واشنطن أقرب للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران

  • 9/20/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك – قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الأربعاء في حديث لشبكة "سي بي اس" إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لم يعط اشارة واضحة بأنه يعتزم الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. الأمر الواضح هو أنه ليس مسرورا بهذا الاتفاق". لكن هذا الاحتمال يثير قلق الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق وهي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا. ويفترض أن يعلن الرئيس الأميركي بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول أمام الكونغرس ما اذا كانت طهران تحترم فعلا تعهداتها التي من شأنها أن تضمن الطبيعة السلمية تماما لبرنامجها النووي. وفي حال لم يثبت هذا الالتزام أمام الكونغرس، فإن ذلك سيفتح الطريق أمام اعادة فرض عقوبات سبق أن رفعت ما يعني بالنسبة لبعض الدبلوماسيين الأوروبيين "الموت السياسي" للاتفاق. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأربعاء إن بلاده لا تعتقد أن إيران تلتزم بالاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران والقوى العالمية الست. ولم يذكر الجبير المزيد من التفاصيل، لكنه قال في الأمم المتحدة إن السعودية تتوقع أن يفعل المجتمع الدولي كل ما يلزم لضمان التزام طهران بالاتفاق. وسلطت الأضواء الأربعاء في الأمم المتحدة على الاتفاق النووي الايراني مع ترقب رد طهران غداة الخطاب الحاد الذي ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب واجتماع يضم للمرة الأولى وزيري الخارجية الأميركي والايراني على نفس الطاولة. وفي صلب الأزمة بين البلدين، الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى بينها الولايات المتحدة والذي يهدد ترامب بالانسحاب منه. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لصحيفة "ذي غارديان"، "نحض بدون توقف الولايات المتحدة على عدم الانسحاب منه. أقول إن الفرص قد تكون مناصفة 50/50". من جهته شدد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ على أن الاتفاق "نتيجة مهمة لتعددية الأطراف. إنه مثال على طريقة حل أزمة دولية عبر السياسة والدبلوماسية". وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دافع بقوة الثلاثاء عن الاتفاق أمام الأمم المتحدة قائلا إنه "مفيد وأساسي من أجل السلام". وأضاف أن الانسحاب منه "سيكون خطأ جسيما وعدم احترامه سينطوي على انعدام مسؤولية". وسيكون هذا التجاذب حاضرا خلال اجتماع تعقده في نيويورك الدول الموقعة على الاتفاق التاريخي بين إيران والقوى الكبرى الست وسيشهد أول لقاء بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف منذ تغير الادارة الأميركية في يناير/كانون الثاني. وحذر وزير الخارجية الاميركي الثلاثاء من أن الولايات المتحدة لن تبقى ملتزمة بالاتفاق إلا اذا "ادخلت عليه تعديلات" لآنه "يجب إعادة النظر في النص فعليا". وباستثناء دعم اسرائيل، فإن الولايات المتحدة معزولة في هذا الملف حيث أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة بالتحقق من احترام الالتزامات الإيرانية أكدت باستمرار التزام إيران بتعهداتها الواردة في الاتفاق المبرم في يوليو/تموز 2015. وإعادة فرض العقوبات من شأنها أن تبطل العمل باتفاق أبرم على أساس الرفع التدريجي للعقوبات مقابل الحد من الانشطة الإيرانية في المجال النووي. وتدافع إيران بشدة عن هذا النص وترفض أي اعادة تفاوض حوله، يدعمها في ذلك الأوروبيون والامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في مطلع الاسبوع إن "الاتفاق لا يخص دولة أو أخرى إنه يخص المجموعة الدولية. لكن الخطاب الذي القاه ترامب الثلاثاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة يوحي بانه يميل الى "تمزيق" هذا النص كما وعد به خلال حملته الانتخابية للوصول الى البيت الابيض. وقال امام قادة العالم اجمع ان الاتفاق مع ايران "هو من أسوأ" الاتفاقات التي ابرمتها واشنطن على الاطلاق، مضيفا "بصراحة، هذا الاتفاق معيب للولايات المتحدة". وهاجم أيضا ايران واصفا إياها بأنها "دولة مارقة تزعزع الاستقرار" في الشرق الأوسط عبر تصدير "العنف وحمام الدم والفوضى". وردت الخارجية الايرانية بوصفه بأنه "خطاب الجهل والكراهية". في محاولة لإنقاذ الاتفاق، عرضت فرنسا احتمال اعتماد "ملحق" للاتفاق النووي مع ايران يحدد مستقبل العلاقة بعد 2025، الموعد الذي تسقط فيه بعض القيود الواردة في الاتفاق، ما قد يشكل مخرجا لواشنطن، لكن تيلرسون اعتبر أن تحديد موعد لرفع هذه القيود هو "أكبر ثغرة فاضحة" في النص. ويحاول الأوروبيون اقناع واشنطن بعدم الخلط بين السياسة النووية الايرانية واعتراضات أخرى لديهم حيال إيران، مثل برنامجها البالستي أو "زعزعة الاستقرار" في المنطقة (سوريا ولبنان واليمن). وعبر عدة دبلوماسيين عن قلقهم من التداعيات السلبية لتغير مفاجئ في الموقف الأميركي حيال إيران في حين لا تزال المجموعة الدولية تأمل في اعادة بيونغيانغ إلى طاولة المفاوضات. وقال الرئيس الايراني حسن روحاني "اذا امتنعت الولايات المتحدة عن احترام الالتزامات ونسفت الاتفاق فهذا سيعني تحملها تبعات فقدان ثقة الدول فيها". ورأى ستيوارت باتريك الباحث في مجلس العلاقات الخارجية أن "الكوريين الشماليين يراقبون عن كثب كيف تتم معاملة إيران" لمعرفة "ما سيكون مصيرهم في حال وافقوا في أحد الأيام على التخلي عن أسلحتهم النووية". في المقابل، رأى بهنام بن طالب لو من مجموعة الضغط المحافظة "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" التي تنتقد بشدة الاتفاق النووي، أن "اعتماد نهج متشدد حيال طهران سيعزز مصداقية الولايات المتحدة" ويضعها في موقع قوة في أي مفاوضات محتملة في المستقبل مع كوريا الشمالية. وإلى جانب إيران، يلقي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أيضا خطابين الأربعاء خلال اليوم الثاني من أعمال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة.

مشاركة :