ياباني يمر أمام أحد الشاشات في طوكيو التي تبث خطاب ترمب في الأمم المتحدة أمس (أ.ب) لندن: «المجلة» يقول محللون إن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ«تدمير كوريا الشمالية بالكامل» يضع في أيدي بيونغ يانغ مبررات للمضي قدما ببرنامج الأسلحة النووية الذي تصر على طابعه الدفاعي. وفي خطابه الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة وجه ترمب تحذيرا قويا لبيونغ يانغ، بعد إجرائها تجربة نووية سادسة هي الأقوى، وردها على عقوبات جديدة بإطلاق صاروخ فوق اليابان، هو الأبعد مدى على الإطلاق. وقال ترمب الثلاثاء إن الرئيس الكوري الشمالي «انطلق في مهمة انتحارية له ولنظامه». وأضاف أن الولايات المتحدة: «إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فلن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل». وبعيدا عن إقناع كيم بالتخلي عن مساعيه لحيازة أسلحة نووية، يقول المحللون إن خطاب ترمب قد يكون له تأثير معاكس. وقال ماركوس نولاند من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي: «بتلك الكلمات، سلم الرئيس ترمب نظام كيم أهم جملة في القرن». وأضاف: «سيتم تلقفها ومواصلة تكرارها على شاشات تلفزيون كوريا الشمالية» بصفتها إثباتا على أن بيونغ يانغ تحتاج إلى قوة ردع فعالة لما تعتبره عدوانا أميركيا. ويقول جول ويت، الزميل في المعهد الأميركي – الكوري الجنوبي في جامعة جون هوبكنز، إنه رغم الوعيد، ليس واضحا أن واشنطن مستعدة لتحمل التكلفة البشرية لخوض نزاع. لكنه أضاف أن ترمب «لا يمكن التنبؤ بخطواته ومن الصعب لأي كان التمييز متى يكون جادا أو غير جاد». وتنشر الولايات المتحدة 28 ألفا و500 جندي في كوريا الجنوبية، وذلك في أعقاب الحرب الكورية بين 1950 – 1953 والتي انتهت بوقف إطلاق النار وليس بمعاهدة سلام. وإضافة إلى التهديد النووي، تنتصب المدفعية الكورية الشمالية على الحدود المتوترة مما يضع سيول المجاورة والملايين من سكانها في مرمى الأسلحة التقليدية والكيميائية. وتهدد صواريخ بيونغ يانغ أيضا اليابان ومدنها الكبرى، وأي هجوم أميركي ينذر برد هائل يمكن أن يؤدي إلى إزهاق أرواح لا حصر لها. وفي وقت سابق هذا العام قال كبير مستشاري ترمب السابق ستيف بانون للمجلة السياسية الفصلية «أميركان بروسبكت»: «ما من حل عسكري، انس الأمر». وقال ويت إن تصريحات ترمب تعتبرها كوريا الشمالية قد تهديدات جوفاء، وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعتقد أنهم يفكرون بأنهم سيثبتون أنه (ترمب) نمر من ورق». غير أن جونغ يونغ – تاي مدير الدراسات العسكرية في جامعة دونغ يانغ في كوريا الجنوبية، قال إن التهديد المتصاعد من الشمال يعني أنه من غير الممكن التقليل من أهمية تصريحات ترمب واعتبارها «مجرد خدعة». ويقول «المشكلة هي، أين هو الخط الأحمر لإطلاق خيار عسكري؟» مضيفا أنه فيما لا يزال النزاع مستبعدا إلى حد كبير، فإن الاستفزازات المتواصلة من الشمال تجعل من الصعوبة للولايات المتحدة القبول بحوار. ويضيف: «صواريخها الباليستية العابرة للقارات وبرامجها للأسلحة النووية، أصبحت ببساطة كبيرة جداً وتمثل تهديدا كبيرا إلى درجة ولا يمكن معها اعتبارها مجرد ورقة تفاوض. التهديد الآن حقيقي بنظر كثير من الأميركيين». وإذا كان الهدف من اللهجة النارية لترمب إحضار الكوريين الشماليين إلى طاولة المفاوضات فإن مقاربته التدريجية للدبلوماسية قد تعمل ضده، بحسب ميرا راب – هوبر الباحثة الكبيرة في مركز بول تساي تشاينا في كلية الحقوق بجامعة ييل. وفي الخطاب ذاته في الأمم المتحدة، هدد ترمب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وهي الخطوة التي يمكن أن تجعل الولايات المتحدة تبدو كشريك لا يُعتد به في المفاوضات. سعت الصين، الحليف الكبير الوحيد لكوريا الشمالية وشريكها التجاري، إلى تهدئة التصعيد في مسعى لإحياء المحادثات المجمدة. لكنها واجهت انتقادات لرفضها على ما يبدو، السماح بزعزعة استقرار نظام بيونغ يانغ. وقالت راب – هوبر إنه من غير الواضح ما إذا كانت لهجة ترمب «المروعة» هي استراتيجية لتخويف بكين وحملها على اتباع نهج أكثر تشددا تجاه جارتها المعزولة، أو انعكاسا لاقتناعه بجدوى عمل عسكري. غير أنها أضافت أن «هذا في الأساس خيار مشين بين تهديد حقيقي بحرب متعمدة ومقامرة متهورة مريعة نتيجة سوء تقدير». Catchline
مشاركة :