حلت شرطة دبي غموض جريمة قتل سائح من جنسية دولة آسيوية ولاحقت المتهمين دولياً، على الرغم من قلة المعلومات وارتباط الدوافع بخلافات حدثت خارج الدولة بين المجني عليه وامرأة على علاقة به، وفق القائد العام لشرطة دبي اللواء عبدالله خليفة المري الذي أشار إلى أن فريق العمل في الواقعة واجه تحديات كثيرة منها عدم وجود مسرح للجريمة، واختفاء الرجل فترة طويلة نسبياً، ودفنه في الرمال بعد قتله في مكان آخر. وقال المري إن المجني عليه قدم عن طريق مطار دبي الدولية بتأشيرة زيارة قبل ان يختفي في ظروف غامضة. واثنى القائد العام لشرطة دبي اللواء عبد الله خليفة المري، على الجهود التي بذلتها الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لحل لغز اختفاء سائح من جنسية دولة آسيوية قدم إلى الدولة عن طريق مطار دبي الدولي بتأشيرة زيارة في ظروف غامضة، فدخل رجال التحريات والمباحث الجنائية في سباق حقيقي مع الوقت والأحداث لذا أطلق على العملية اسم "استباق المسارات" لأن المتهمين غادروا الدولة بعد ارتكابهم الجريمة، وتم ملاحقتهم دولية إلى أن تم القبض عليه. من جهته قال مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، إن بلاغاً ورد من شخص آسيوي حضر إلى مطار دبي وأفاد لدى مركز شرطة المطار بأن والده البالغ من العمر 55 عاماً اختفى منذ وصوله إلى الدولة، وانقطعت كل الاتصالات ولدى أسرته قلق بالغ بخصوصه لعدم اعتياده على ذلك. وأضاف المنصوري أن الجهات المعنية في المطار تأكدت من دخول المذكور إلى الدولة، وعليه تم تشكيل فريق عمل من إدارة البحث الجنائي لمعرفة سر اختفاء السائح الآسيوي، مشيراً إلى أن فريق البحث والتحري استطاع بعد جمع الاستدلالات التوصل إلى أن المجني ليس لديه ارتباطات او أقارب او تواصل مع أي شخص مقيم في الدولة وان دخوله للدولة كان بغرض السياحة فقط. وبمتابعة عملية البحث والتحري وتتبع مسارات المجني عليه، ترسخت الشكوك بأن هناك شبهة جنائية وراء اختفاء السائح وفي ظل عدم وجود علاقات داخلية له، تم توسيع نطاق البحث حول ارتباطاته خارج حدود الدولة سواء مع أشخاص في موطنه أو اثناء رحلاته لأي دول أخرى، ودلت التحريات إلى أن هناك علاقة تربطه بامرأة من نفس جنسيته تبلغ من العمر 47 عاماً، و تبين أنها وصلت الى الدولة تزامناً مع قدوم المجني عليه، وبرفقتها ابنها البالغ من العمر 29 عاماً وشخصين آخرين من الجنسية ذاتها، وغادروا الدولة قبل الإبلاغ عن تغيب المجني عليه بحوالي ثلاثة أسابيع، وأفاد بأن التحريات التي قام بها الفريق عن طريق مصادر خارج الدولة دلت على وجود خلافات مالية بين المجني عليه وتلك المرأة، وأنه تم سحب مبلغ مالي يقدر بحوالي 200 الف درهم من حساب الرجل في احدى الدول الأوروبية عن طريق بطاقة ائتمانه بعد اختفائه، ما زاد من شكوك فريق البحث الجنائي في تورطهم بقتل المجني عليه واخفاء جثته بمنطقة مجهولة، وكثف من جهوده حتى تأكد من هذه المعلومة فاختزل خطوات عدة واستطاع إلقاء القبض على المتهمين قبل العثور على الجثة. من جهته قال مدير إدارة البحث الجنائي المقدم عادل الجوكر، إن فريق العمل لاحق المشتبه بهم دوليا إلى أن تم القبض عليهم وجلبهم الى شرطة دبي واعترفوا بملاحقة المجني عليه الى الدولة واستدراجه الى سيارة والاعتداء عليه حتى فارق الحياة وذلك بداعي الانتقام منه نتيجة خلافات مالية، ثم احتفظوا بجثته في المركبة لمدة يومين وبعدها تم التخلص منها عن طريق دفنها في منطقة صحراوية باحدى الامارات المجاورة، وبعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تم الانتقال الى المنطقة برفقة المتهمين، وعثر على الجثة مدفونة، وعليه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة واحالة المتهمين للنيابة العامة.
مشاركة :