لم تكن جيرت بيينينغ، البالغة من العمر 23 عاما، تظن ان تبولها في أحد شوارع العاصمة أمستردام في العام 2015 سيجعلها تعيد قضية المساواة ما بين الجنسين إلى طاولة النقاش. الشابة الهولندية التي قبضت عليها الشرطة وهي تتبول في شارع عام في العام 2015، غرمتها العدالة قيمة 90 يورو كعقوبة على ذلك. الشرطة حجزت جيرت بيينينغ في حالة تلبس، بعد ان اضطرت الشابة للتبول في الشارع في وقت متأخر وبعد إغلاق كل المحلات عقب سهرة في حي ليدسيبلين في العاصمة أمستردام. وبالرغم من قيام صديقتها بحراسة المكان لتتيح لجيرت بيينينغ التبول بأمان إلا ان الشرطة كانت لها بالمرصاد. قاضي المحكمة اعاب على جيرت بيينينغ عدم استخدام مرحاض الرجال عوض التبول في الشارع. وتجرم السلطات في هولندا التبول في الأماكن العمومية والشوارع في إطار جريمة تعرف باسم “ويلدبلاسن” باللغة الهولندية، غير ان ذات السلطات لم تخصص سوى ثلاثة مراحيض للنساء في العاصمة السياحية مقابل 35 مرحاضا للرجال. هذه القضية أثارت سخرية النساء في هولندا حيث لجأت العديد منهن إلى استخدام كلمة “ويلدبلاسن” كعلامة تصنيف على تويتر للتعبير على الصعوبات الكبيرة التي تواجهها النساء “لقضاء حاجاتهن الضرورية” في شوارع أمستردام وصعوبة استعمالهن للمراحيض المخصصة للرجال بسبب تصميمها الخاص. وشبه القاضي ما قامت به جيرت بيينينغ بالشخص الذي يلقى القمامة في الشوارع، ما دفع بأحد المعلقين إلى القول: “ يمكن الاحتفاظ بقشور الموز أو أغلفة الشوكولاطة في جيب او حقيبة صاحبها وإلقائها في أي لحظة، أما التبول فأشك بذلك”. وأصرت بينينغ على أنها لم تستخدم الشارع إلا كحل أخير، وأكدت ان العديد من العواصم الأوروبية تخصص اعدادا كبيرة من المراحيض المخصصة للسيدات في شوارعها خلافا لأمستردام. واستغربت بقولها “ أليس من المحرج لمدينة سياحية مثل أمستردام ألا توفر للنساء أماكن لقضاء حاجاتهن”. وفي مقابلة صحفية اكدت أنها لم تكن تعتزم أن تصبح هذه القضية، “قضية مجتمع” غير انها ارتاحت فيما بعد لهذا البعد الذي أخذته القضية وذلك بهدف تغير الأمور. هذا النقاش الحاد أدى إلى فتح صفحة على موقع فيسبوك لتشجيع النساء على الانضمام الى احتجاج سينظم يوم الجمعة المقبل، للتنديد بحكم القاضي ودفع سلطات أمستردام لإنشاء مراحيض مخصصة للنساء. وأعرب أكثر من 5 الاف شخص حتى الان عن رغبتهم في حضور هذا الاحتجاج الأول من نوعه.
مشاركة :