كتاب أحلام لم تتحقق يتضمن سيناريوهات أعدت كمشاريع لأفلام روائية وتسجيلية أنجزها المخرج مصطفى أبوعلي أثناء حياته لكنه لم يتمكن من تنفيذها.العرب [نُشر في 2017/09/20، العدد: 10757، ص(14)]سيناريوهات تعبر عن هموم الإنسان الفلسطيني وآماله القدس- يتضمن كتاب “أحلام لم تتحقق: سيناريوهات المخرج السينمائي مصطفى أبوعلي” مجموعة من السيناريوهات التي أنجزها المخرج الفلسطيني الراحل، الذي يعدّ رائد سينما الثورة، خلال الفترة من 1968-1982، ومنها أفلام “أيام الحب والموت” عن رواية الفلسطيني رشاد أبوشاور، و”بانتظار السلام”، و”الغريب”، و”شعارات”، و”التطهير العرقي”. وكانت هذه السيناريوهات أُعدت كمشاريع لأفلام روائية وتسجيلية، طويلة وقصيرة، أنجزها أبوعلي أثناء حياته، لكنه لم يتمكن من تنفيذها، كما حدث مع سيناريو فيلم له بعنوان “المتشائل” عن رواية للكاتب إميل حبيبي تحمل الاسم نفسه. يتناول سيناريو “أيام الحب والموت” حكاية قرية “ذكرين” الخليلية، التي احتلّها الإسرائيليون عام 1948، ويصور كيفية سقوطها بعد مقاومة أهلها ببسالة. أما سيناريو “بانتظار السلام” فيمكن النظر إليه في مستويين: مستوى الأحداث الظاهرة للعيان، وهي كثيرة وكافية في حد ذاتها للمشاهد العادي، وفي مستوى أعمق، لمن يرغب في أن يقرأ الأحداث والمشاهد في معانيها الخفية. أما “الغريب” فيتحدث عن الارتباط بالأرض ومفهوم الحرية من خلال مجموعة من الشخصيات المدروسة بعناية، بينما يندرج فيلم “شعارات” ضمن الأفلام التسجيلية ويحكي قصة شخصية حقيقية هي شخصية “أبوعلي مقبل” مع الشعارات المطروحة في التظاهرات العامة في رام الله. ويتناول مشروع سيناريو الفيلم التسجيلي “التطهير العرقي” ما يسمّى “الخطة دالت = الخطة د”، التي صاغها أحد عشر قياديا إسرائيليا، بقيادة بن غوريون بتاريخ 10 مارس 1948، حيث اقتُلع ما يقرب من مليون فلسطيني من وطنهم الأصلي فلسطين، وأصبحوا لاجئين في المنافي حتى اليوم. وفي استهلاله للكتاب، الصادر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمّان، أكد الشاعر عزالدين المناصرة على أهمية هذه السيناريوهات، التي لملمتها عائلة أبوعلي من زوايا النسيان، تاركين لمن يهمه الأمر، أمر إمكانية تنفيذها. وأضاف المناصرة أن أبوعلي بذل جهدا كبيرا في عرض أعماله على جهات تمويل عديدة دون جدوى، باستثناء الفيلم التسجيلي “شعارات” الذي رأى النور قبل وفاته بفترة قصيرة. بدورها، لفتت المخرجة خديجة الحباشنة إلى تميز مصطفى أبوعلي، بلغته السينمائية ونَفَسه النضالي الذي ظهر بشكل خاص في أعماله التسجيلية، مؤكدة أنه كان يحلم بأن يأتي يوم يتمكن فيه من إنتاج هذه السيناريوهات، ليعبّر من خلالها عن هموم الإنسان الفلسطيني وآماله. يُذكر أن مصطفى أبوعلي شارك في تأسيس وحدة السينما التابعة لقسم التصوير الفوتوغرافي عام 1968، وكان فيلم “لا للحل السلمي” الذي شارك في صنعه أولَ فيلم سينمائي فلسطيني ما بعد النكبة. وكان من مؤسسي جماعة السينما الفلسطينية عام 1973 في بيروت، كما شغل منصب رئيس مؤسسة السينما الفلسطينية في بيروت. كما أعاد تأسيس جماعة السينما الفلسطينية في رام الله عام 2004.
مشاركة :