كوريا الشمالية والنووي الإيراني يتصدران أجندة ترامب بالأمم المتحدةتخيم جملة من القضايا على التجمع السنوي لقادة العالم في الأمم المتحدة في نيويورك أبرزها التهديد الكوري الشمالي والاتفاق النووي مع إيران، إلى جانب قضية إصلاح الأمم المتحدة والتي ينتظر أن يطرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه الثلاثاء أمام الدبلوماسيين في حضوره الأول المحفل الأممي.العرب [نُشر في 2017/09/19، العدد: 10756، ص(5)]دبلوماسية أميركية مكثفة بالأمم المتحدة نيويورك - يطل الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرة الأولى في الأمم المتحدة الثلاثاء، حيث يلقي خطابا يتناول فيه مسألة إصلاح المنظمة الدولية، مع انطلاق أسبوع من الدبلوماسية المكثفة يهيمن عليه القلق بشأن كوريا الشمالية وإيران. واستبق ترامب الخطاب الاثنين خلال جملة من اللقاءات ليطرح رؤيته بشأن إصلاح المنظمة الأممية وتحسين أدائها، الذي سبق أن وصفها بـ”ناد” يسمح للناس “بالالتقاء والتحدث وقضاء وقت ممتع”، وبشأن كيفية تحسين أداء الأمم المتحدة. وسيحضر نحو 130 زعيما من حول العالم الاجتماع، إلا أن جميع الأنظار ستتركز على ترامب الذي أثارت أجندته تحت عنوان “أميركا أولا” مخاوف الحلفاء والأعداء على حد السواء. وهددت الولايات المتحدة، الداعم المالي الأهم للأمم المتحدة، بخفض تمويلها بشكل كبير، وهو ما حذر منه الأمين العام أنطونيو غوتيريش مشيرا إلى أنه سيخلق “مشكلة غير قابلة للحل” بالنسبة للمنظمة. وقال ترامب في تصريح أدلى به الاثنين إن “على الأمم المتحدة أن تركز في شكل أكبر على الناس وفي شكل أقل على البيروقراطية”. وسيلقي غوتيريش، الذي يضغط من أجل إصلاح البيروقراطية التي تعاني منها الأمم المتحدة، خطابا أثناء المناسبة التي سيوقع القادة خلالها على تعهد لدعم الإصلاح. وتعاملت فرنسا وروسيا ببرود مع المبادرة الأميركية لإصلاح المنظمة، وسط مخاوف من أن الإدارة الأميركية تركز على خفض النفقات أكثر من تحسين أداء الأمم المتحدة. وشكلت مندوبة الولايات المتحدة نيكي هايلي المحرك الرئيسي لاقتطاع 600 مليون دولار هذا العام من ميزانية عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وأشارت هايلي الجمعة إلى أن دعم أكثر من 120 دولة للإعلان السياسي الذي صاغته واشنطن بشأن إصلاح الأمم المتحدة يشكل “رقما غير متوقع”، يظهر أن هناك دعما لـ”حزمة إصلاح ضخمة” بقيادة غوتيريش. وأجرى ترامب الاثنين محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيلقي خطابه الأول كذلك أمام الجمعية العامة الثلاثاء، ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويتطرق اللقاء مع كل من ماكرون ونتنياهو إلى مستقبل الاتفاق النووي المبرم مع إيران، حيث دعا الرئيس الفرنسي بقوة لإبقائه حيا فيما ضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل إلغائه. ومن المنتظر أن يحث بعض القادة ترامب على عدم التخلي عن الاتفاق النووي المبرم مع إيران للحد من طموحاتها النووية مقابل رفع عقوبات الأمم المتحدة والعقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة عليها، في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الوقت قد حان “لإصلاحه أو إلغائه”.تحفظ فرنسي وروسي تجاه إصلاح الأمم المتحدة خوفا من تركيز واشنطن على خفض النفقات أكثر من تحسين الأداء ودافع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان عن الاتفاق معتبرا أنه “من الضروري الحفاظ عليه لتفادي انتشار الأسلحة النووية خلال هذه الفترة التي نشهد فيها مخاطر من كوريا الشمالية”. وأضاف “ستحاول فرنسا إقناع الرئيس ترامب بمدى ملاءمة هذا الاختيار”.وحذر لو دريان من أن انهيار الاتفاق قد يؤدي إلى سباق تسلح إقليمي. ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الموقعة على الاتفاق، إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين وفرنسا، الأربعاء القادم قبل موعد نهائي يحل في أكتوبر ويتعين على ترامب أن يخطر فيه الكونغرس بما إذا كان يعتقد أن إيران ملتزمة بما وصفه بأنه “أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه على الإطلاق”. وسئل السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا الجمعة عن فحوى رسالة موسكو للجمعية العامة، فقال إنها ترتكز على الحفاظ على الاتفاق النووي. وقال دبلوماسي كبير في مجلس الأمن مشترطا عدم الكشف عن هويته “نحن نواجه أوجه غموض حقيقية في ما يتعلق بكوريا الشمالية ومن الخطر بعض الشيء إضافة مصدر آخر للغموض في ما يتعلق بإيران”. وحذر الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الأحد الماضي إن بلاده لن ترهبها الولايات المتحدة وأنها سترد ردا قويا على أي “خطوة خاطئة” من جانب واشنطن في ما يخص الاتفاق النووي. وستسلط الأضواء كذلك على تجارب كوريا الشمالية النووية والصاروخية، حيث يتوقع أن يناقش وزراء الخارجية تطبيق العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ خلال اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة وقف انتشار الأسلحة النووية الخميس. وسيجلس دبلوماسيو كوريا الشمالية في الصف الأول بالجمعية العامة للأمم المتحدة عندما يلقي ترامب كلمته، والتي ستتناول أزمة متصاعدة تبادل فيها ترامب وبيونغ يانغ التهديد باللجوء للعمل العسكري. وعلى الرغم من تشكك الرئيس الأميركي في قيمة المنظمات الدولية لا سيما الأمم المتحدة، فمن المنتظر أن يسعى للحصول على دعم لإقرار إجراءات مشددة ضد كوريا الشمالية. وقال هربرت مكماستر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض الجمعة “هذه ليست مشكلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بل مشكلة بين العالم وكوريا الشمالية”. ويعتزم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عقد لقاءات منفصلة مع “الأطراف المعنية”، بمن فيهم وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ هو على هامش الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة. وقال غوتيريش “لا يمكن أن يكون الحل إلا سياسيا. فالعمل العسكري قد يتسبب في دمار على نطاق يستغرق التغلب عليه أجيالا قادمة”. وقبل أسبوع فحسب وافق مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوا على تاسع قرار يفرض عقوبات على كوريا الشمالية منذ 2006 بسبب برامجها النووية والصاروخية. وقالت نيكي هايلي السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن عقوبات الأمم المتحدة حظرت 90 في المئة من الصادرات المعلنة لكوريا الشمالية. وقالت لقناة سي.إن.إن الإخبارية التلفزيونية الأحد إن واشنطن “استنفدت تقريبا” خياراتها في الشأن الكوري الشمالي بمجلس الأمن. ومن المقرر أن يلقي وزير الخارجية ري يونغ هو كلمة كوريا الشمالية أمام الجمعية العامة الجمعة.
مشاركة :