قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في نيويورك أمس، إن الوقت حان للتصدي بفعالية للأطراف الداعمة للإرهاب، ودفعها لتحمل مسؤولياتها، داعيا دولة قطر لإظهار رغبتها في عدم الإضرار بمصالح الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، من خلال التجاوب مع مطالب الدول العربية الأربع.وبدأ الرئيس السيسي زيارة إلى نيويورك أول من أمس، حيث يشارك في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويلقي خلالها بيان مصر أمام الجمعية العامة اليوم (الثلاثاء)، كما سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب غدا (الأربعاء).والتقى السيسي أمس بمقر إقامته في مدينة نيويورك مجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأميركي، تضم عدداً من الوزراء والمسؤولين والعسكريين السابقين، بالإضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث ودوائر الفكر بالولايات المتحدة الأميركية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي استعرض خلال اللقاء التطورات على الساحة الداخلية، مشيراً إلى أن مصر تخوض حرباً ضد الإرهاب والتطرف على مدار السنوات الماضية، وأن تلك الحرب لا يمكن مقارنتها بالحرب النظامية، ولكن يجب أن يتعامل معها المجتمع الدولي بمنهج شامل يتضمن 4 ركائز؛ تشمل مواجهة التنظيمات الإرهابية كافة دون تمييز، والتعامل مع مختلف أبعاد الإرهاب كالتمويل والتسليح والدعم السياسي والآيديولوجي، والعمل على الحد من قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد المقاتلين، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في المنطقة.كما تطرق أيضاً إلى الخطوات التي تتخذها مصر على صعيد التنمية الاقتصادية، ومسيرة التحول الديمقراطي وأوضاع حقوق الإنسان في مصر، مؤكداً أن ما تحقق يمثل خطوات ملموسة على صعيد التحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط، كما أكد أهمية أن تتفهم الدول الغربية هذه الحقائق وألا تحكم على الأمور بمنظور غربي، مشيراً إلى أن مصر حريصة على احترام وتعزيز حقوق الإنسان، وأنه لا يجب اختزال مفهوم حقوق الإنسان في الحقوق السياسية فقط، بل التعامل معه بمنظور شامل يتضمن أيضاً الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.وأضاف المتحدث أن السيسي أشار؛ تعقيباً على استفسارات الحاضرين حول المستجدات على الصعيد الفلسطيني، إلى أن «مصر بذلت على مدار الفترة الماضية جهوداً كبيرة مع الإخوة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من أجل تقريب وجهات النظر ورأب الصدع الفلسطيني، سعياً لتحقيق المصالحة الفلسطينية وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة». كما لفت إلى أن تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يمكن فرضه من الخارج، بل يجب أن ينبع عن قناعة وإرادة حقيقية من الجانبين، منوهاً بأن ما تبذله مصر من جهود يأتي في إطار توفير البيئة المواتية للتوصل إلى تسوية عادلة بين الجانبين.ورداً على سؤال حول أزمة قطر، أكد السيسي أنه حان الوقت للتصدي بفعالية للأطراف الداعمة للإرهاب ودفعها لتحمل مسؤولياتها، مشيراً إلى أنه على قطر إظهار رغبتها في عدم الإضرار بمصالح الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك من خلال التجاوب مع مطالب الدول العربية الأربع.وحول أوضاع الجمعيات الأهلية في مصر عقب إقرار القانون الجديد ذي الصلة، أوضح الرئيس أن الحكومة تعد الجمعيات الأهلية شريكاً مهماً في مسيرة التنمية، وتدعم دورها، وأن مجلس النواب اعتمد قانوناً لتقنين أوضاعها في ضوء المحاذير الكبيرة التي تولدت لدى المجتمع من عمل بعض هذه الجمعيات خلال السنوات الماضية.وأوضح أنه تم التصديق على قانون الجمعيات الأهلية الجديد احتراماً للإطار الدستوري وسلطة مجلس النواب، مضيفاً أنه لم يتم البدء في تطبيق أحكام القانون بعد، وأنه يجري حالياً إعداد لائحته التنفيذية من أجل التوافق حول آليات تطبيقه بما يضمن عدم وضع العراقيل أمام عمل الجمعيات الأهلية.وكان الرئيس السيسي قد استقبل في نيويورك أيضا الأمير خالد بن سلمان؛ سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، وكذلك وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، في لقاءين منفصلين.وقال السفير علاء يوسف إن سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن نقل للرئيس السيسي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، مؤكداً قوة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وحرص المملكة على تعزيزها في مختلف المجالات.وأضاف أن الرئيس السيسي أكد اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، مشيراً إلى أهمية تدعيم أواصر هذه العلاقات على جميع الأصعدة، بما يساهم في تعزيز التضامن العربي في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة العربية.وأوضح أن اللقاء تناول عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ لا سيما سبل التوصل لحلول سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، بما ينهي المعاناة الإنسانية لشعوبها.وخلال استقباله الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الوفد الإماراتي في اجتماعات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أشاد السيسي بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً على أهمية مواصلة العمل على تطويرها في شتى المجالات، كما أشار إلى أن المرحلة الراهنة بما تفرضه من تحديات تستلزم تضافر جميع الجهود العربية لتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة محاولات التدخل في شؤون الدول العربية وزعزعة استقرارها.وأضاف أن الشيخ عبد الله بن زايد، أعرب عن اعتزاز الإمارات بالعلاقات المتميزة مع مصر، مؤكداً أهمية مواصلة العمل على تعزيز أطر التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، كما أشاد بمستوى التنسيق والتشاور المكثف مع مصر للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها الإرهاب، مشيراً إلى أهمية التكاتف العربي والوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات تهديد أمن واستقرار الشعوب العربية.
مشاركة :