طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، بإنهاء «نظام الفصل العنصري» الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين، وذلك تحت طائلة «المطالبة بحقوق كاملة لجميع سكان فلسطين التاريخية». وقال عباس، في خطاب استغرق نحو 45 دقيقة: «إذا تم تدمير خيار الدولتين، وتعميق وترسيخ مبدأ الدولة الواحدة بنظامين (أبرتهايد)، من خلال فرض الأمر الواقع الاحتلالي، وهو ما يرفضه شعبنا والمجتمع الدولي، وسيكون مصيره الفشل، فلن يكون أمامكم وأمامنا إلا النضال والمطالبة بحقوق كاملة لجميع سكان فلسطين التاريخية». وأضاف أن اتفاق أوسلو، الذي وقّعته السلطة الفلسطينية مع إسرائيل عام 1993، بات محل تساؤل، بعد أن فشل في إنهاء الصراع. وأردف بالقول: «24 عاماً مرت على اتفاق أوسلو الذي منح الفلسطينيين أملاً بتحقيق السلام، فهل ما زال هذا الأمل موجودًا». ولفت إلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة الإرهاب، قائلاً: «يعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ضرورة وأساساً لإكمال الجهود التي نقوم بها جميعاً لمواجهة الإرهاب». وهاجم إسرائيل، التي تتهرب من عملية السلام، قائلاً: «عندما يطالب المجتمع الدولي إسرائيل بإنهاء الاحتلال تتهرب وتتذرع بادعاء التحريض»، داعياً الأمم المتحدة إلى مطالبة إسرائيل بإنهاء احتلالها بسقف زمني وتطبيق المبادرة العربية للسلام. وتابع قائلاً: «أطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، لأنه ليس لدينا قدرة على حماية شعبنا». وطالب الرئيس الفلسطيني بضرورة أن تقدم بريطانيا الاعتذار عن «وعد بلفور»، كما طالبها أيضاً في كلمته بضرورة تقديم تعويضات للفلسطينيين عن احتلال دولة فلسطين. وقال إن الحكومة الإسرائيلية تواصل بناء المستوطنات على الأرض الفلسطينية، منتهكةً المواثيق والقرارات الدولية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، وتواصل تنكرها لحل الدولتين. وأوضح عباس أن «إسرائيل تبني المستوطنات في كل مكان، فلم يعد هناك مكان لدولة فلسطين، وهذا غير مقبول». وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين «نتانياهو يرفض دعواتنا وجهودنا ومساعينا لترسيم الحدود مع إسرائيل». وحذر عباس من تأجيج الصراع الديني في المنطقة بسبب ممارسات إسرائيل في مدينة القدس المحتلة، قائلاً إن «ممارسات الحكومة الإسرائيلية تؤجج الصراع الديني، بينما صراعنا سياسي». عباس وترامب وكان عباس التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل إلقاء خطابه، وأعربا عن ثقتهما بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين بمساعدة الولايات المتحدة. وقال ترامب، خلال لقاء مع عباس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، «أعتقد أن لدينا فرصة جيدة، وربما أفضل فرصة على الإطلاق». وقد تعهد ترامب، الذي التقى، الاثنين الماضي، مع نتانياهو، «بفعل كل شيء في قلبي وروحي للتوصل إلى هذا الاتفاق». من جانبه، شكر عباس ترامب على جديته لحل القضية، وجهوده «لتحقيق اتفاق القرن خلال هذا العام أو في الأشهر المقبلة».
مشاركة :