عواصم - وكالات - أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ودولاً أخرى مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد، لن تدعم إعادة إعمار سورية حتى يكون هناك انتقال سياسي «بعيداً عن الأسد». جاء ذلك عقب اجتماع وزاري لمجموعة «أصدقاء سورية»، التي تضم نحو 14 دولة غربية وعربية داعمة للمعارضة السورية، في نيويورك، ليل أول من أمس، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال جونسون «نعتقد أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو تسيير العملية السياسية وأن نوضح، كمجموعة ذات تفكير متشابه، للإيرانيين والروس ونظام الأسد أننا لن ندعم إعادة بناء سورية حتى تكون هناك عملية سياسية كهذه وهذا يعني، كما ينص القرار 2254، بأن يكون هناك انتقال سياسي بعيداً عن الأسد». من جهته، قال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إن كل من كانوا في الاجتماع اتفقوا على أنه «يجب أن تكون هناك عملية سياسية حتى تكون هناك أي مشاركة دولية في إعادة بناء سورية». وأضاف «لا يستطيع النظام وداعموه أن يعلنوا النصر بناء فقط على خريطة لمواقع على الأرض... إن إعادة بناء سورية تعتمد بشكل كبير على هذه العملية السياسية الموثوقة. وتتركز هذه العملية السياسية على جنيف ودور الأمم المتحدة»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة تؤمن بضرورة رحيل النظام، لكن يتعين على الشعب السوري أن يتخذ هذا القرار بنفسه، ونحن نرى أن غالبية الشعب لا تريده». من جهتها، حذرت فرنسا من أن الوضع الراهن يهدد بتقسيم سورية إلى الأبد ويفتح المجال لجماعات متشددة جديدة. وقال وزير خارجيتها جان إيف لو دريان للصحافيين في نيويورك إنه سيعقد اجتماعاً مع الدول الأربع الأخرى دائمة العضوية في المجلس وهي بريطانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة، الخميس المقبل، لإقناعها بإنشاء مجموعة اتصال لإعطاء قوة دفع جديدة لحل الأزمة. واعتبر أن «الواقعية» تملي رحيل الأسد عن السلطة، لكن من المهم أن تعمل القوى الكبرى معاً لإنعاش محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف. وفي السياق، لفت وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز إلى أن الاقتراح الفرنسي بإنشاء مجموعة اتصال لم يناقش في اجتماع «أصدقاء سورية»، لكن رئيس الهيئة العليا للتفاوض في الائتلاف السوري المعارض رياض حجاب قال إنه أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اجتماعه معه في نيويورك، أن المبادرة مهمة جزئياً لأن الولايات المتحدة انسحبت وتسيطر روسيا على العملية بأكملها، ومن ثم فإن مبادرة ماكرون هي الطريق الصحيحة لإصلاح ذلك لأنه من الضروري أن تشارك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن في العملية. وقال مسؤول اميركي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته «إذا كانت ايران موجودة في مجموعة الاتصال، فسيكون صعباً بالنسبة إلينا»، في محاولة لتفسير موقف واشنطن التي أبدت بروداً في التعامل مع المبادرة الفرنسية.
مشاركة :