المقاطعة تنجح في إلغاء قمة «إسرائيلية» - إفريقية

  • 9/20/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

علي أبو نعمة *ذكرت صحيفة «إسرائيلية»، قبل أيام، أن القمة التي من المقرَّر عقدها في مدينة «لومي»، عاصمة توجو، قد «ألغيت في أعقاب تهديدات بالمقاطعة من قِبل عدد من الدول، والضغط المناهض لهذا الحدث، من قِبل الفلسطينيين والدول العربية». وقد أعلنت وزارة الخارجية «الإسرائيلية» أن القمة «تمّ تأجيلها»، ولكن، كما أشارت الصحيفة، لم يعلَن عن موعد بديل. وبالإضافة إلى ذلك، ذكر الموقع الإخباري «الإسرائيلي» آي24، أن عدم الاستقرار السياسي كان مصدر قلق في توجو، حيث تحاول قوات الأمن أن تقمع بالعنف الاحتجاجات على 50 عاماً من حكم أسرة الرئيس الاستبدادي «فور غناسينغبي»، لهذه الدولة الإفريقية الغربية. وكان يُفترض أن تكون هذه القمة تتويجاً لإنجازات حملة المداهنة التي قام بها رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو في إفريقيا. وقال المنظمون إنه كان سيحضرها أربعة وعشرون رئيس دولة، و150 شركة «إسرائيلية» وحتى مسؤولون من دول ليس لها علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل». ولكن المسعى «الإسرائيلي» لم يمض دون أن يتصدّى له أحد. فقد أشارت جنوب إفريقيا الشهر الماضي، إلى أنها ستقاطع القمة، وحثت الدول الأخرى على القيام بذلك. وقرّرت السودان والمغرب والجزائر وتونس وموريتانيا أيضاً، أن تقاطع الاجتماع. وفي يونيو/ حزيران، قاطع العاهل المغربي، محمد السادس، قمة في ليبيريا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس)، لأن نتنياهو كان مدعوّاً إليها. ويؤكد الموقع الرسمي للقمة على الإنترنت، أنها قد «أجِّلت». وقد وُصفت بأنها تعزز التجارة بين الدول الإفريقية و«إسرائيل»، التي يجري الترويج لها، انسجاماً مع موضوعات الدعاية الثابتة، باعتبارها «الدولة الناشئة»، والرائدة في تقنيات إدارة المياه. ولكنْ يعلن أيضاً أن «إسرائيل» هي «الرائدة عالمياً في مجاليْ الأمن ومكافحة الإرهاب»، وأنها ذات «سجلّ حافل موثوق في توفير هذه الخبرات للدول الشريكة لها في جميع أنحاء العالم». وبعبارة أخرى، تقوم «إسرائيل» ببيع الأسلحة والتكنولوجيات القمعية، التي يتم اختبارها على الفلسطينيين، طوال عقود من الاحتلال العسكري. وكان من شأن القمة، أن تكون إلى حدٍّ كبير، معرضاً وسوقاً لتجارة الأسلحة «الإسرائيلية». وقد أعلنت شركة «إلبيت سيستمز»، وهي أكبر شركة لصناعة الأسلحة، مؤخراً، عن ازدياد أرباحها، لأسباب منها زيادة صادراتها إلى إفريقيا. ويمتد سجلّ «إسرائيل» الحافل بالتورط الإجرامي، وانتهاكات حقوق الإنسان، ليشمل القارة الإفريقية بأسرها. وما فتئت «إسرائيل» تؤجج العنف وارتكاب الفظائع في إفريقيا، بتوفير الأسلحة التي تستخدم في الصراعات في جنوب السودان وبوروندي، إلى جانب، إرسال الأسلحة إلى رواندا قبل الإبادة الجماعية عام 1994- وهو الدور الذي تسعى «إسرائيل» إلى التستر عليه. وقد حافظت «إسرائيل» على علاقات وثيقة مع جنوب إفريقيا في حقبة الفصل العنصري. وكانت «تل أبيب» هي المورِّد الرئيسي للأسلحة للنظام القائم على تفوق العرق الأبيض، عندما كانت بريتوريا تخضع لمقاطعة دولية مشددة. وقد رحّب الناشطون في جنوب إفريقيا بإلغاء القمة، وأثنوْا على الدول التي قررت مقاطعتها. قالت مجموعة «المقاطعة وسحب الاستثمارات والمعاقبة» الجنوب إفريقية، وهي مجموعة تدعم حملة «مقاطعة «إسرائيل» وسحب الاستثمارات منها ومعاقبتها»، من أجل الحقوق الفلسطينية، «إن حكومتنا يجب عليها أن تستمر في مقاومة كل المحاولات «الإسرائيلية» للتأثير على تضامننا مع الفلسطينيين، أو إفساده أو إضعافه». «فقد كان الفلسطينيون شعباً دَعَمَنا ووقف معنا في أحلك أيام الفصل العنصري، بينما كانت «إسرائيل»، كما نتذكر بشكل مؤلم، توفر الأسلحة لحكومة الفصل العنصري». وأشارت منظمة «المقاطعة وسحب الاستثمارات والمعاقبة» الجنوب إفريقية، أيضاً، إلى السياسات العنصرية الموجهة من قِبل الدولة «الإسرائيلية» ضدّ المهاجرين واللاجئين الأفارقة، واعتبرتها سبباً آخر لمقاومة جهود «إسرائيل» الرامية إلى تطبيع العلاقات. ويرتبط اندفاع «إسرائيل» نحو تحسين العلاقات مع الدول الإفريقية، بجهودها الرامية إلى كسب الشرعية والدعم في الأمم المتحدة. ذكرت صحيفة «تايمز أوف «إسرائيل»»، يوم الأحد، أن دبلوماسيي السلطة الفلسطينية يدفعون باتجاه إحباط محاولة «إسرائيل» لأن تنتخب لعضوية مجلس الأمن. ويتمثل أحد محاور التركيز الرئيسي للجهد الدبلوماسي العربي، في إقناع الدول الإفريقية بعدم دعم المحاولة «الإسرائيلية». وتوضح قمة توجو المخططة أيضاً تواطؤ الشركات المستمر مع «إسرائيل». فمِن بين الجهات الراعية للقمة رسمياً، شركة خطوط بروكسل الجوية، التابعة لشركة لوفتهانزا الألمانية. ومن خلال دعم القمة، تدعم الشركة بشكل فعال جهود «إسرائيل» لبيع المزيد من الأسلحة في إفريقيا. وقد كُشف النقاب مؤخراً عن أن شركة لوفتهانزا، تتواطأ مع الجهود التي تبذلها «إسرائيل» لقمع دعم الحقوق الفلسطينية، بمنعها في يوليو/ تموز، ناشطين أمريكيين كانوا جزءاً من وفد متعدد الأديان، من ركوب طائراتها. واستنتجت الحاخامة «اليسا وايز»، وهي من أعضاء الوفد المحظور، أن هذا الإجراء، كان على الأرجح، نتيجة للمراقبة «الإسرائيلية» لرسائل البريد الإلكتروني للناشطين، التي تجري كجزء من الجهود «الإسرائيلية»، المبذولة لإحباط حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والمعاقبة، البعيدة عن العنف. * صحفي عربي أمريكي. موقع: إلكترونيك انتفاضة

مشاركة :