بيروت - لم تمنع الاضطرابات السياسية والأمنية وارتفاع الاسعار في لبنان الكويتيين من الاقبال على اقتناء آلاف العقارات باعتبارها من المشاريع المربحة والمثمرة التي تدر عليهم المال الوفير كما يمكن ان يقوموا باستخدامها في السكن والإقامة وقضاء اوقات طيبة في العطل. كما يجد العديد من الكويتيين في العقارات بلبنان فرصا استثمارية مناسبة في ظل ارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء في وطنهم الام. ويشكل العقار في لبنان الملاذ الآمن للاستثمار وعلى الرغم من ازمة الركود التي تصيب هذا القطاع منذ عام 2010 الا ان اسعار العقارات حافظت على مستوياتها المرتفعة ولم تتراجع. وأفاد خضر البارون أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت أن الهدف من شراء العقارات في الخارج هو تحقيق المزيد من الاستقرار والاطمئنان على المستقبل". وقال "دائما العقار يساوي الثبات والاستقرار وهو إطمئنان للأولاد والمستقبل وفيه كثير من الراحة النفسية". وافاد محمود بوشهري نائب رئيس مجلس إدارة شركة ليان العقارية التابعة لشركة منازل القابضة الكويتية إن الكويتي يفضل شراء الفيلات والشقق التي تستخدم للسكن والزيارات الصيفية ثم يقوم بتأجيرها في الفترات التي لايحتاجها فيها ويحقق منها عائدا مناسبا لاسيما في ظل وجود شركات متخصصة تدير هذه المشاريع من حيث الصيانة والحراسة والتسجيل. ويتراوح سعر متر البناء في لبنان عموما بين 1500 دولار و5000 دولار بحسب المنطقة وهناك مناطق أغلى مثل وسط بيروت ويصل سعر المتر المربع الواحد الى 12000دولار في أغلى أبنية بيروت وهي أبراج البلاتينيوم. وتجذب بيروت عاصمة لبنان الكويتيين بشكل خاص. وتشير تقارير المديرية العامة للشؤون العقارية في وزارة المال اللبنانية الى أن أكثر منطقة يتركز فيها المالكون غير اللبنانيين هي العاصمة بيروت حيث يبلغ عددهم الاجمالي 16 ألفاً و174 مالكاً، تليها منطقة عاليه بـ11 ألفاً و390 مالكاً، ثم بعبدا بـ 11 ألفاً و65 مالكاً بالمتن بـ 9 آلاف و975 مالكاً وهي مناطق تمركز الكويتيين. وقالت المستشارة العقارية ندى فتوح إن العام الماضي شهد طلبا من الكويتيين والسعوديين على شراء العقارات في المناطق الجبلية بهدف قضاء فترة الصيف في جبال لبنان. وافاد المستشار العقاري ومدير عام شركة (سنتشري 21) احمد الخطيب ان الحضور الكويتي عقاريا في مناطق جبل لبنان وما يسمى بقرى الاصطياف هو الطاغي مقارنة بالحضور العربي الاخر ويمتاز بوجوده الدائم بخلاف سواه من المتملكين العرب والاجانب. ويتملك في بلدة قرنايل حوالى 4 آلاف كويتي، وفي فالوغا أكثر من ألفين، في حين يشكل الكويتيون في بحمدون المحطة حوالي 70 بالمئة من عدد المالكين، وكذلك الأمر في بلدات بحمدون الضيعة وحمانا والقلعة والشبانية وصوفر ومجدلبعنا والمنصورية (22 عقاراً) وبطلون وقبيع والعبادية. ويجمع رؤساء بلديات في لبنان على تمسك الكويتيين بأملاكهم فيها. وقال اقتصاديون وخبراء إن ارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء في الكويت من أهم الأسباب التي تدفع الكويتيين للبحث عن فرص استثمارية رخيصة في الخارج. وأضافوا أنه خلال السنوات الأخيرة أي منذ عام 2003 تضاعفت أسعار الأراضي في الكويت بسبب ارتفاع عدد السكان وإقبال كثير من الشركات والمستثمرين على شراء الأراضي وتشييد العقارات بمختلف أنواعها السكنية والاستثمارية والإدارية والتجارية. وأضافوا أن هذه الطفرة في بناء العقارات قد تواكبت مع الانفتاح الاقتصادي للحكومة الكويتية بهدف التحول الى مركز مالي وتجاري في المنطقة. وقال مساعد الحداد مدير عام شركة انة غروب الكويتية لتنظيم المعارض والمؤتمرات إن الكويت بلد صغير ومساحة الأراضي المتاحة فيه للبناء محدودة للغاية وهو ما يؤدي الى ارتفاع كبير في أسعار هذه الأراضي. وأضاف الحداد "العقبة الكبيرة في الكويت هي الأرض" وأوضح أن شراء قطعة أرض مساحتها 400 متر في المناطق السكنية البعيدة نسبيا يكلف 180 ألف دينار (638.8 ألف دولار) بينما الأسعار في الدول الأخرى أقل من ذلك بكثير وهو ما يدفع صغار المستثمرين والمواطنين العاديين للبحث عن فرصة استثمارية صغيرة تتناسب مع مدخراتهم. ويعتبر السياح الخليجيون بمثابة الاوكسجين للسياحة في لبنان. ولا ينحصر تعلق الكويتيين بلبنان بشراء عقارات فيها والاستثمار من خلالها وانما يتعداه الى اختيارهم له كمحطة سياحية رئيسية. كانت السياحة اللبنانية شهدت منذ عام 2011 تراجعا كبيرا بمختلف قطاعاتها نتيجة ما شهده لبنان والمنطقة من أوضاع امنية وسياسية انعكست بشكل مباشر على عدد السياح القادمين الى لبنان. وأثنت وزارة السياحة اللبنانية على حركة الاصطياف الكويتية في لبنان، معبّرة في بيان لها عن شكرها للكويتيين الذين اختاروا لبنان مقصداً للسياحة. وفي مؤتمر صحفي رحّب وزير السياحة اواديس كيدانيان في لبنان"بكل الوافدين من دولة الكويت"، متمنياً "إعادة تفعيل العلاقات التاريخية بين لبنان والكويت بكل السبل والسياحة أبرزها". وتمنّى للمصطافين الكويتيين "إقامةً سعيدة ومريحة في ربوع بلدهم الثاني لبنان". واعلن وزير السياحة ان عدد السياح الكويتيين والسعوديين شهد ارتفاعا بنسبة 100% منذ مطلع العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وقال كيدانيان في تصريح للإعلاميين ان نسبة الوافدين الى لبنان سجلت نموا بمقدار 13% خلال الأشهر الثمانية الاولى من عام 2017 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2016. وأوضح ان عدد الوافدين الى البلاد بلغ 1.68 مليون شخص في نهاية عام 2016 متوقعا ان يلامس عددهم مليوني شخص مع نهاية عام 2017 الجاري. واكد كيدانيان ان "القطاع السياحي قادر على ان يشكل الحافز الأساسي لتنشيط الحياة الاقتصادية في لبنان"، مشيرا الى عمل وزارته المستمر لتفعيل السياحة في البلاد طيلة اشهر السنة عبر تشجيع سياحة المؤتمرات والسياحة الدينية والثقافية والبيئية.
مشاركة :