لا استدامة في اقتصاد الخدمات.. والمسؤولية الاجتماعية واجبة

  • 9/21/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:«الخليج»أكدت أولى الجلسات الحوارية في ختام منتدى «الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2017» التحديات التي تواجه تحقيق الاقتصاد المستدام في المنطقة. حضرت الجلسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق». وشدد المشاركون على أن المسؤولية المجتمعية واجبة على الشركات، وأن اقتصاد الخدمات لا يحقق الاستدامة. شارك في الجلسة: محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار العقارية»، وآنيل كي. خانديلوال، رئيس مجلس الإدارة السابق والعضو المنتدب لبنك «برودا وبنك دينا» وعضو اتحاد مجالس البنوك الهندية، وعادل علي الرئيس التنفيذي لمجموعة «العربية للطيران»، وخالد اليحمدي الرئيس التنفيذي لشركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار «أساس»، ويوسف بنسليم رئيس قسم العلاقات الحكومية في شركة «فورد موتورز الشرق الأوسط وإفريقيا».قيادات شابةأثار محمد العبار رئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية»، في مداخلة خلال حضوره الجلسة تساؤلاً مهماً عن مدى قدرة الشركات الحالية على مواكبة القيادات والكفاءات الشابة واستيعاب المهارات الاستثنائية، التي يمتلكونها والطاقات الهائلة التي يختزنونها. وتساءل العبار: «لدي فريق كبير من الشبان الذين يعملون بجد ونشاط، متوسط أعمارهم هو 30 سنة، وهم يمتلكون ذكاء غير طبيعي ومعرفة شبه موسوعية بكل شيء تقريباً، هؤلاء الشبان الذين يتقدون حماسة يدفعون بي للتفكير أحياناً بمدى جدوى بقاء نماذج عملنا القديمة، وإمكانية أن نبدأ بشركات جديدة تناسب وتستوعب مستوى ذكاء ونشاط هؤلاء، إنهم حقاً أشبه بالآلات التي لا تتعب ولا تتوقف، إنهم يعملون بعفوية وبدون بروتوكولات نموذج عملنا الذي يعتمد على إرسال حزمة من رسائل البريد الإلكتروني فقط لتحديد موعد اجتماع واحد، فهؤلاء ينفذون أكبر اجتماع لهم في دقيقتين على حافة أي طاولة في مكان العمل ويمضون سريعاً». وقال العبار: هناك عدد من الأشخاص في هذا العالم غيروا العالم وهم في سن الشباب، منهم: بيل غيتس، ومارك زكربيرغ، وستيف جوبز، ونحن علينا أن نبحث عن هذه الطاقات الشابة التي تمتلك الطاقة للتغيير.تحمل المسؤولياتوقال آنيل كي. خانديلوال في مداخلته، إن الهند التي مرت في عدة مراحل وتحديات منذ استقلالها، نجحت أخيراً في تطبيق أساسيات النمو الاقتصادي المستدام من خلال عدة إجراءات من بينها فرض نسبة 2% من الأرباح التي تحققها الشركات في الهند تذهب لمصلحة التنمية والمسؤولية المجتمعية. لافتاً إلى أن على الشركات التوقف عن التفكير فقط في تحقيق الأرباح، وأن تأخذ دوراً أكبر في تحمل مسؤولياتها نحو المجتمعات التي تعمل فيها. وأضاف أن هناك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الشركات والدول معاً، لوضع خطط طويلة الأمد للتنمية الاقتصادية المستدامة، وألا ينظروا إلى ما هو أبعد من تحت أقدامهم، وأن هذه الخطط يجب أن تقضي على البيروقراطية والفساد والمحسوبية وجميع الظواهر المعيقة لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل، وأن تثقف المجتمع بأهمية هذه الخطوة قبل كل شيء. وأوضح أن ظروف الدول النامية قد تغيرت منذ حصولها على الاستقلال، فهذه الدول تعيش حالياً عهد دخول الثورة الصناعية الرابعة، التي تعني ضمنياً تحمل مسؤولية صياغة المستقبل للأجيال المقبلة بدون جشع أو أنانية، وهو يعني أيضاً أن تفكر الشركات في مستقبل موظفيها وأسرهم وأن تجعل 15% من أجندة أعمالها مخصصة لهذا الجانب، وإذا نظرنا إلى أكبر 500 شركة في العالم نجد أنها لا تهتم سوى بتحقيق الأرباح فقط. وسائل النموولفت إلى ضرورة توفير بيئة أعمال تدعم هذا التوجه، فالمرحلة المقبلة تحتاج إلى رفد الشركات الناشئة بكل وسائل النمو والتطور، معطياً مثلاً لشركات ناشئة انطلقت من دول صغيرة والآن هي في المقدمة، مؤكداً أن الشارقة تمتلك مقومات مهمة في تنمية الشركات الناشئة والاستفادة من هذه الثورة الصناعية المقبلة، كما حدث في تجربة سنغافورة التي بدأت في مراحلها الأولى باستقطاب المواهب وتشجيعها على العمل والابتكار؛ لتتحول بعد سنوات إلى مركز إقليمي.الشركات الرابحة أقوىمن جانبه، اعترض عادل علي الرئيس التنفيذي للمجموعة العربية للطيران، على مقولة جشع الشركات الخاصة وعدم اهتمامها بالمسؤولية المجتمعية، قائلاً: لا يمكن الحديث عن التنمية الاقتصادية المستدامة، بدون وجود شركات في القطاع الخاص قادرة على تحقيق الأرباح، فالربحية تعني تحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي، ولا يمكن القول إن تحقيق أرباح أقل سيكون أمراً مفيداً للمجتمع، نحن يجب أن نحقق أرباحاً أكثر لنستطيع المساهمة في مسؤوليتنا المجتمعية والاقتصادية معاً. وعن دور التقنية، قال علي: التقنية سوف تساهم في تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة، والاقتصاد القوي هو الذي يسهم في ذلك، هناك مثلاً الهند تمتلك اقتصاداً قوياً، وتقدمت خطوة إلى الأمام في تحقيق الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، وهذا لم يكن متاحاً في سنوات سابقة كانت الهند تعاني تفشي الفقر والأمية وغيرها من التحديات. رأي عام خاطئوأشار إلى أن هناك رأياً عاماً وفهماً خاطئين عن دور قطاع الطيران في تلويث البيئة، وأنه قطاع سلبي يعيق التنمية ككل؛ لأن الواقع أن صناعة الطيران خلال العقدين الماضيين حققت قفزات مذهلة في جانب الحفاظ على البيئة وتحقيق مستويات كفاءة أعلى في استهلاك الوقود مقارنة بقطاعات أخرى، وهذا التصور النمطي الخاطئ هو ما وفر للحكومات مبرراً إضافياً لفرض المزيد من الضرائب تحت هذا البند، ومنذ يومين أعلن أن بعض الشركات ستبدأ في استخدام الوقود الحيوي في طائراتها، وقد نرى لاحقاً محركات كهربائية تعمل في الطائرات.اقتصاد الخدمات لا يكفيمن جانبه، أكد خالد اليحمدي الرئيس التنفيذي لشركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار «أساس»، أن الشركات غالباً ما تحاول الالتفاف على أي مصاريف تقلل من ربحيتها، ومنها من يحاول التهرب ضريبياً، حتى في دول متقدمة في أوروبا؛ حيث الشركات تمتلك سيولة عالية؛ لكنها لا تقدم لمجتمعاتها أي قيمة حقيقية. ولفت إلى أن «أساس» المملوكة من صندوق المعاشات العُماني رصدت مبلغ 260 مليون دولار كرأسمال تستخدمه كحجر أساس لبناء نموذج عمل صلب قادر على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم المشاريع في السلطنة.البطالة في الواجهةولفت يوسف بنسليم، رئيس قسم العلاقات الحكومية في شركة فورد موتورز الشرق الأوسط وإفريقيا. إلى أن القوانين والتشريعات أمر ضروري لتحقيق الاستدامة الاقتصادية، وأن الشركة نقلت مقرها الإقليمي إلى الإمارات منذ سنوات، ولدينا تاريخ طويل في المسؤولية المجتمعية مع دول المنطقة. وقال: تجربتنا في المنطقة بدأت في العمل مع الحكومات لتحديد التحديات التي تواجه النمو، فوجدنا أن البطالة هي العائق الأكبر أمام تحقيق النمو والاستدامة، ولهذا قامت مؤسسة فورد للأعمال الخيرية وأكاديمية فورد لتنمية الأعمال بمبادرات عديدة لإحداث تغيير في هذا الواقع؛ إذ يوجد 200 مليون شاب في المنطقة 76% أعمارهم أقل من عشرين سنة و26% منهم يعانون البطالة. وقد قمنا بدعم هؤلاء ومساعدتهم لإيجاد الحلول عبر تقديم الفرص والتوجيه، وقد كانت هناك مفاجآت مبهرة لنا.الجلسة الحوارية الثانيةناقش المشاركون في الجلسة الحوارية الثانية من منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2017، أهمية قطاع التعليم في الإمارات والتوجهات الجديدة في قطاع التعليم كالواقع الافتراضي، والتحديات التي تواجه قطاع التعليم في الشارقة، كما تطرقوا إلى السبل المتاحة للتغلب عليها، ومدى جاهزية قطاع التعليم في الشارقة للتحوّل الإلكتروني.وقال حسين محمد المحمودي الرئيس التنفيذي لشركة الأعمال التجارية للجامعة الأمريكية في الشارقة، والمدير التنفيذي للمنطقة الحرة للبحوث والابتكار والتقنية في الجامعة، إن 30% من المدن التي تمتلك جامعات تمتلك فرصاً للنمو والتوسع أكثر من المدن التي لا تمتلك جامعات فيها. مشيراً إلى نماذج شراكة نفذتها الجامعة مع العديد مع الشركاء مثل جامعة أكسفورد لتطوير مشاريع حيوية.وأضاف: «خلال 10 سنوات سيكون التعليم عاملاً مهماً في التحول نحو الاقتصاد الرقمي، وستدخل حاضنات الأعمال لجيل الشباب مرحلة نمو تصاعدي يواكب هذا التوجه الرسمي على مستوى الشارقة والإمارات العربية المتحدة. أنا أعتقد أن هناك حاجة إلى تبني تقنيات كالواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي في العملية التعلمية، التقنية تتطور والتعليم يجب أن ينتقل من الحدود التقليدية، يجب أن تدرس مواد ثقافية وإبداعية جديدة بدلاً من المناهج التقليدية التي بدأت تفقد أهميتها تدريجياً، ويجب أن ننتقل إلى الاستدامة التعليمية بالتوازي مع التنمية الاقتصادية المستدامة».تطوير النظام التعليميقال الدكتور عماد يوسف حب الله عميد الجامعة الأمريكية في دبي: لقد خطت الإمارات خطوات جيدة في تطوير النظام التعليمي، الذي أصبح أحد سبعة عناصر رئيسية من مشروع التنمية المستدامة. ولعل نموذج شركة كوداك، التي اختفت ليس بسبب التقنية؛ بل بسبب اندماج الكاميرا مع الهاتف المحمول، خير دليل على ضرورة التطور، فقد يحدث الأمر نفسه مع نموذج التعليم، إذا لم يتطور على مستوى الوظيفي والإداري، وعلى الإدارة أن تفهم حاجات الطلبة، الأمر الثالث الذي يجب أن يتطور الذكاء الاصطناعي وهل يمكن أن نقدم ذلك للطلبة وأن يتعاملوا معه، ونجعل الجامعات والطلبة جزءاً من المنظومة الكاملة للمجتمع، يجب أن نعمل على تحقيق ذلك، وأن نكرس التعليم الاجتماعي، وأن نردم الفجوة بين احتياجات سوق العمل والنظام التعليمي.وأضاف: «47% من الوظائف لن يكون لها حاجة بعد سنوات قليلة من الآن، وهناك العديد من الوظائف سوف تندمج بوظائف أخرى. لا تزال معظم المدارس والجامعات لا تسمح باستخدام الهواتف المحمولة أو أدوات أخرى في صفوفها، يجب إذن إعادة هيكلة وسائل التعليم والانتقال من التلقين إلى التفاعل اللحظي مع الطلبة، فهم الآن يعرفون ماذا يريدون ويبحثون ويسألون ويجيبون سواء عبر وسائل البحث مثل «جوجل» أو وسائل التواصل الاجتماعية، وقد يتفوقون على أساتذتهم في سرعة التعامل مع المعلومات. التعليم الافتراضيأعرب كمال غوبتا، مدير العمليات والمدير الإقليمي لمؤسسة المدارس العالمية، عن اعتقاده بأن الواقع الافتراضي والتعليم في تكامل وليست علاقة تهديد، فالتعليم الافتراضي أو التعليم عن بعد يتكامل مع الصفوف التقليدية، إن هذه التقنيات الجديدة هي قيمة مضافة لقطاع التعليم. وقال: نحن نعمل على إدخال هذه الأفكار الحيوية والإبداعية إلى نظام التعليم، فالتقنية والابتكار أصبحتا جزءاً لا يتجزأ من إيقاع التعليم الرامي إلى التطور، يجب علينا أن نجعل مناهج رواد الأعمال والقيادات الشابة جزءاً من النظام التعليمي، فهذا الجيل أصبح موسوعياً. والتمكين مهم جداً في المرحلة المقبلة.ولفت سيريش كومار الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للموقع الإلكتروني Telr.com إلى أن الشرط الأول لتطور النظام التعليمي يبدأ من تغيير طريقة التفكير، فالمهم هو أن نصل إلى مختلف الطلبة أينما كانوا وبصرف النظر عن مكان وجودهم في العالم، هذا التنوع في الكفاءات واستقطاباها يعني المزيد من الفرص، والتعليم عن بعد مثال لذلك، فهو يخدم هذا الهدف. ونحن نتحدث الآن عن الموظف الافتراضي الذي يعمل عن بعد، فهو قادر على الإنتاج بدون الحاجة إلى الحضور جسدياً إلى المكتب.

مشاركة :