أكد رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني، أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ترى في الطاقة الذرية مصدراً مهماً لدعم الاستقرار والنمو المستدام في أنحاء العالم كافة. وخلال رئاسته وفد المملكة العربية السعودية في الدورة 61 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد بالعاصمة النمساوية فيينا، قال "يماني": رؤية المملكة 2030 تنظر فيها إلى العديد من التطبيقات السلمية التي تساعد المجتمعات على التنمية والتطور في مجالات مختلفة، والمملكة تحرص دوماً على اتخاذ خطوات مدروسة لضمان نجاح البرنامج الوطني للطاقة الذرية وفق أفضل المعايير الدولية. وأضاف: المملكة سعت إلى تطوير برامج متقدمة تهدف إلى إدخال الطاقة النووية السلمية في مزيج الطاقة، عبر برنامج وطني شامل لاستخدام الطاقة النووية في مجال توليد الكهرباء وتحلية المياه ومجالات طبية؛ وذلك باتباع أعلى المعايير في الأمان والشفافية؛ للتعاون على المستوى الدولي، وتم اعتماد إنشاء مشروع وطني باسم المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة، يتكون من مكونات وعناصر تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة المنشودة. واستعرض الدكتور "اليماني" مشروع المملكة الوطني للطاقة الذرية الذي يأخذ بعين الاعتبار التخطيط الدقيق والإعداد عالي المستوى لكل مرحلة، عبر تحديد الجدول الزمني وجميع التكاليف والمواصفات الفنية، وإعداد وتأهيل الكوادر الوطنية اللازمة. ونوّه بالتخطيط الشامل والدقيق لهذا البرنامج الذي يأتي إدراكاً من المملكة بنوعية وطبيعة مشروعات الطاقة النووية التي تتطلب عناية خاصة؛ لاحتوائها وتعاملها مع مواد نووية لا بد من التعاطي معها طبقاً لأعلى معايير الأمن والأمان الدولية، وتنفيذ اتفاقية الضمانات الشاملة الموقّعة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأردف: المملكة العربية السعودية تعمل على إقرار حزمة من القوانين المحلية لتنظيم قطاع الطاقة النووية في المملكة، وقد جاء استقبال بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شهر فبراير الماضي؛ لمراجعة هذه القوانين؛ تعزيزاً لمبدأ الشفافية؛ موضحاً أنها في المرحلة الأخيرة للاعتماد. وتابع: المملكة ملتزمة بالمساهمة في إنشاء مركز دولي متخصص في مكافحة الإرهاب النووي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مدينة فيينا بالنمسا؛ حيث أعلنت المملكة في قمة الأمن النووي الأخيرة المنعقدة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن التبرع بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي للمساهمة في إنشاء هذا المركز الذي تم الاتفاق على إنشائه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت مسمى "مركز دعم الأمن النووي في الأحداث الرئيسية العامة" لتزويد الدول الأعضاء كافة بالبرامج التدريبية اللازمة للتعامل مع المخاطر النووية التي قد تحدث في التجمعات العامة والحشود الكبيرة، وكيفية اكتشاف المصادر المشعة، وكيفية تجنب أضرارها والتعامل معها. وقال "يماني": ها نحن اليوم، نعقد المؤتمر العام في دورته الحادية والستين، الذي من خلاله يمكن إجراء حوار رفيع المستوى عن الطاقة النووية يُسهم في التنمية المستدامة ويخفف من حدة تغير المناخ، بالإضافة إلى تبادل الآراء حول القضايا الأساسية والرئيسية في تطوير البرامج النووية، وتأمل المملكة العربية السعودية في أن تتحقق الأهداف التي نصبو إليها جميعاً في عالم يسوده الأمن والاستقرار والازدهار والخير للإنسانية. من جانب آخر، قدّمت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة عرضاً تعريفياً للمشروع الوطني للطاقة الذرية خلال مشاركتها بفعالية جانبية على هامش مشاركتها في المؤتمر العام؛ مستعرضة مكونات المشروع الذي يشمل المفاعلات النووية الكبيرة، وتوطين تقنيات وبناء المفاعلات الذرية الصغيرة المدمجة، ودورة الوقود النووي، والتنظيم والرقابة؛ حيث يتم العمل حالياً على تطوير هيئة للسلامة النووية والإشعاعية لتكون هيئة مستقلة في المملكة، تهدف إلى الحفاظ على السلامة الذرية والإشعاعية. وقد هنّأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "يوكويا إمانو"، المملكةَ بمناسبة إطلاق المملكة للمشروع الوطني للطاقة الذرية، كما قدّم شركاء العمل كلماتِ تهنئة بهذه المناسبة جاءت من قِبَل النائب الأول لوزارة العلوم وتقنية المعلومات والاتصالات لكوريا الجنوبية ورئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية معالي الدكتور خالد طوقان، ورئيس معهد الطاقة الذرية في كوريا، ورئيس الهيئة الرقابية الفنلندية ومعهد "في تي تي" الفنلندي. من جهة أخرى، استعرض الوفد آخرَ تطورات أعمال مشروع مفاعل الوحدات الصغيرة المدمجة "سمارت" الذي تعمل على تطويره مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بالشراكة مع معهد أبحاث الطاقة النووية الكوري وشركات كورية متخصصة في الصناعة النووية. وتأتي مشاركة المملكة بهذه الفعالية؛ بهدف تقديم المشروع للدول المشاركة؛ لتعريفهم واطلاعهم على هذا المشروع وتقديم الفرص للمشاركة. جدير بالذكر أن المؤتمر العام يُعَد أعلى حدث لصُنع سياسات الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ فيما تتألف الوكالة من ممثلين عن جميع الدول الأعضاء. ويتم عقد هذا المؤتمر بشكل سنوي للنظر في برنامج الوكالة وميزانيتها والموافقة عليه، بالإضافة إلى البَت في المسائل الأخرى التي يعرضها مجلس المحافظين والمدير العام والدول الأعضاء. ويقام سنوياً على هامش المؤتمر العام، ملتقى علمي ومعرض لأعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالإضافة إلى مشاركة الجهات المعتمدة من قِبَل الوكالة؛ ليتم عرض آخر المشاريع والتطورات في مجال الطاقة الذرية.
مشاركة :