مايحيكه الناكرون للوطن جريمة نكراء

  • 9/19/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد : لقد دعا بعض البائسين المفتونين الموتورين إلى تظاهر أزَّ الشيطان قادته أزًّا ولكنه ولله الحمد والمنة ماتت دعوتهم قبل أن تُولد، وأخزى الله الداعين لها فلم يخرج رجل واحد؛ لعلم الناس في هذه البلاد المباركة أن هذه التظاهرات كلها شر ووبال، ولا تأتي بخير، ناهيك عن الإثم ومعصية الله بشق عصا الطاعة، وما تجلبه من فوضى ودمار، وآثار لا تُحمد عقباها. ولا يدعو لمثل هذه التظاهرات من في قلبه خوف من الله أو غيرة على دينه، أو حب لبلده، أو رحمة بالناس وشفقة عليهم. فمثل هذه المظاهرات عواقبها وخيمة، وآثارها مريعة، وما تظاهر أحد على حاكم شرعي إلا ووجد الآثار السيئة على دينه ودنياه، وقد حذر العلماء من الخروج على ولي الأمر ونقده فبينوا حرمة نقده علانية، وبيان المساوئ للناس عبر الفضائيات أو وسائل الاتصال الحديثة والمظاهرات أو غيرها؛ مما يُفضي لتمرد الناس وعدم طاعتهم لولي الأمر. وكما أن الخروج المسلح محرم؛ فإن الخروج باللسان من غير سنان محرم أيضًا، لأنه توطئة للخروج بالسلاح فإِنَّ النَّارَ بالعُودَيْنِ تُذْكَى *** وإِنَّ الحرب أَولُها كَلام الخروج على الولاة يكون بالقتال وبالسيف، ويكون أيضًا بذكر المعايب ونشرها في الصحف، أو فوق المنابر، أو في الإنترنت؛ وكافة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ؛ لأن ذكر هذه المعايب تبغِّض الناس في الحُكّام، ثم تكون سببًا في الخروج عليهم. وأمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- لما خرج عليه الخوارج؛ نشروا معايبه أولاً بين الناس، وقالوا: إنه خالف الشيخين الذين قبله أبي بكرٍ وعمر، وخفض صوته في التكبير، وأخذ الزكاة على الخيل، وأتمَّ الصلاة في السفر، وقرّب أولياءه، وأعطاهم الولايات.. فجعلوا ينشرونها، فاجتمع (الخوارج)، ثم أحاطوا ببيته وقتلوه رضي الله عنه. فلا يجوز للإنسان أن ينشرَ المعايب، هذا نوعٌ من الخروج، فإذا نُشرت المعايب -معايب الحُكام والولاة- على المنابر، وفي الصحف، والمجلات، وفي الشبكة المعلوماتية ووسائل التواصل المختلفة، أبغضَ الناس الولاة وألَّبوهم عليهم، فخرج الناس عليهم( ). وأشد أنواع الخروج باللسان؛ الخروج بالمظاهرات التي لا تأتي بخير فما هي إلا فتنة وغوغاء، وقد حذَّر العلماء من ذكر مساوئ الحاكم؛ لأنها تؤدي إلى الخروج عليه بالسلاح، فعن هلال بن أبي حميد، عن عبد الله بن عُكَيْم أبي معبد قال: «لا أُعِينُ عَلَى دَمِ خَلِيفَةٍ أَبَدًا بَعْدَ عُثْمَانَ». قَالَ فَيُقَالُ لَهُ: يَا أَبَا مَعْبَدٍ أَوَ أَعَنْتَ عَلَى دَمِهِ؟ فَقَالَ: «إِنِّي لأَعُدُّ ذِكْرَ مَسَاوِيهِ عَوْنًا عَلَى دَمِهِ»( ). قال الإمام الشوكاني-رحمه الله- : (ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه، ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد، بل كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده ويخلو به، ويبذل له النصيحة، ولا يذل سلطان الله )( ) وقال الامام ابن عثيمين -رحمه الله- موضِّحًا تحريم الخروج على ولي الأمر باللسان: «ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال أنه لا يمكن خروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول…الناس لا يمكن أن يأخذوا سيوفهم يحاربون الإمام بدون شيء يثيرهم، لابد أن يكون هناك شيء يثيرهم، وهو الكلام، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجًا حقيقة، دلَّت عليه السنة، ودلّ عليه الواقع. أما السنة فعرفتموها، وأما الواقع: فإنا نعلم علم اليقين: أن الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول، لأن الناس لم يخرجوا على الإمام (بمجرد أخذِ السيف) لابد أن يكون توطئة وتمهيد: قدح في الأئمة، وستر لمحاسنهم، ثم تمتلئ القلوب غيظًا وحقدًا، وحينئِذٍ يحصل البلاء»( ) وقال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-: (الخروج على الحاكم بالقول قد يكون أشد من الخروج بالسيف، بل الخروج بالسيف مترتب على الخروج بالقول، الخروج بالقول خطيرٌ جدًا، ولا يجوز للإنسان أن يحث الناس على الخروج على ولاة الأمور، ويبغَّض ولاة أمور المسلمين إلى الناس، فإن هذا سبب في حمل السلاح فيما بعد والقتال، فهو أشد من الخروج بالسيف، لأنه يُفسد العقيدة ويُحرَّش بين الناس ويلقي العداوة بينهم وربما يسبب حمل السلاح)( ). وما وقعت في بلد المظاهرات إلا عطلت المصالح، وخيف الطريق، وأغلقت المستشفيات، وهجرت الجمع والجماعات، ومات من الجوع والخوف الأطفال، وسرقت الأموال، وهتكت الأعراض، واهتز الاقتصاد، وهبطت أسعار العملات؛ فعلى أبناء بلادنا أن يكونوا صفًّا واحدًا مع ولي أمرنا وأن نرفض الدعوة للمظاهرات ودعاتها ونعلم أنهم أعداء للبلاد والعباد، حمى الله بلادنا من شرهم وجعل كيدهم في نحورهم. ——– وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

مشاركة :