قلعة ستوكساي من أجمل المزارات التاريخية في إنجلترا

  • 9/19/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

على مقربة من الحدود الويلزية، وعلى مسافة 50 ميلا غرب مدينة برمنغهام، يقع قصر «ستوكساي كاسل» الذي يعد أحد أكثر القصور البريطانية جمالا وعراقة. يعود تاريخ القصر إلى العصور الوسطي في إنجلترا، حيث كان مِلكا لأحد أكثر الإنجليز ثراء في زمانه. ويوصف القصر بأنه أحد أجمل قصور الإقطاعيين في العصور الوسطى بإنجلترا، والتي لا تزال محتفظة بحالتها.يعود تاريخ بناء القصر الذي يقع في وادي على مقربة من الطريق الفاصل بين منطقتي لودلو وشروزبري إلى الثمانينات والتسعينات من القرن الثالث عشر، وكان مِلكا للورنس لودلو الذي كان أكبر تجار الصوف في إنجلترا.كان لودرو يشتري الصوف من المزارعين المحليين في إنجلترا ثم يسافر به إلى ما يعرف اليوم بهولندا وبلجيكا. كان نجاحه تاجرا سببا في أن يفكر في شراء قطعة أرض بمنطقة ستوكساي ليبنى فوقها قلعة صارت محل لإقامته ومكانا لاستقبال ضيوفه. كان الرجل ثريا للحد الذي جعل الملك إدوارد الأول يقترض منه المال ويطلب مشورته في الأمور المالية. في عام 1294، عندما احتاج الملك إدوارد الأول إلى المال إلى تمويل حرب ضد فرنسا، نصحه لورانس بزيادة الضرائب على موردي الصوف بواقع 300 في المائة. غير أن تلك الزيادة لم تكن معتادة لدى تجار الصوف آنذاك، ويقال إنهم لم يستطيعوا إخفاء سعادتهم عندما غرق لورنس أوف لودلو في البحر نتيجة عاصفة هبت على سفينته خلال رحلته إلى أوروبا في نوفمبر (تشرين الثاني) 1294، وبقي القصر ملكا لأحفاده لنحو 350 عاما بعد ذلك.للوهلة الأولى، يبدو قصر ستوكساي قلعة عسكرية؛ نظرا لتصميمه وللخندق المائي الذي يحيطه، والأسوار العالية من حوله، والبرج الذي يتخذ وضعية دفاعية. غير أن تلك الهيئة ليست سوى مظهر خارجي؛ فلم يكن القصر يقوى على مواجهة حصار حقيقي بسبب النوافذ والفتحات الكبيرة التي تفضي إلى مبني الصالة الرئيسية. بيد أنه لم يكن هناك الكثير من الزخارف في الحوائط ولا في الخندق المائي، فقد كان اهتمام لورانس ينصب على حماية ثروته؛ ولذلك عزز دفاعات القلعة بالشكل الذي يكفي لمنع تسلل اللصوص.ويدخل الزوار القصر اليوم من خلال بوابة خشبية رائعة الشكل يعود تاريخ بنائها إلى عام 1640، وهي قريبة الشبه بأبواب غيرها من المنازل بالمنطقة. وعلى امتداد الساحة التي تغطيها الأعشاب ستجد الصالة الأصلية التي كان يستقبل فيها ضيوفه، وبها نوافذ كبيرة تطل على الخندق المائي. في أحد أركان الصالة يصعد الضيوف إلى الطابق الثاني باستخدام سلم خشبي عمره نحو 700 عام. وفي أعلى السلم غرف تضمها ردهة خشبية تطل أيضا على الخندق المائي. وبمحاذاة الصالة الرئيسية هناك برج حصين مبني من الحجر كان لورانس أوف لودلو يحتفظ بمقتنياته الثمينة بداخله. وتضم الأدوار العلوية غرفا جرى تعديلها وتحديثها في القرن الثامن عشر بإضافة كسوة من الألواح الخشبية رائعة الجمال.وشأن الكثير من القصور، فقد تحول قصر ستوكساي إلى مكان بارد وجاف ولا يصلح للعيش، وتحول إلى مكان مهجور بعد أن غرق في غياهب النسيان. لكن بحلول القرن التاسع عشر، آلت ملكية القصر والأرض المحيطة به إلى اللورد كرافين.ونظرا لكونها سيدة محلية تلقت تعليما راقيا، أدركت فرانسيز ستوكهاوس أكتون قيمة القصر التاريخية وأهميته وأقنعت اللورد كرافين بإنفاق المزيد من المال لإيقاف تدهوره، وهو ما حدث، لكنه قرر بعدها بيع القصر إلى جون دربي ألكروف الذي وقع هو وأحفاده في غرام القصر وبذلوا أقصى ما في وسعهم للمحافظة على بقائه في حالة جيدة. لكن بنهاية القرن التاسع عشر، وجدت العائلة أن النفقات زادت عن مقدرتهم. وكان ذلك سببا في تحول ملكية القصر إلى ما يسمى بـ«هيئة التراث الإنجليزي» المنوط بها الاهتمام بعدد من أهم المباني التراثية في البلاد، منها قلعتا ستونهنغ، ودوفر كاسل.القلعة مفتوحة سبعة أيام في الأسبوع حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام. وفي شهور الشتاء يفتح القصر أبوابه في أيام عطلة نهاية الأسبوع فقط.

مشاركة :