ندوة «مستقبل الأزمة القطرية»: الضغط كفيل بردع الدوحة عن سلوكها الخاطئ

  • 9/19/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

العين:راشد النعيمي أكد أكاديميون وباحثون من الإمارات والكويت والبحرين على أهمية الضغط على قطر لثنيها عن سلوكها الخاطئ، ودفعها للاستجابة للمطالب المشروعة للدول الأربع لإنهاء الأزمة، مشيرين إلى أن الأزمة أعادت مجلس التعاون الخليجي إلى المربع الأول، وأن القضية أظهرت أن هناك من يبحث عن ثغرة لتفكيك منظومة مجلس التعاون وهو ما يفسر دخول إيران وتركيا على الخط من جانب قطر التي تحولت إلى أداة ينفذ بها ذلك.وأشار الباحثون، خلال الندوة الحوارية الخاصة حول الأزمة القطرية تحت عنوان «واقع ومستقبل الأزمة القطرية السياسي والاقتصادي والإعلامي» التي نظمها مركز جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة، إلى التأثير السيئ الذي طال الاقتصاد القطري وشمل جميع القطاعات وأسفر عن خسائر كبيرة، كما نبهوا إلى دور الإعلام المهم كقوة ناعمة أشركت الشعوب ورفعت مستوى وعيها لتدرك ما يحاك حولها.وحفلت الندوة التي حضرها الأستاذ الدكتور محمد البيلي مدير جامعة الإمارات ونواب المدير والقيادات الأكاديمية وجمع غفير من الطلبة الذين ضجت بهم القاعة بجملة من النقاشات والمداخلات التي دارت حول أبعاد الأزمة.في كلمته الافتتاحية قال الدكتور عتيق جكة المنصوري رئيس مركز جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة إن المنطقة تشهد أزمة سياسية واقتصادية وإعلامية حادة بسبب السياسات القطرية ومقاطعة دول مكافحة الإرهاب والتطرف (السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر) لقطر. وجاءت هذه المقاطعة بسبب استمرار قطر في دعم الجماعات الإرهابية والمتشددة التي تعمل على تفكيك مؤسسات الدولة بالسلاح والمال، وإيواء العديد من رموز هذه الجماعات على أرضها، وتسخير الآلة الإعلامية لها بهدف كسب التعاطف الجماهيري، وإبراز خطابها عبر توفير المنصة لقياداتها، وخاصة من خلال استضافتهم على قناة «الجزيرة» القطرية. وأضاف لقد حاولت دول المقاطعة ثني قطر عن سياساتها تلك وفقاً لما عرف باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي في 2014 والذي كان يدعو إلى وقف الدعم لتنظيم «الإخوان المسلمين» وطرد عناصره من قطر، والالتزام بالتوجه السياسي الخارجي لدول مجلس التعاون الخليجي، وعدم استضافة أفراد معادية له. كما لم تتوان قطر عن مواءمة إيران الداعمة للتنظيمات الإرهابية في المنطقة لسياساتها التخريبية لدول الجوار والتوسعية الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار هذه الدول والهيمنة على قرارها السيادي مشيداً بالدور البناء الذي تلعبه دولة الإمارات في مواجهة التطرف، ودعم استقرار المنطقة والمحافظة على أمنها الوطني وهويتها، ولأهمية هذا الدور في الضغط على قطر لثنيها عن سلوكها الخاطئ، ولدفعها للاستجابة للمطالب المشروعة للدول الأربعة لإنهاء الأزمة. وتحدث الدكتور عايد المناع، الباحث والمحلل السياسي الكويتي، مشيراً إلى أنه ليس منا من يكره قطر على الإطلاق؛ حيث نجحنا سابقاً فيما فشل فيه الآخرون وهو تأسيس مجلس التعاون الذي كنا نعتقد أنه خطوة أولى لما هو أكبر لكن للأسف فإن هذه الأزمة أعادتنا للمربع الأول، لكننا جميعاً ورغم ذلك نريد أن تعود قطر إلينا ولا تذهب بعيداً. واستعرض المناع، جذور الأزمة التي بدأت في 1995 بانقلاب في قطر وما تلاه وصولاً إلى اتفاق الرياض؛ حيث بقيت العقدة القطرية من الإمارات والسعودية، باقية في قلب القيادة القطرية خاصة الحمدين الذين بدأوا بالإثارة عبر إنشاء قاعدة العديد ومن ثم احتضان الهاربين من بلدانهم وجمعهم في الدوحة والاستعانة بمدفعية إعلامية بعيدة المدى تسمى قناة «الجزيرة»، التي كانت الكويت أول ضحاياها ثم جاءت «أكاديمية التغيير» التي وجدت لجمع الشباب من الخليج للقيام بأعمال عدائية بحجة التصدي والتمرد. وقال إن القيادات الخليجية كانت تنصح قطر بوجوب العدول عن هذه التصرفات، لكنها كانت تتحجج بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو كلام للاستهلاك فقط، وهو ما أدى إلى أن طفح الكيل وبدأت المحادثات ليتم سحب السفراء بسبب تلقي الضربات ممن كان يفترض أن يكون شريكاً. ونوه المناع بجهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والجهود الكبيرة التي بذلها للتهدئة وأسفرت عن عودة السفراء بموجب اتفاق الرياض المعروف ببنوده التي نقضتها قطر ولم تنفذها لتتجدد الأزمة بسبب ذلك.كما تحدث في الندوة الدكتور محمد بن هويدن رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات، الذي أشار إلى أن ما حدث من قطع العلاقات والمقاطعة مع قطر من جانب السعودية والإمارات والبحرين ومصر أمر طبيعي، وحق سيادي لأي دولة، ضد طرف يعبث بأمنها ويهدد استقرارها، خاصة أن دول الخليج لم تشهد من قبل تدخلاً من هذا النوع الذي يستهدف ضرب الكيان الأساسي للدول؛ حيث كانت الخلافات السابقة عادية لم تصل إلى محاولة ضرب النسيج السياسي، لذلك ما فعلته قطر أمر خطر للغاية لأنه يمس ديمومة وكينونة الدول الأخرى وهو أمر مرفوض في جميع الشرائع والقوانين.وقال ابن هويدن: إن ما تفعله قطر له تفسير واحد؛ وهو أنها دولة مختطفة، والدليل على ذلك أنها لا تحقق مصلحتها الوطنية فيما تفعل، مشيراً إلى أن هناك جماعة اختطفت قطر وقرارها السياسي، متوقعاً عدم وجود حل للأزمة في الوقت القريب بسبب تعنت قطر وإجهاضها للوساطات.وحول المحور الاقتصادي للأزمة القطرية تحدثت الدكتورة فاطمة الشامسي نائب مدير جامعة السوربون في أبوظبي بتفصيل شامل عن واقع ومستقبل الأزمة القطرية اقتصادياً مشيرة إلى أن السلوك اللاعقلاني لحكومة قطر ،أثّر على أدائها ونظامها الاقتصادي حيث تأثرت القطاعات الاقتصادية فيها بشكل كبير من جراء المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع. وأشارت إلى أن هناك 30 مليار دولار خرجت من النظام المصرفي القطري إلى جانب 38.5 مليار دولار، ذهبت كدعم من المصرف المركزي القطري بسبب ارتفاع عجز الموازنة، كما سجل قطاع الاتصالات والسلع والقطاع المالي انخفاضاً كبيراً بنسب 26% و 32% و17% على التوالي كما تراجع الإنتاج الصناعي في الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 2.2 % وسجل النمو الاقتصادي تباطؤاً وصل إلى 2% في عام 2017. وأضافت أن الأزمة الاقتصادية تسببت أيضاً في تقليص خطط الإنفاق الرأسمالي وانخفاض صافي الأصول الأجنبية وكذلك عجز الموازنة العامة واللجوء للتمويل الخارجي إلى جانب تراجع عدد الزوار الخليجيين بنسبة 70% مما أثر على جميع الخدمات والقطاعات داخل قطر، إلى جانب تأثر قطاع النقل والتجارة الخارجية وانكماش الفائض التجاري واللجوء لطرق بديلة للاستيراد مما أدى إلى ارتفاع التكلفة إلى 10 مرات حسب تصريح وزير الخارجية القطري.وتناولت الإعلامية البحرينية سوسن الشاعر، في حديثها المحور الإعلامي للأزمة موضحة أن الإعلام هو الكتيبة رقم 1 وأن جنوده ليسوا من رجال الإعلام فقط؛ بل كل شرائح المجتمع خاصة أن ثورات ما يسمى «الربيع العربي» عرفت ذلك فاستغلت المواطن البسيط وسعت إلى تجييشه واستغلاله، لذلك فإن الإعلام مهم كقوة ناعمة بحيث يتم إشراك الشعوب ورفع مستوى وعيها لتدرك ما يحاك حولها خاصة أن المنطقة مستهدفة بكل دولها.وتناولت الشاعر، الدور الإعلامي التآمري الذي لعبته قناة «الجزيرة» ضد البحرين والذي تم كشفه بالأدلة من خلال الاتصالات الهاتفية وصور التحويلات المالية التي استهدفت دعم المعارضين سعياً للبلبلة. كما أشادت بالإعلام الإماراتي وتعامله مع الأزمة مع قطر، قائلة إن من مكامن القوة فيه أنه وظف هذه الأزمة في دعم الوحدة والهوية الوطنية والوقوف صفاً واحداً ضد التآمر والإرهاب. وقد نجح الإعلام الإماراتي عبر وسائله التقليدية وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي في صنع نماذج إماراتية إعلامية واعية، ساهمت في التعريف بأبعاد الأزمة ونشر الحقائق والدفاع عن الإمارات، مما أظهر المجتمع الإماراتي في خطاب واحد ولغة واحدة. كما أشادت بانصهار المجتمع الإماراتي في قالب واحد للمواجهة، أدى إلى الاعتماد على النفس في المواجهة وعدم الاستعانة بالآخرين وهو الذي أدى إلى نشاط كبير للصحف التقليدية، وظهور ناشطين إماراتيين مؤثرين من الرجال والنساء، ومواقع إماراتية حققت نسبة كبيرة من المتابعين وزيادة عدد ساعات البث ومساحات معالجة الأزمة في الصحف لينجح الإعلام بذلك في مواكبة حجم الطلب عليه ونجح أيضاً في التناغم مع إعلام دول المقاطعة، من خلال الشراكة في العرض وعدم احتكار المعلومة عبر التنسيق المشترك وتبادل الضيوف كما تم توظيف الاستثمار في الإعلام بشكل نموذجي وهو الذي أثبت حاجته في مثل هذه الظروف كما حدث مع قناة «سكاي نيوز عربية» التي تعاملت مع الأزمة باحترافية.

مشاركة :