قال: وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض». وقال الآخر: «وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي». وانشغال النفس بمن تحب لا يكون في قمته إلا في ثلاثة هم: الأم، الوطن، الولد وكل خفق بعدهم يخضع للحالة، والوقت، والمسوغات.. فإن كانت الأم المحاضن كلها منذ النطفة الأولى، وإلى استواء القدمين والتوجه الذاتي للحياة، والوطن هو المأوى الأول مذ صرخة الميلاد لشهقة الوداع، وإن كنت كبدها هي، ومكوِّنه هو.. ألا يكون الوطن هو الأم، والأم هي الوطن، وأنت كبدهما الذي يدب في البقعة الصغيرة حيث مأواها، من مساحاته الشاسعة إلى منتهى حدوده حيث حِماه..؟ الأوطان أمهات، والأولاد أكبادهن، والوطن هذا المكوَّن الكلي لك، لي، لها، لنا... فكرة السطور السابقة خلاصة حوار دار بيني وبين بتلات أربع تدور في أذهانهم فكرة الوطن، منبثقة من موضوعات تدور في فلك سماعهم، واطلاعهم، باختلاف أعمارهم، كانت محور حديثهم، موقدة فيهم الحماس لوطنهم، والتعبير عن مواقفهم المضادة لكل من يأتيه بباطل، أو يلمزه بسوء، أو يعتدي عليه بإرهاب، أو إفساد.. كنتُ أصغي إليهم بسرور بالغ، وثقة مكَّنوها بوعيهم، قلت لهم: بعد غد ستذهبون للتعلم، سوف تجدون من يتحدث فيما يسمع، فيما تنقله وسائل التواصل والأخبار، وأنتم تدركون القليل، وتجهلون الكثير، مهمتكم أن تضعوا أيديكم بهذا الإحساس الجميل بالوطن على صدوركم، وتستنشقونه، إنه الأكسجين النقي هذا الوطن.. دوركم أن تغذوا جهدًا في التعلم، والتحصيل، وأن تضعوا نصب عيونكم أنكم لن تكونوا مؤهلين لذا الوطن بهذا الحب في صدوركم إلا حين تكونون مصادر إنجاز يُفرحه كما ستفرح به أمهاتكم، ألستم أكبادهن؟، وأليس هو كأمهاتكم مجتمعًا في ثراه وسمائه، ومائه، وهوائه داخل أسواره، وهن نفوسكم..؟! فلينازعكم أحلامكم، ولتكونوا له هذا الفكر الجميل، والحس الصادق.. ممتنة لكم، عبدالله، وسلمان، وراكان، ونايف صغاري النبلاء فكرة هذا اليوم.. في انتظاركم فيما هو آتٍ، ..ومعكم كل أبناء الوطن.. أنتم الجيل الذي نعول عليه النجاحات الكبيرة، والمنجزات الرائدة في مستقبل هذا الوطن، النفس، والطموح، وفقكم الله.
مشاركة :