الإمارات الأولى إقليمياً في وضع استراتيجيات الثورة الصناعية الرابعة

  • 9/20/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:«الخليج»أكد الخبراء المشاركون في الجلسة الثالثة من فعاليات «منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2017» أن الإمارات تفوقت إقليمياً في سرعة تبنيها لاستراتيجية وطنية شاملة لتنفيذ الثورة الصناعية الرابعة، موضحين أن الطفرة التقنية التي يعيشها العالم سوف تحقق عدالة اقتصادية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، وأن الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية لن تنهي دور البشر في عجلة الإنتاج؛ بل ستخلق فرص عمل جديدة، وأن التهديد الأهم الذي ستواجهه الثورة الصناعية الرابعة يتلخص في تأمين خصوصية المستخدمين، وحماية البيانات على الشبكات. أوضح الخبراء والتنفيذيون، أن الإمارات حققت نقلات نوعية نحو الانتقال إلى الاقتصاد المعرفي والثورة الصناعية الرابعة القائمة على التقنية والبيانات، وأنها الأكثر نشاطاً في وضع الاستراتيجيات البناءة؛ لتحديد ملامح هذه النقلة الكبيرة التي ستسهم حتى 2020 في خفض النفقات الحكومية بمبلغ يقدر بحوالي 3 مليارات دولار في المرحلة الأولى. البيانات الضخمةوقال بشار كيلاني المدير الإقليمي بدول الخليج العربي وبلاد الشام- آي بي إم الشرق الأوسط: إن العالم يعيش الآن طفرة حقيقية على كافة المستويات، بفضل انتشار الإنترنت والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. ولعل أهم تحدٍ يواجه دخولنا عصر الثورة الصناعية الرابعة هو الكم الهائل من البيانات الضخمة، التي لا يمكن استيعابها والاستفادة منها. ولفت إلى أن الروبوتات أو ما يعرف بالذكاء الاصطناعي المستخدم في المصانع والتطبيقات الحديثة وغيرها من الاستخدامات المبتكرة لن تشكل تهديداً للوظائف؛ بل تحسيناً لها وتنويعاً، وقد استبقت الإمارات باكراً دول المنطقة، وعدداً كبيراً من الدول المتقدمة في تبني استراتيجية شاملة للثورة الصناعية الرابعة المقبلة، التي نشهد ملامحها في هذه الدولة الفتية يومياً. تحليل البياناتوأوضح أن ثلاثة مليارات دولار سيضيفها تبني الحكومة الإماراتية لحلول تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي حتى 2020. كما أن هذه الثورة الصناعية في نسختها الرابعة سوف تخلق فرص عمل جديدة على العكس من توقعات ومخاوف الجمهور، ويبدو أن الدول المتقدمة اقتصادياً أدركت ذلك جيداً، وأيضاً الحكومة الإماراتية هنا تدرك ذلك أيضاً، وقد بدأنا نرى بدايات طبية لمثل هذه التوجه مثل الزواج الإلكتروني في الإمارات، وغيره الكثير من المبادرات المبتكرة التي تعتمد في صلبها على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.التعامل مع التقنيةوقال كيلاني: هناك المزيد من التطورات التي سنشهدها، ولا داعي لأن نكون خبراء في التقنية لنتعامل مع الذكاء الاصطناعي، أي أن الثورة الصناعية الرابعة سوف تمكن الجميع من التعامل مع التقنية بسهولة وبأي لغة. وهناك مبادرات مثل جعل الكمبيوتر يتحدث باللغة العربية، لننتقل من الحوسبة السحابية إلى عصر الحوسبة الإدراكية التي تمكن الكمبيوتر من تحليل وفهم وتطوير أساليب تعلمه الخاصة لاحقاً، ولا شك أن هناك الكثير من الخدمات التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بها بدءاً من الطباعة الثلاثية والبلوكتشين وغيرها من الحلول التقنية المعقدة. والأمر الجيد بالنسبة لنا أن دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً تمضي بثبات في تبني هذه التطورات بثقة وجد. تأثير سلبيمن جانبه، قال كولين هو، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «هواوي» الإمارات، إن الثورة الصناعية الرابعة تقوم على محاور موجودة أساساً هي الحوسبة السحابية بشقيها، والتجارة الإلكترونية وحلول الاتصالات المتنقلة أو المحمولة وأهمها الموبايل، ونرى أن هذه العناصر مجتمعة ستشكل نواة حقيقية لأي تطور قادم، مثل: الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وما ينتج عنهما من خدمات جديدة محتملة. إلا أن وانغ يرى أن هذه النقلة الصناعية الرابعة ستؤثر في سوق العمل والوظائف بشكل أو آخر، وأنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى قيام شركات معينة بتسريح أعداد من موظفيها؛ نظراً لقدرة الآلات الذكية على القيام بهذه المهام بنسبة أخطاء تصل إلى الصفر. تفاؤل حذروكان دان هو، مدير عام «علي بابا كلاود» في الشرق الأوسط وإفريقيا، أكثر حذراً في توصيفه لهذه الثورة المقبلة، معتبراً أن ما تم إنجازه في الطريق نحو التحول الرقمي المنشود لا يشكل سوى 1% من المشروع الكلي المسمى بالثورة الصناعية الرابعة. وقال هو: كل التطورات المنتظرة تتعلق بالبيانات، فهي المحور الرئيسي لهذا التطور الثوري. الترجمة الذكيةمن جانبه قال طارق عبد الله، المدير الإقليمي للتسويق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - جوجل: إذا عدنا لحقبة الثورة الصناعية الثالثة التي طبعها استغلال الطاقة الكهربائية، ستجد أن الأثر كان محدوداً في المجتمعات التي تمتلك القدرة على إنتاجها، الآن كل ما تحتاج إليه هو هاتف محمول، لتصبح رجل أعمال منتجاً وقادراً على الابتكار والتعلم. وأعتقد أن الآلات تتطور، الترجمة الآن تنتقل إلى مرحلة متقدمة لمحاكاة الترجمة التقليدية للبشر، بسرعة وكفاءة، وهي قابلة للتعلم أكثر فأكثر.قطاع التجزئةقال زيد القفيدي المدير التنفيذي لقطاع التجزئة في «إينوك»، إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تقودها شركات التقنية والبيانات، موضحاً أن هذه الثورة ستؤثر في النفط والغاز وقطاعات أخرى تقليدية، إذا ما أضفنا عامل اكتشافات النفط الصخري وغيرها من المؤثرات، إلا أنه أكد أن قطاع التجزئة في شركة «إينوك» يتبنى التقنية؛ ليواكب التغيرات بفاعلية وسهولة.وأضاف القفيدي: لا يوجد خيار أمام قطاع التجزئة سوى تبني التطور التقني الذي نحن نعيشه بتسارع مذهل، من الأنظمة الذكية والشبكات والمحطات الذكية والمدفوعات الذكية، وهو ما حرصت عليه «إينوك» منذ البداية عبر تطوير بنيتها التقنية التحتية.مخاوف الذكاء الصناعيرأى دان هو، مدير عام «علي بابا كلاود» أن المخاوف الحالية من أن الذكاء الاصطناعي والتطور التقني سوف يهدد الوظائف في كل مكان، معطياً مثالاً على ظهور التجارة الإلكترونية التي كان يقال بتهديدها لدور مراكز التسوق التقليدية، وأنها ستؤثر في الوظائف ولكن هذا لم يحدث، هناك تجربة تسوق وتصنيع وتقنية، الآن نحن في مرحلة الإنترنت الجديدة، كان لدينا 45 ألف موظف وهذا العدد تضاعف لدينا.وشدد هو على أن أهم ميزة في الثورة الصناعية الرابعة هي الإنترنت التي حققت عدالة الأعمال والتجارة لكل الناس بصرف النظر عن مكان وجودهم أو إمكاناتهم المادية. موضحاً أن الناس يخشون ما لا يعرفون، وهذه الثورة الجديدة لا تزال مجهولة بالنسبة لهم، ولهذا يخشون أن تهدد وظائفهم. مشيراً إلى أن المخاطر الحقيقية التي تواجه هذه الثورة الصناعية الرابعة هي خصوصية البيانات والقدرة على حمايتها، وأن كل ثورة صناعية كان لها مشاكلها، وهذه الثورة مشكلتها هي حماية هذه البيانات.

مشاركة :