رئيس كوريا.. جامع القمامة!!

  • 9/19/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كتاب «الطريق الوعر.. السيرة الذاتية» للرئيس لي ميونج باك رئيس جمهورية كوريا والرئيس التنفيذي السابق لهيونداي، في حقيقته لا يسرد قصة نجاحه الشخصي فحسب، بل يروي حكاية أمه، وأثرها فيه وفي عمله بالنهوض ببلده التي تمكنت من الانطلاق من جحيم الفقر إلى نعيم الثراء، ومن وهدة الجهل إلى ذرى العلم والتقدم التكنولوجي، حتى أصبح الاقتصاد الكوري اليوم يحتل المرتبة الثالثة عشرة على مستوى العالم. ويذكّر الكتاب بالمبادئ والقيم التي ينبغي أن يتمثلها كل امرئ يصبو إلى أن يكون صاحب أعمال أو رجل دولة أو قائدًا للمستقبل.يقول لي ميونج باك في كتابه: إنه كان في الثانية عشرة من العمر عندما انتهت الحرب الكورية عام 1953، وكانت أسرته تعاني فقرًا مدقعًا؛ كغيرها من الأسر الكورية، وخلال فترة طفولته المبكرة كان يساعد أمه على بيع قطع الكعك في السوق المحلية؛ ليتمكن من إعالة أسرته، وتوفير مصروفاته الدراسية. وعلى الرغم من تفوقه في المدرسة فإنه لم يتمكن من الذهاب إلى المدرسة الثانوية التي كان يحلم بها لأنه كان يعمل من أجل توفير المصروفات الجامعية لأخيه الأكبر. الأمر الذي اضطره للالتحاق بمدرسة ثانوية تجارية ليلية، وكان يعفى من الرسوم الدراسية بسبب تفوقه، وبعد أن تخرج من المدرسة الثانوية التجارية انتقل إلى سيول، حيث حاول الالتحاق بالخدمة العسكرية ليتخلص من حياة الشقاء؛ لكنه لم يجتز الفحص الطبي بسبب اعتلال صحته. ثم قرر أن يلتحق بكلية التجارة في جامعة كوريا عام 1961، وأن يعمل جامع قمامة من أجل توفير المصروفات الجامعية. وخلال فترة الجامعة توسعت مداركه وبدأ يفكر في الناس والوطن وما يعنيان له؛ فرشح نفسه لرئاسة اتحاد الطلبة في كليته، وفاز بها، ثم شارك في حركة الثالث من يونيو عام 1964 الاحتجاجية الطلابية الرافضة لسياسة تطبيع العلاقات مع اليابان، والمطالبة بإسقاط النظام المستبد، وتطبيق الديمقراطية. فاعتقلته أجهزة الأمن وحكم عليه بالسجن سنتين، لكنه خرج بعد أربعة أشهر بسبب الضغط الشعبي. وبعد تخرجه من الجامعة التحق بشركة هيونداي موظفًا صغيرًا ونتيجة لجده ومثابرته وابتكاره أصبح رئيسًا لها وحوّلها إلى مؤسسة عالمية ضخمة. وفي عام ١٩٩٢ استهل باك حياته السياسية عضوًا في الجمعية الوطنية، وفي عام ٢٠٠٢ انتخب عمدة لمدينة سيول، وفي عام ٢٠٠٧ رشح رئيسًا لكوريا.هذا نموذج من نماذج كثيرة يجب أن يحتذى به في العزيمة والمثابرة وفي طلب العلم والمعرفة والتفوق والابتكار، وأن يُقدّم لشبابنا تشجيعًا لهم في تحقيق أهدافهم وأحلامهم، وصدق الشاعر بقوله:«ذُو العَقْلِ يَشْقَى فِيْ النَّعيم بِعَقْلِهِوأَخُو الجَهَالَةِ فِيْ الشَّقَاوةِ يَنْعَمُ».

مشاركة :