقول ماثيو «فن الشارع عبارة أكثر قابلية للبيع؛ وتبدو أفضل من الكتابة على الجدران، التي ترتبط بالثقافة المضادة. فن الشارع موجود في ذهن الجميع، لكن ما يفعله كتاب الكتابة على الجدران في الشوارع هو الجوهر الحقيقي لهذا النوع من الفن».
مشاركة :