يوسف الشحي يُعمم السعادة الزوجية عبر «واتس آب»

  • 9/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طوّع وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك، واتساب، انستغرام) وخلافها من المواقع خلال تواصله مع شريحة كبيرة من أطياف المجتمع من جنسيات عربية وإفريقية وأوروبية، وبث رسائل مخصصة تتعلق بالأمور الزوجية على غرار العناد بين الطرفين وتربية النشء، مستقطعاً جزءاً كبيراً من وقته من أجل إسداء الرشد والنصح والإجابة عن استفسارات المتواصلين معه عبر موقعه الإلكتروني (واتساب) الذي أنشأه قبل 8 سنوات، وتجاوز عدد المتابعين له 12 ألف متابع منهم ألفان و500 تفاعلوا معه خلال الأسبوعين الماضيين من جنسيات مختلفة، منها دول إفريقية من موريتانيا وأوغندا وزنجبار، وأخرى أوروبية من ألمانيا واستراليا، وصادفت إجاباته ما ينشدونه من استفسارات، فنالت الرضا والقبول، فتغيرت حياة الكثير من الأسر من الاتجاه السلبي إلى الإيجابي «خاصة» فيما يخص العناد بين الزوجين، وما يتعلق بالأسرة ومشاكلها بشكل عام. حل المعضلات القاضي يوسف محمد الشحي والموجه الأسري بمحكمة أم القيوين، يقول إنه خلال الفترة الماضية تعامل مع 174 ملفاً متنوعاً في محكمة أم القيوين، 80 % منها العناد بين الطرفين الذي كان سبباً مباشراً في وقوع الطلاق، مستشهداً بإحدى قضايا الطلاق التي وردت إليه في المحكمة بين طرفين ثالثهما العناد، وتم حلها بعد نصح الزوجين بضرورة تقبل الطرف الآخر بما فيه من طباع وسلوكيات ومحاولة تقويمها، لأن السعادة الزوجية هي تقبل الآخر وغض النظر عن العيوب والهنات، فرجعا إلى رشدهما من أول جلسة بعدما كادت الخلافات الزوجية أن تعصف بهما وبأسرتهما. تفاعل كبير وأوضح الشحي أنه لاحظ خلال الأسبوعين الماضيين أن معظم المتفاعلين والمتابعين له من جنسيات عربية وإفريقية وأوروبية، يتساءلون عن كيفية التعامل مع قضايا الاكتئاب والتوتر ومختلف المشاكل الأسرية وكيفية التعامل مع الأبناء، إضافة إلى استشارات الطلاق، وكيفية التعامل عند وقوعه، مقدماً لهم الاستشارات الاجتماعية والقانونية والنفسية لكافة المتواصلين معه عبر (الواتساب)، ناشداً الاستقرار الأسري لهم في ظل المتغيرات الكثيرة خاصة فيما يتعلق منها بطريقة التعامل بين الزوجين والأبناء، مركزاً على المخاطر المحدقة بتنشئة الأبناء وما يتبعها من مشاكل نفسية واجتماعية مستقبلاً، داعياً الأسر إلى ضرورة استعمال أسلوب النقاش وتبادل الآراء داخل الأسرة لحل المشاكل بدلاً من العنف وذلك من خلال الرسائل التي يبعث بها لكافة الأشخاص المتفاعلين معه عبر الموقع. مواضيع ولفت إلى أن أبرز الرسائل التي ترده عبارة عن شكاوى من عدم السيطرة على الأبناء، إضافة إلى العناد والمكابرة بين الزوجين وتحميل كل طرف الآخر الأخطاء التي ترتكب، مناشداً الآباء والأمهات بضرورة الاهتمام بالأبناء والتعامل الحسن معهم ومجالستهم وأن يكونا حضوراً فعلياً معهم، وعدم الاعتماد على الموروث والكتب التي قرآها منذ 20 عاماً، لأن مكونات الجيل الحالي تختلف عما سبق. وسيلة علاجية أوضح الشحي أن الحوار الأسري يعد أهم وسائل الاتصال الفعالة التي تحقق نتائج نفسية وتربوية ودينية واجتماعية إيجابية، كما أنه وسيلةٌ بِنائية علاجية تساعد في حل كثير من المشكلات، باعتباره الأمثل لبناء جو أسري سليمٍ يدعم نمو الأطفال ويؤدي بهم إلى تكوين شخصية سليمة قوية، كما أنّه يدعم العلاقات الأسرية بشكل عام، علاقة الآباء بالأبناء، وعلاقات الأزواج فيما بينهم، إضافة إلى أنه يثمر في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتأكيد ذواتهم، حيث ينمي استقلالية الأطفال ويشجعهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، فالطِّفل الذي يتحاور في المنزل ويجد من يسمعه يخرج للعالم وهو يشعر بأنه إنسان، له الحق أن يسمعه الآخرون وأن يعبر عن آرائه ويطالب بحقوقه. تآلف وتعاطف ودعا الآباء إلى ضرورة التحاور مع أبنائهم لأنه يؤدي إلى التآلف والتعاطف، وبناء علاقة ودية، حيث يشعر كل من الطرفين بقرب الطرف الآخر منه، واهتمامه بمشكلاته، الأمر الذي يطور العلاقة بينهما إلى علاقة صداقة، فتتلاشى الحواجز المعهودة، التي وضعت منذ أقدم الأزمنة والتي كانت تمنع الأولاد من الإفصاح عما يجول في خاطرهم، فيتعلم الطفل أن يصارح أباه أو أمه بكل ما قد يخطر بباله، ومن المعروف أن الحوار السائد بين الآباء والأبناء حوار يتعلق بأمور الدراسة وهذا ما يجعل الحوار أمراً مملاً، إذ لا بد من حوار الأبناء، فيما يتعلق بأحاسيسهم ومشاعرهم وإرادتهم وأفكارهم.‏

مشاركة :